لهجات شامية
بلادالشام في وقتنا الحاضر
اللهجة الشامية أو لهجة سورية الكبرى هي لهجة من لهجات اللغة العربية المحكية في بلاد الشام أو سورية الكبرى. ينحصر مسمى "اللهجة الشامية" في اللهجة الشامية المعاصرة في لهجة مدينة دمشق، أما باقي اللهجات الشامية فلم يبق لها اسم جامع عند أهل الشام بعد زوال الدولة العثمانية وتقسيماتها التي كانت تسمي بلاد الشام باسم جامع هو سورية[1] بينما كان مصطلح الشام وما يزال محصورا في مدينة دمشق. تعرف اللهجة الشامية في اللغات الأوروبية باللهجة شرق المتوسطية Levantine Arabic
الأصول والمؤثرات
ملف:Arab World-Large ar.PNG
توزع اللهجات العربية الرئيسية في العالم العربي.
اللهجات الشامية هي من اللهجات العربية المحافظة وخاصة الريفية منها. على سبيل المثال، إن اللهجات الشامية الريفية هي من اللهجات القليلة التي ما تزال تحافظ على أصوات العلة العربية القديمة (الفتحة والكسرة والضمة) بدون إضافة أو نقصان، وهي تحافظ أيضا (وإن بشكل متفاوت) على أصوات العلة المركبة diphthongs كما في قولك بَيْت ويَوْم حيث تلفظان /bayt/ و/yawm/ في كثير من نواحي الريف السوري وفي لبنان، بينما في معظم اللهجات العربية المعاصرة فإن هاتين الكلمتين تلفظان /beet/ و/yoom/.
إن اللهجة الشامية، كباقي اللهجات العربية، نشأت من اختلاط عدد كبير من اللهجات العربية القديمة، وخاصة الحميرية منها والنجدية. إن الأثر اللغوي الحميري يظهر اليوم أكثر ما يظهر في فلسطين ولبنان حيث، على سبيل المثال، يقال في بعض مناطق الريف خمست أسئلت (بإثبات التاء) بدلا من خمسة أسئلة. ويظهر الأثر الحميري أيضا في الإكثار من فتح عين المضارع في الأفعال ومشتقاتها، وهو ما يظهر بوضوح أيضا في اللهجة المصرية التي هي من أكثر اللهجات العربية تأثرا بلغات اليمن القديمة.
وأما الأثر النجدي فيظهر على سبيل المثال في الإمالة التي ما زالت موجودة في مناطق من الريف (مثلا في شمال سورية وجبل لبنان)، وأيضا في بعض المدن (كحلب وبيروت) وإن كانت آثارها ظاهرة في معظم اللهجات الشامية الأخرى.
التقسيم ومعاييره
إن اللهجة الشامية تقسم عادة إلى قسمين كبيرين هما:
اللهجة الشمالية (السورية): في سورية المعاصرة ولبنان.
اللهجة الجنوبية (الفلسطينية): في فلسطين و الأردن.
والحقيقة أنه لا يوجد حد فاصل واضح بين هذين القسمين ولا خصائص مطلقة خاصة بأي منهما. لعل أبرز ما يميز اللهجة السورية عن الفلسطينية عند البعض هو استخدام ضمائر الجمع الآرامية في اللهجة السورية (كقولهم هنن hennen بدلا من همّ humma كما في فلسطين) ولكن هذا الفرق ليس مطلقا، ففي بعض نواحي الجليل على سبيل المثال تستخدم ضمائر جمع آرامية وفي بعض نواحي سورية تستخدم ضمائر الجمع العربية.
وأما التلتلة (كسر أحرف المضارعة) فهي عامة في كل اللهجات، ولكن في فلسطين فإن حرف المضارعة لا يكسر للمتحدث الأول المفرد (مثلا في دمشق يقال بكتب bəktob وفي فلسطين baktob). ولكن هذا ليس خاصا بفلسطين ففي بعض نواحي سورية (كحلب مثلا) يقال baktob وليس bəktob.
ومن الفروق الأخرى بين الشمال والجنوب الحفاظ على الضمة في الجنوب، بينما في لهجة الشمال فإن الضمة غالبا ما تقدم إلى الكسر (مثلا في لبنان وفلسطين قصة ussa بينما في سورية əssa). ولكن مجددا فإن هذا الفرق ليس خاصا بالجنوب، ففي حمص على سبيل المثال يحافظ على الضمة (كقولهم كنت بحمص kont bi-homs بدلا من kənt bi-hems).
الأصوات
الأصوات الصحيحة Consonants
تحافظ اللهجات الشامية على معظم الأصوات الصحيحة الكلاسيكية (أحرف الأبجدية الثمانية والعشرين) باستثناء:
الثاء والذال (الأصوات الصحيحة بين السنية) تقسّى إلى تاءٍ ودالٍ كما في لهجات مصر وشمال إفريقية، وهذا من أثر اللهجات اليمنية القديمة. وكذلك الظاء (الذال المطبقة) تقسّى إلى دال مطبقة (الطاء الفصيحة حسب سيبويه والأولين).
الضاد صارت ظاءً ثم دالا مطبقة.
القاف صارت همزة في لهجات كثير من المدن، وجيما مشبعة أو كافا مطبقة في نواحٍ أخرى. وقلب القاف همزة بداياته قديمة ومما قبل الإسلام، ولكنه امتد في الوقت الحاضر حتى أخرج صوت القاف الفصيح من الكلم إلا في الريف. ولا يزال أهل الشام جميعهم قادرين على لفظ القاف والحروف المطبقة لفظا صحيحا إلا من تمايع منهم عن قصد منه.
[عدل]الأصوات العليلة Vowels
تحافظ معظم اللهجات الشامية الجنوبية والشمالية الريفية على أصوات العلة الكلاسيكية (الفتحة والضمة والكسرة). أما في المدن الكبرى فإن أصوات علة ضعيفة (e,o) بالإضافة إلى صوت العلة المركزي /ə/ شائعة. ومن التغييرات الشائعة في الشام ما يلي:
قلب الضم كسرا في الشمال.
إمالة الألف إلى e في عموم الشام قديما وفي بعض أنحائها حديثا (حلب، لبنان).
تفخيم الألف إلى o في عموم الشام قديما وبعض أنحائها حديثا (الساحل السوري).