رسالة لك أختي المسلمة !؟
عــــــــــــــــــــــــــــن
( فضل عشر ذي الحجة )
-------------------------
الحمد لله الذي جعل لعباده مواسم يتقربون بها إليه بسائر الطاعات فيغفر لهم الذنوب ويرفع لهم الدرجات وأشهد أن لا إله إلا الله حكم فقدر وشرع فيسر ولا يزال يفيض على عباده من أنواع البر والبركات وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي إلى رضوانه وعلى آله وصحبه الذين كانوا يحافظون على طاعة ربهم في جميع الأوقات ويخصون أوقات الفضائل بمزيد من القربات وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فيا أختي المسلمة:
اعلمي أنه يجب عليك أن تعبدي ربك في جميع مدة حياتك قال تعالى:"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"قال بعض السلف:"ليس لعمل المسلم غاية دون الموت"
فينبغي لك أيتها الأخيه أن تخصي مواسم الخير بمزيد من الاهتمام والاجتهاد وقد جعل الله مواسم للعبادة تضاعف فيها الحسنات أكثر من غيرها ومن هذه المواسم شهر رمضان المبارك الذي كنا بالأمس القريب نتقرب فيه إلى الله عز وجل بأنواع الطاعات وقد انقضى هذا الموسم الذي نسأل الله عز وجل أن يتقبله منا ومن جميع المسلمين وهانحن نلتقي مرة أخرى بموسم من مواسم الخير والبركة والإحسان ومغفرة الذنوب والآثام ألا وهو موسم الحج الذي فيه يوم عرفة يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف وفيه أيضاً يوم النحر يوم الحج الأكبر إن من رحمة الله ومنته على عباده أن جعل لهم العشر من ذي الحجة وهي عظيمة عند الله سبحانه وتعالى حيث أقسم بها فقال:"والفجر وليال عشر والشفع والوتر"فالعشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر قال بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وهي المقصودة في قوله تعالى:"ويذكرون اسم الله في أيام معدودات "فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء ولعظمة هذه الأيام عند الله سبحانه وتعالى فإن العمل الصالح فيها لايعدل شيء ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء كما في الحديث الذي رواه البخاري والترمذي وأحمد عن ابن العباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ما من أيام
العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال :ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" رواه مسلم وابن ماجة عن جابر بن عبدالله ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي اله عنه:أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأخيرة من رمضان ولكن ليالي رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة
أختي المسلمة :
هذا الموسم يشترك فيه كل مسلم فآداء الحج والعمرة هو أفضل ما يعمل ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم :"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "وغيره من الأحاديث الصحيحة فمن عجزت عن الحج فلتجلس في بيتها على عمل صالح تعمله فأكثري أخية من العبادات كلها في أيام العشر من ذي الحجة تذكري الله عز وجل لحديث ابن عمر رضي لله عنهما عن احمد رحمه الله :"فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وأبى هريرة رضي الله عنهما أنهما كما يخرجان إلى السوق في العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبرهما أكثري من الصدقة والصلاة والصيام أي صيام هذه الأيام أو ماتيسر منها وبالأخص صيام يوم عرفة فيستحب لك ياأخية صيام هذا اليوم إذا لم تكوني حاجه كما يشرع الإفطار لأهل الموقف فهم ضيوف الرحمن عز وجل وقد ثبت النبي صلى الله عليه وسم انه كان مفطراً في يوم عرفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي التي قبله "رواه مسلم في صحيحه
فأنظري أختي المسلمة إلى سعة رحمه الله وفيض جوده و كرمه أن جعل الصيام يوم واحد ألا وهو يوم عرفة سبباً لمغفرة الذنوب الصغائر أما الكبائر فتحتاج إلى توبة وندم وعزم على عدم العودة إليها أبداً وإقلاع عن المعصية السابقة وأيضاً الذنوب التي تعمليها في السنة القادمة فهي مغفورة مسبقاً وليس معنى هذا أن تعصي الله عز وجل في السنة القادمة وتقول إن ذنوبها مغفورة مسبقاً فهذا خطأ.
إذ أن العشرة المبشرين بالجنة لم يزدهم تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة إلا خوفاً من الله وطاعة له ومحبةً له وعدم أمن من مكره فاحرصي على التوبة النصوح حتى يتم لك تكفير الذنوب كلها
من أيام العشر أيضاً يوم النحر الذي سماه الله تبارك وتعالى يوم الحج الأكبر يوم ذبح الهدي والأضاحي طاعة لله عز وجل وطمعاً في ثوابه وابتغاء مرضاته
أخيتي :-
احذري المعاصي فإنها تحرمك المغفرة في مواسم الخير في مواسم الرحمة فالمعاصي سبب البعد والطرد كما أن الطاعات أسباب المغفرة والسوء ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ماحرم الله عليه"متفق عليه .
فحري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة ذلك أنه ما حرم أحداً خيراً في الدنيا أو الآخرة إلا بسبب ذنوبه قال الله تعالى:"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" فالذنوب لها آثار خطرة على القلوب كما أن السموم تضر الأبدان ولا بد من إخراجها من الجسم كذلك الذنوب تؤثر على القلوب تأثيراً بالغاً منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتجر أخواتها حتى يصعب على العبد مفارقتها والخروج منها فسارعي أخيتي إلى التوبة النصوح واستقبلي هذه الأيام بالبعد عن المعاصي والذنوب وأكثري من الاستغفار وداومي على ذكر الله عز وجل فلا يعلم أحدنا متى يفجأه الموت ويرحل من هذه الدنيا
ما يستحب فعله في هذه الأيام:
ومن الأعمال التي لا تغيب عن العاملين المسارعين للجنات:
1- الاكثار من الأعمال الصالحة عموماً لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما من أيام أعظم عبد الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر.."ومن الأعمال التي غفل عنها
بعض الناس:قراءة القرآن وكثرة الصدقة والانفاق على المساكين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها
2-الصلاة:يستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول والاكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات عن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة"رواه مسلم وهذا عام في كل وقت.
3-الصيام:لدخوله في الأعمال الصالحة فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة من كل شهر"رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وعن حفصة رضي الله عنها قالت:"أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"صيام عشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة"رواه أحمد وأبو داود
وقال عليه الصلاة والسلام:"مامن عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً"متفق عليه
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر:"إنه مستحب استحباباً شديداً "
4- آداء الحج والعمرة لقوله صلى الله عليه وسلم:"والحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجنة"رواه مسلم
ولقوله صلى الله عليه وسلم :"من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"رواه البخاري
5- التكبير والتهليل والتحميد:لما ورد في حديث ابن عمر السابق:"فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"فحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هجرت في هذه الأيام وتكاد تنسى حتى من أهل الخير والصلاح بخلاف ما كان عليه السلف الصالح .
والتكبير نوعان مطلق أو مقيد جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء:"يشرع في عيد الأضحى التكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق *وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق وقد دل على مشروعية ذلك الاجماع وفعل الصحابة رضي الله عنهم".
وصيغ التكبير:
1- الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا
2- الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
3-الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
هذا ونصلى ونسلم على رسولنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين