قصة الشاب والملك..

موضوع: قصة الشاب والملك.. 11/24/2010, 00:09

الشاب والملك

هذه قصة من قصصي قصيرة التي اتمنى من الله ان تعجبكم ..

يحكى أن شاباً إسمه سليم كان يعيش في أحدى القرى الزراعية ،كان سليم منذ صغره يحلم أن يصنع أفضل خنجراُ في الوجود،حيث أن كل من يرى خنجره ينهبر بجماله وحسنه ودقة صناعته.
بعد وفاة والديه قرر سليم بيع نصيبه في أرضه الى أحدى أخويه ،ومن مال ارضه أستعد للسفر لتحقيق حلم الطفولة،ومضى سليم منتقلاً بين المدن يتعلم صناعة الخناجر وكلما أجاد في صناعتها في تلك المدينة،أنتقل إلى مدينة اخرى ليتعلم اكثر واكثر، وهكذا كان حاله دائماً.
ولكن سليم بعد أن قطع شوطاً كبيراً في تعليم أساسيات صناعة الخناجر،كان يحس ان ما تعلمه لم يشبع طموحه ولم يرضي نفسيته،فكل ما وجده هوتعلم كيفية صناعة الخناجر التقليدية ،وماكان يطمح له سليم هو صناعة خنجراً يتميز بجودة المواد المصنعه له ،ليظهر لمعان الخنجر كانه نجماً متلالاء في كبد سماء حالكة الظلمة،وكما يتميز غمده إنه مرصع بالجواهر والحلي فاتنة الجمال والنفيسة.
وظل يبحث من مدينة إلى اخرى ،إلى أن دلوه على مدينة تدعى مدينة الشمس ،ففي هذه المدينة يتميز سكانها انهم الافضل في جميع الفنون والحرف،ولا توجد مدينة الى حد الان استطاعت منافسة اهل مدينة الشمس وتفوق عليها.
فرح سليم الشاب البسيط وهرع متجهاً إليها، ومتحملاً كل مشاق الرحلة الطويلة للوصول لها،وكله أمل أن يصل لها مهما كانت الظروف والصعاب،وكل هذا من أجل ان يحقق حلمه.
وبعد جهد وعناء وصل سليم إلى مدينة الشمس ،وعند ابوابها أوقفه حارس ضخم الجثة ..
ودار بينهما هذا الحوار..
الحارس:من أنت ايها الغريب؟
سليم: انا عابر سبيل سمع بجمال مدينتكم ،وطمع إذا تكرمتم أن أصير فرداً من سكانها..
ضحك الحارس بقوة.. ثم قال: أيها الغريب ،الم تعلم ان دخول هذه المدينة ليس بالامر السهل ..
اعتلت على سليم علامات الاستغراب ،ثم رد قائلاً له : ماذا تعني أيها الحارس بكلامك ليس سهلاً!!!!..
الحارس ونبرة قوية: أيها الغريب إذا ما أردت دخول هذه المدينة ،وأن تصير من أهلها،هو بتنفيد شرط واحد،حيث عليك الالتزام به مهما كانت الظروف ،ولا يجوز لك اعتراض ولا مجادلة ولا حتى أنسحاب منه،إذا ما وافقت على هذا الشرط، لان نهايتك في اعتراض أوانسحاب منه هو الموت المحقق ..
أرتبك سليم مماقاله الحارس ثم رد عليه :فما هو هذا الشرط ؟..
فاجابه الحارس: الشرط هو أن تخدم ملك مدينة الشمس طيلة حياتك،وفي إي وقت يريدك فانه عليك الامتثال والطاعة له،وعدم مجادلته أو اعتراض على أوامره،فقط التنفيد وحسب..
سكت سليم وظل يفكر بالشرط للحظات..
وفي عقلية سليم البسيطة ،تخيل أن الملك لن يناديه دوماً،لانه عنده من العبيد والخدم ما يغينه عنه،لربما يعمل له بعض امور السهلة في أوقات متباعدة..
فوافق على الشرط ..
ساله الحارس أمتاكد من قرارك ..
قالها سليم بقوة :نعم ..
فقد كان حلم سليم هو ما يتارى أمام عينيه انذاك،ولم يهتم بخطورة ذلك القرار الذي سيقلب حياته كلها.
دخل سليم المدينة وقد اعجبه كل ما فيها من فنون وحرف ،واتاكد انه هذا المرة في مدينة المناسبة التي يستطيع ان يحقق فيها حلمه..
ومع مرور الوقت صار لسليم بيت ودكان صغيرة في سوق المدينة،وفي اول عمل له في دكانه ،كان سعيداً وفرحاً وتناسى من فرحته الشرط، ولم يفكر فيه كثيراً،وعندما بدا بالعمل في صناعة خنجره الخاص الذي سيبهر الجميع به ،وبدات عليه علامات الانسجام والاستمتاع في عمله،جاءه احدى حراس الملك يطلب منه الحضور الى قصر الملك..
وكان هذا أول لقاء بينه وبين الملك الظالم..
الملك المتكبر المغرور والمتسلط ،نظر لسليم الشاب البسيط نظرة المتعالي وصار يتحدث معه..
الملك: انت اذاً سليم ؟
سليم: نعم أيها الملك؟
الملك: اه اه ..أتعرف ياسليم ،انك من لحظة التي وطت فيها قدميك مدينتي ،وافقت على شرطي ،صرت عبداً من عبيدي المنتشرون في مملكتي..
نظر سليم له مستاءً مما يقول ..
الملك : والان ياسليم عليك أن تنفد لمولاك الملك كل طلباته وتسعى إلى راحته،والا تقول لإمره لا،وإلا لقيت ما لا يرضيك أيها الشاب الضعيف.. والان أول أمرلك يا سليم امرك به ،هو أن تحظر لي كاس عصيري هذا .وأشار إلى مكانه..
نظر سليم إلى كاس عصيرمحطوط على الطاولة التي لم تبتعد عن الملك سوى بعض امتار البسيطة،وان اي احد من عبيده متواجدون في قاعته قادر على ان يحضرله هذا الكاس.
نظر سليم للملك واحتسب واصبر،لكي يتخلص من قراره الظالم،قام ونفد ثم غادر من قصر الملك،وهو يتسائل عن هذا الملك المستبد الذي ناده وهو في قمة استمتاعه واندماجه في عمله من أجل ان يحضر له كاس العصير،ثم صرف فكره عنه، وتناسى الموضوع من أجل تحقيق حلمه.
وهكذا مرت الايام والملك كلما احس أن سليم منسج ومستمتع في إي شي يعمله ،كان يطلبه لينفد له أحدى طلباته السخيفة والمستبدة،فمرة يحضر له حصانه، ومرة ينسق حديقته، ومره يحمل له أدوات الصيد ،رغم أن الملك يملك الكثير من العبيد الذين سيغنوه عن سليم،ولكن الملك اصر على اذلال سليم وسلبه روح استمتاع في إي شيئاً يعمله..
كان سليم يصبر على كل اوامر الملك الظالمة له،وكل ذل في سبيل تحقيق حلمه.
ومع الوقت واستقرار سليم في المدينة اكثر،تزوج وصار لديه زوجة ولد جميل يحبهما كثيراً ويسهر على راحتهما،ولكن الملك كان ينغص فرحة سليم مع عائلته،حيث كان يناديه كلما أحس فرحتة وسعادته بهما.
ومرت الايام ،الا ان جاء يوم مرض فيها ابن سليم مرضاً شديداً،وكان لابد لسليم ان يحضرله عشبة دواء باسرع وقت من احدى تلال الوعرة في اطراف المدينة،ولكن الملك ناده وهو في هذه الظروف الصعبه ليرتب له الكتب في مكتبته الملكية الضخمة.
ولاول مرة يعترض سليم على قرار الملك ويدور بينهما هذا الحوار..
سليم بصوت قلق على ابنه المريض: ايها الملك انا لم اعترض على اي قرار لك مند عشرين عاما،وانا انفد لك كل اوامرك ،ولكن هذا امر الذي تطلبني فيه اليوم لن انفده ،لن ولدي الصغير بحاجة للدواء وعلي الذهاب لاحضاره قبل ان يموت ابني امام عيني..
الملك بصوت غير مكثر بما يقوله سليم: اسمع يا سليم ان امري اهم من حياة ولدك هذا،وان اعترضت مرة اخرى يا سليم فاني ساقتل ولدك وزوجتك امام عينيك،ثم الحقك بهما،اذهب الان وطبق ما اقول ،حتى لا تلقى ما لا يسرك..
كان يعلم سليم ان هذا الملك الظالم ،قد سفك دماء المظاليم بدون رحمة من اهل مدينته،الذين كانوا يعترضون على قرارته وحكمه الظالم.
وخوفاً على عائلته ،قرر سليم ان ينفد امر بسرعة ليحضر دواء لابنه الصغير،ولكن ترتيب الكتب في مكتبة ملكية اخد الكثيرمن الوقت ،وعندما عاد سليم الى بيته ،وجد زوجته تبكي بحرقه على صدر ولدها الصغير الذي فارق الحياة قبل ساعات من وصول والده للبيت.
دفن سليم ولده ولكن مشاعر تاثرالعميقة بدات عليه هو وزوجته،وقررسليم حينها ان ياخد زوجته ويغادر المدينة ،فلا يريد مواصلة في تحقيق حلمه ،رغم ان كل شي تمناه لصناعة خنجره من جودة المواد والجواهر وجدها في مدينه الشمس فقط، ولكن عائلته في نظره اهم من حلمه ،وكما ان اعيش في مدينة يسودها طاغية مستبد تعتبر امر متعب ومرهق له.
ذهب سليم للملك يخبره بقراره،ولكن الملك رفض وذكره بالشرط الذي ابرمه مع الحارس منذعشرين عاماً،وهدده بقتله هو وزوجته اذا ما فكر بالهرب او اعتراض..
مضى سليم في حياته مغلوباً على امره صابراَ.
وفي يوم من الايام طلب الملك من سليم ان يذهب في رحلة صيد ليحضر له احدى طيور النادرة في مدينته،وكانت مدة الرحلة اسبوعين كاملين،غادر سليم بعد ان ودع زوجته وطلب منها اهتمام بحالها الى حين عودته،واوصى جيرانه ان يهتموا زوجته ،ثم رحل في تنفيد قرار الملك.
وبعد مرور اسبوعين عاد سليم وهو مشتاق الى بيته وزوجته ليجد جيران ملتمين حول بيته ،فركض مسرعاً ليعلم ما الخبر،فخبروه ان زوجته مرضت في اسبوع منصرم ،ونالها تعب اكثر لغيابك عنها،وانهم الان يبحثون عنها في البيت ولم يجدوها، فقررالجميع البحث عنها هنا وهناك،وبعد جهد وعناء لقي سليم زوجته ميتة عند باب دكانه،ولقد اتكات براسها على باب الدكان وهي مبتسمة،جثى سليم على ركبتيه امامها وضم راسها برفق الى صدره وهو يصرخ ودموع تتساقط من عيونه:ويلٌ للظالم الذي حرمني من زوجتي ولدي،ويلٌ للظالم الذي حرمني من زوجتي ولدي..
ثم دفن زوجته بجانب قبرولدها التي كانت تحبه كثيراً..
وبعد مرور ثلاثين عاماُ صار فيها سليم من اشهر صناع الخناجر في البلاد كلها،ثم شارك خنجره الذي فنى عمره في صناعته،والذي سماه خنجر لولوة السوداء ،وبين جميع المشاركين في صناعة الخناجرمن جميع المدن، ربح سليم جائزة افضل خنجر مصنوع بدقة واتقان وروعة.
فغمده مرصع بانفسى الجواهر والاحجار الكريمة،اما لمعان خنجر كان يبهر كل من راها..
ثم قدم سليم خنجر للملك ليراه عن قرب الذي كان مبهورا فيه،ثم اخرج سليم خنجر من غمده ليظهر للملك مدى لمعان الخنجر وحسنه،وبحركة سريعة وامام الجميع الملوك والامراء الذين كانوا في القاعة الملكية، غرس سليم خنجر بقوة في قلب الملك الظالم،وهو يقول اول طعنه في صدرك يامولاي عربون شكرا لك لتحقيق حلمي الذي طالما تمنيته ،وماكان سيتحقق الا في مملكتك،ثم اخرج خنجر من صدره وطعنه الطعنة الثانية وقال له هذه الطعنة لانك سلبتني حريتي والتي فقدت بسببها استمتاعي بالحياة، واعز ناس الى قلبي زوجتي ولدي،ثم طعنه الطعنة الثالثة وقال هذه لانك جعلت من سليم الرجل البسيط مجرماً وقاتلاً..
مات الملك الظالم ، وحكم على سليم بالموت ،وطبق حكم عليه امام اهل مدينة الشمس،وبعدها عمت الفوضى والحروب في المدينة،ثم اعتلى بعدها ملك عادل من سكان مدينة الشمس الطيبين،وساد فيها العدل والامان ،والغى كل قوانين الظالمة التي سنها الملك المستبد ..
وفي النهاية:
العبرة من قصة ،ان الله اذا ما اعطى لنا ملكا وسيادة فلنحسن استغلالها بالعدل والانصاف،والا نستغلها في الغطرسة واستبداد على من هم اضعف منا..

قصة الشاب والملك.. 929515778

موضوع: رد: قصة الشاب والملك.. 11/24/2010, 00:32

مساء الخير

العدل اصبح شبه مفقود وقصتك هذا اليوم تشبه واقع الكثير من شبابنا وموت احلامهم امامهم من طغات وبعض اصحاب الضمير الميت

وجملة العبرة في النهاية

ان دعتك قدرتك فتذكر قدرة الخالق عز وجل

اسعد الله قلبك

طرح جميل

موضوع: رد: قصة الشاب والملك.. 11/24/2010, 14:03

قصة جميلة و هذه هي الدنيا فيها الظالم و المظلوم
سبحان العادل الذي لا يظلم عنده أحد
الله يعطيكي العافية قصة رائعة حقيقة

موضوع: رد: قصة الشاب والملك.. 11/24/2010, 14:05

تسلموا على مروركم الجميل الذي اسعدني..
اختكما ام مرام..

موضوع: رد: قصة الشاب والملك.. 11/24/2010, 15:25

قصة جميلة جدا العبرة ان الانسان يجب ان لا يوافق ان يكون
تحت رحمت الاخرين لان لو قبل مرة انتها الامر به
جميل جدا ما كتبت عزيزتي

موضوع: رد: قصة الشاب والملك.. 11/24/2010, 15:42

اشكركم على مدخلاتكم جميلة..
اختكم ام مرام..

موضوع: رد: قصة الشاب والملك.. 11/24/2010, 19:36

قصة جميلة
دام نبضك ودام قلمك شامخا
لك كل التقدير
دمت بحفظ الرحمن
تحيتي

» قصة الشاب والعجوز!!
» بوابة الشاب الاسلامية
» كيف يستفيد الشاب من يوم الجمعة
» الشاب الذى دخل التاريخ من اكبر ابوابه.
» العادات والتقاليد من خلال العمارة المبتكرة برؤية المعمار الشاب عبد الرحمن شاهين