على الرغم من أنَّ فرحة العيد تبقى ذاتها في أرجاء العالم، إلا أنَّ نكهة عيد الأضحى تختلف من دولة إلى أخرى؛ إذ إنَّ لكلّ دولة عاداتها وتقاليدها التي نشأت عليها منذ القدم
وعلى الرغم من التطورات والتغيرات التي طرأت على المجتمعات العربية، إلا أنها ما زالت محافظة على عاداتها وتقاليدها، لاسيما في الأعياد الدينية، ومنها عيد الأضحى.
وتبقى صلاة العيد والتضحية في هذا العيد هي الأساس في تقاليد الشعوب العربية، إلا أنَّ لكل دولة أسلوبها الخاص في التعبير عن فرحها في هذا العيد.
العراق
"العراضات"والطلقات النارية
تأخذُ التحضيرات لعيد الأضحى جلَّ اهتمام الأهالي منذ إطلالة شهر ذي الحجة، وبقيت أغلب العادات والتقاليد في هذه الفترة متوارثة، ولم تطرأ عليها إلا تغييرات طفيفة، بحكم التطورات والتعقيدات التي رافقت الحياة.
ويبدأ من أجل العيد بتوفير مبالغ تخصص لشراء الملابس الجديدة والأغراض التي يحتاجها المنزل من فرش وأوانٍ ومستلزمات الضيافة، التي يكون العيد المناسبة السعيدة المباركة لتغييرها بالجديد.
أما الأمهات فيبدأن يومهن منذ ساعة مبكرة، فتقوم ربة المنزل بترتيب المنزل لاستقبال الأقارب والأحباب، ويرتدي الأطفال ملابسهم الجديدة، وكذلك باقي أفراد الأسرة.
هذا ويقوم ربّ الأسرة بنحر ذبيحة يكون ثواب أكلها أو توزيع لحمها على الناس للموتى الذين يتمّ استذكارهم في أول أيام العيد، وهو تقليد شائع في أغلب المدن والقرى العراقية.
وبعد ذلك يجتمع أبناءُ القبائل في العراق للتوجه إلى مضيف شيخهم، من أجل تقديم التهنئة له ولباقي وجوه العشيرة.
وأبرزُ المظاهر التي تميّز العيد في منطقة أهوار العمارة الغربية، اجتماعُ الأهالي وتبادلهم التهاني.
والمميّز في عيد الأهوار هو تخصيص وتهيئة أماكن لألعاب الأطفال المصنوعة من القصب والبردي على شكل دواليب الهواء والمراجيح، وكذلك توافر حيوانات كالخيول والحمير يركبها الأطفال، إضافة إلى ممارستهم ألعاباً شعبية كـ"الهولة"، وهي لعبة شعبية تشبه لعبة الهوكي.
ومن التقاليد التي لا تزال متوارثة حتى يومنا هذا "العراضة"، حيث يجتمع أفراد العشيرة في مجموعات، مردّدين الأهازيج والأناشيد الشعبية في مضيف شيخهم، وهم يطلقون العيارات النارية في الهواء تعبيراً عن فرحتهم بالعيد.