أزياء صيفية بأشكال هندسية وورود تسبح في بحر من الألوان

ا

أزياء صيفية بأشكال هندسية وورود تسبح في بحر من الألوان

لندن: جميلة حلفيشي
اختيار ازياء خاصة بالإجازات ليس مهمة سهلة كما يعتقد البعض. فكما لكل وظيفة أزياؤها المناسبة كذلك للصيف ألوانه وقصاته. ولأن موسم الصيف والإجازات أصبح من الصناعات المزدهرة، فهذا يعني شيئا واحدا وهو أن موضته تتغير كل عام مما يصيبنا بالحيرة، ويزيد من الضغط النفسي في الفترة التي تسبق توجهنا لقضاء إجازتنا في منتجع من المنتجعات الصيفية، أو فقط ترقبنا لارتفاع درجات الحرارة. لكن إذا كنا سنقضي إجازة في منتجع راق، فإن الضغط يتضاعف لدى المرأة، لأنها تبدأ في التفكير كيف يمكن أن تبدو منسجمة مع المكان من دون أن تتنازل عن راحتها. إذا كنت واحدة من هؤلاء، فابشري لأن توجهات الموضة، التي لم تعد تعرف قيودا، وعودتها إلى الخمسينات، جعل الحصول على مظهر أنيق في الصيف أمرا ممكنا وسهلا، بإضفاء لمسات بسيطة، قد تكون مجرد إيشارب يُلف حول الرأس خلال النهار، أو حول العنق في المساء، أو قميص على شكل «قفطان» مع بنطلون أبيض من الكتان، أو توب يُربط خلف العنق مع تنورة بسيطة، وما إلى ذلك من اللمسات التي تذكرنا بنجمات العصر الذهبي للسينما. ومما زاد من سهولة الأمر ان العديد من المحلات الكبيرة، أصبحت لها أقسام مخصصة لأزياء الصيف وحدها، بما فيها الأكسسوارات، وهي أزياء أنيقة تواكب تطورات الموضة من حيث القصات والألوان والأقمشة. تقول آن سيكوندا، المديرة المسؤولة لمحلات «واليس»: «كان التسوق للإجازة يتم غالبا بطريقة سريعة، لأنه لم تكن للمرأة خيارات كثيرة، الأمر الذي كان يضعها تحت ضغط كبير، ويضطرها إلى شراء أي شيء، المهم أن يكون من الكتان، وبألوان الأرض الطبيعية أو الأبيض، وكأن موضة الصيف تقتصر على هذه الألوان وعلى قماش الكتان. إلا ان الوضع اختلف في السنوات الأخيرة، وأصبحت هناك أقسام في المحلات الكبيرة مخصصة لعرض تشكيلات الصيف، ميزتها أنها تزخر بالألوان والتصاميم الرائعة، التي تتراوح بين الكلاسيكية، الراحة والعملية التي يتطلبها جو الصيف، سواء كانت هذه الأزياء على شكل قميص «قفطان»، مستوحى من السبعينات، أو تنورة «سارونغ» أو بنطلون قصير يغطي الركبة بقليل، أو تايور. كما أُخذ في عين الاعتبار أنها يمكن أن تُنسَق مع قطع أخرى حتى تعطي كل مرة مظهرا مختلفا. وإذا توجهت إلى السوق حاليا، فأنت لا بد وأن تفاجئي بالكم الرائع من التصميمات المريحة والألوان القزحية، وسيادة الرسومات الهندسية والورود. والجميل هو أنه إذا لم يخطر ببالك يوما أنك قد تلبسين هذه الأشكال، فإن إغراءها وجمالها لا يقاومان هذا الموسم، بدءا من الخطوط الهندسية التي رأيناها في تشكيلات العديد من دور الأزياء المعروفة مثل مارني وبرادا وغيرهما، أو الورود التي لم يخل منها أي عرض تقريبا. أما إذا ما زلت تتخوفين منها ومن أن تبدين فيها كمن تلبس ستائر مأخوذة من بيت عتيق، فبإمكانك اختيار رسومات وأشكال صغيرة، أو التخفيف منها باختيار قطعة واحدة تنسقينها مع قطعة بلون حيادي، مثلا «توب» بورود وأزهار مع تنورة بيضاء أو بأحد ألوان الطبيعة، أو العكس.
فرغم أن الموضة أصبحت تشجع على أن تتبنى أي واحدة منا المظهر الذي يناسبها، وأن تتعلم لعبة مزج الألوان والأقمشة وغيرها، إلا أن هناك أبجديات تجب مراعاتها حتى لا نتخطى ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الأسلوب الخاص الأنيق وبين أن نكون مجرد ضحايا للموضة.

إذا اخترت، مثلا، أزياء مستوحاة من الخمسينات، تجنبي النقوشات الكبيرة إذا لم تكوني نحيفة وطويلة، واستعيضي عنها بالنقوشات الناعمة. بالنسبة للأكسسوارات، اختاري نظارات كبيرة وداكنة، مثل تلك التي كانت تلبسها جاكلين أوناسيس، ونسقيها مع حزام ناعم وإيشارب من الحرير، أوقبعة قش كبيرة. المهم أن تحافظي على أن يكون مظهرك انيقا في بساطته، وتجنبي الكشاكش والتنورات المكونة من عدة طبقات، والمبالغة في استعمال المجوهرات.

أما إذا اخترت أزياء مستوحاة من السبعينات، وهي فترة المظهر المنطلق والبوهيمي، فلا بأس من المبالغة في الاكسسوارات باستعمال اكثر من واحدة، لكن انتبهي إلى ذلك الخيط الرفيع بين البوهيمي العصري، ومظهر الـ«هيبيز» الذي عفا عنه الزمن. أزياء هذه الحقبة تناسب المرأة الطويلة والقصيرة على حد سواء على شرط ألا تكوني ممتلئة جدا أو رفيعة إلى حد الأنوركسيا. إذا كنت تميلين إلى الامتلاء، لا تتشبثي باللونين الأبيض والأسود على أساس أنهما يضفيان عليك الرشاقة، بل كوني جريئة والعبي بالألوان، واسألي نفسك أيهما أفضل لمظهرك، ان تبدين نحيفة لكن عادية، أم ممتلئة بعض الشيء، وتضجين في المقابل بالحياة والحيوية؟ أظن أن الجواب واضح، لذلك لا تتخوفي من أن تستوحي ألوانك من الشمس والبحر والطبيعة المتفتحة. فتشكيلة إيمانويل أونغارو، مثلا، تزخر بألوان الشمس واللازورد، ودونا كاران بألوان البنفسج وهلم جرا، لكن لا تقبلي عليها إن لم تشعرك بالراحة والثقة. وتذكري أنه يمكنك الانتقال من الألوان الطبيعية التي تعودت عليها إلى درجة الألوان المتوهجة المناسبة لك بشكل تدريجي.