قصيدة بعنوان: فيض الروح شعر: اسحق قومي
هجرتُ الديرَ والعشاق ُ أنصارُ
ولاحتْ في سنا الستين أعذارُ
نجومُ الليل ِ قد ملّتْ مشاكستي
وبدرُ العِشق ِ أخبارٌ وسمّارُ
هجرني العودُ والأوتارُ
باكية ٌ ولازلتُ أُغنيّ العهدَ،( نوّارُ)
فلا( بُثنى) تعودُ بعد ما سفر ٍ
ولا (ليلى). كواها الشوقُ والنارُ
كتبتُ من أغانيها ويا شغفي
قصائدَ للهوى تزهو بها الدارُ
ومرّتْ في ضحى الأيام قاتلتي
سقتني الوهمَ والتذّكارُ أجرار
وفيضُ الرّوح ِ يُسقيك ِ ويغمرُني
كمزن ٍ في رمال القفر آثارُ
تقولُ: أراكَ قدْ عدتَ كمعتكف ٍ
وهذا الدير ُ رهبانٌ و أحبارُ
كتمتَ في ثنايا القلب من ولهي
سنيناً عُمرها والبوحُ غدّارُ
لكَ اللهُ صَعقتَ روحي في دعة ٍ
وناحتْ منْ هوى العشرينَ أسرارُ
تعودُ بي إلى حيثُ مرابعِنا وكمْ لي فيها ساحاتٌ وأطيارُ؟!!
أنا البحر وهذا الكأس من جسدي... غريقاً في لظى الأمواج أحتارُ
وجئتَ بعدَ أعوام ٍ تُساءلُني عن الحبّ الذي أخفتهُ أوطارُ؟!!!
وقاكَ الله في الستين من وله ٍ
/ أما يكفي وهذا العشقُ أوزارُ؟!
وتلكَ غربة ُ الأيام أترِعُها
وأَسقيها وليلُ الصبِّ أنهارُ
حلمتُ مرةً تأخذني من شفتي
كؤوسُ الحب ِّ والأشواقُ أقدارُ
حلمتُ مرة ً في فارس ٍ ولْه ٍ
يجيءُ بغتة ً والليلُ ستّارُ
حلمتُ أنك َ الأحلامَ تلبسني وأنت َ في لظى الطوفان أقفارُ
كفى في رحلة الأوهام تزحمني وأنتَ الوجدُ في أشعارك الغارُ
ستبقى عندي ديواني ومرتجعي لعِشق ٍ
طاهر ٍ باعوه تجارُ
لعينيكَ أجادلُ لحنَ أمسيتي وأشكو الليلَ إنْ عافتهُ أقمارُ
أَتهجرني وروحي فيك أُسكنها وتسكنني كأني منك محّارُ؟
أترضى أن تُقايضني على نزق ٍ وأنت الشهم ُ والإخلاصُ والجارُ؟!!
أَتعلمُ أَني في الخمسين من عمري وزدْ خمسة ْ عليها إِني آذارُ؟
سأبقى في هواكَ لحنُ قافية ٍ ومنْ يدري فكلُّ العمر أسفارُ؟!!
فدتك الرّوحُ يا صباً ويا عُمري وأنتَ البحر ُ والشطآنُ أغوارُ
مرافىءُ عِشقِكَ أهدت سفينتنا وموجُ البحر ِ إعصارٌ وأخطارُ
فخذني بينَ جَفنيكَ عاشقة ً وللحلم فصولُ الشوق زوّارُ
فإني من صبّا عينيك أُترعها ومن وعد ٍ يجيءُ الفجرَ أسحارُ
أنا وهمٌ سرابُ العِشق ِ صادرني سجايا الرّوح في الترحال تذكارُ
أعودُ طفلة العشرين تَعشقُها تعالى والهوى غرّتهُ أعمارُ
نُساقي الرّوحَ من كأس ٍ ونُطفئها بوهج الصيف في تموز ْ،( جُلنارُ )
حرقتَ في دمي مليون قافلةً ولا زلتَ مع الأيام هجّارُ
فدعني في كؤوس الشوق غانية ً وأنتَ في فضاء ِ الشعرِ مضمارُ
فإن متُّ بلا لُقياك عاهدْني تجيءُ القبرَ والأزهارَ تختارُ
وأنشدني قصيدة عِشقِكَ الأولى وإنْ ترحلْ، فمزنُ الصيف ِ إشهارُ
**
لهذه القصيدة قصة تكاد أن تكون خرافة، التقاها بعد ثلاثة عقود ونيف،وكتبت وكتب لها ، وتأتي القصيدة ترجمة لمشاعره تجاهها.