حبيبة وشتاء-نزار القباني

حبيبة وشتاء

.. وكان الوعد أن تأتي شتاءً

لقد رحل الشتا .. ومضى الربيع

تطرزها ، ولا ثوبٌ بديع.

ولا شالٌ يشيل على ذرانا

وهاجر كل عصفورٍ صديقٍ

ومات الطيب ، وارتمت الجذوع

ولم يسعد بك الكوخ الوديع

ففي بابي يرى أيلول يبكي

ويسعل صدر موقدتي لهيباً

فيسخن في شراييني النجيع

وتذهل لوحةٌ .. ويجوع جوع

***

وفيما يضمر الكرم الرضيع

وفي تشرين ، في الحطب المغني

وفي كرم الغمائم في بلادي

وفي النجمات في وطني تضيع

إليها قبل ، ما اهتدت القلوع

ولا ادعت الضمائر والضلوع

أشم بفيك رائحة المراعي

أقبل إذ أقبله حقولاً

ويلثمني على شفتي الربيع

بجسمي ، من هواك ، شذاً يضوع

***

فهل يطفي جهنم .. مستطيع؟

فلا تخشي الشتاء ولا قواه

أحبك .. لا يحد هواي حدٌ

ولا ادعت الضمائر والضلوع

أشم بفيك رائحة المراعي

ويلهث في ضفائرك القطيع..

أقبل إذ أقبله حقولاً

ويلثمني على شفتي الربيع

أنا كالحقل منك .. فكل عضوٍ

بجسمي ، من هواك ، شذاً يضوع


نزار قباني

مساء الخير

من وجد العشق تغنا ليرحل الشتاء ويضيع برده في فصول ارتمت خلفها اشجان العشق تنظر الربيع ومن ثغرها

كرز قبلها وضاع في مراسيها وفي ضفائرها ضاع القطيع واه على عشق عانق الضمائر في فجوة من فصل الربيع

طرح عذب جميل راقني الوصف وحدة الشوق والاصرار


هكذا الدنيا تسير