اللون وأثره النفسي والزمني
يقول (بايرن) "إنّ الوقت يمضي بسرعة تحت أشعة خضراء، ويمضي ببطء تحت أشعة حمراء". أمّا اللون الأحمر فمشهور بأنّه لون مثير ومهيج ومقلق ومتعب للأعصاب ويؤدِّي إلى الشعور بالملل، مما يجعل المرء يشعر بأنّ الوقت لا يمضي فيشعر بملل.
ويؤدِّي المحيط الرمادي إلى الشعور بالملل انقضاء الزمن. ومن ناحية أخرى يمكن القول بأنّ اللون الأحمر يلعب دور منبه. بينما يلعب اللون الأخضر المائل إلى الأزرق دور المنوم المهدئ. وقد ثبت أنّه من الصعب القيام بعملية تنويم مغناطيسي تحت أشعة حمراء أو في غرفة حمراء.
فتأثير الأشعة الحمراء على أعصاب الإنسان يشبه تأثير الأدرينالين في الدم على الأعصاب. بل ثبت أنّ الشعاع الأحمر ينشط إنتاج الأدرينالين في غدد جانب الكليتين.
فالشعاع الأحمر مهيج ومعجل. والشعاع الأصفر يزيد في الحركة ويدعو للتوتر والارتياح في آنٍ واحد. أمّا الأشعة الزرقاء والزرقاء البنفسجية، فإنّها تزيد من رد الفعل الحيوي الداخلي وتدعو إلى هدوء مركز. وتكاد تقوم الأشعة الخضراء بدور شعاع منبه يميل إلى حالة توازن من نوع آخر. وتقوي الأشعة الخضراء حسّاسية ويعني اللون الأزرق الزمن البعيد، أي الماضي البعيد والمستقبل البعيد.
ويرى كثير من الأشخاص في كل عدد لون خاص. ومنهم من يرى في كل حرف لون خاص وهناك – بلاشك – علاقة بين اللون والعدد والحرف. هذه العلاقة تتخلّص بأن كلاً من اللون والعدد والحرف شعور أو تعبير مجرّد فليس غريباً أن يتصور شخص في العدد واحد اللون الأصفر دائماً وفي العدد اثنين أسود أو أحمر..
ولاشكّ أنّ للألوان وأثرها النفسي ودورها الزمني الذي تلعبه أهمية في فن الإنارة المسرحية. وإذا حاولنا البحث عن السبب نجد أنّه يكمن في اللونين الأخضر والأصفر نفسهما. فاللون الأخضر لون مهدئ ومريح للأعصاب مما يجعل شعور المرء بمرور الوقت ضعيفاً. والسينمائية والتلفزيونية، وفي اختيار الألوان في هذه المجالات.
ومن الصعب تصور نجاح لقطة سينمائية أو مشهد مسرحي إذا كانت الإنارة مبنية على أساس خاطئ في اختيار الألوان بشكل عام وألوان الإنارة والتوالي في الإنارة حسب مجرى المشهد بشكل خاص. فعن طريق الألوان نستطيع الإنتقال زمنياً من الماضي إلى الحاضر، فتغيير الألوان له تأثيره المباشر على المشاهد.
هذا الإنتقال الزمني يجري لونياً بالإنتقال من الأزرق البنفسجي إلى الأزرق إلى الأزرق الأخضر وينتهي بالأبيض. والإنتقال من أصفر إلى برتقالي إلى أحمر لينتهي هذا الإنتقال بالأسود، يعني تصاعد في العاطفة وتقارب من الزمن والدفع إلى أزمة عسيرة. والإنتقال من الأحمر إلى البرتقالي إلى الأصفر لينتهي بالأبيض، يعني الارتياح العاطفي وإعطاء فرصة زمنية والارتياح بعد تعب.
والإنتقال من الأسود إلى البنفسجي إلى الأزرق إلى الأزرق الأخضر لينتهي بالأبيض. يعني الارتياح النفسي وضياع الوقت وفقدان الشعور الجسدي والاستسلام للنفس. والإنتقال من الأبيض إلى الأزرق الأخضر إلى الأزرق إلى البنفسجي، يعني التصعيد والتكثيف دون كسب شعور زمني معيّن، أي عدم الوجد (الغياب).
والإنتقال من البنفسجي إلى الأرجواني الأحمر إلى الذهبي، يعني التصعيد والصفاء النفسي بدون عيش زمني حقيقي. والإنتقال من الأخضر إلى الأصفر الأخضر إلى الأصفر لينتهي بالأبيض، يعني بذل قوة بدنية حتى الإنهاك (انحلال).
المصدر: كتاب فلسفة الألوان