التقيا صدفة في يوم من أيام
الشتاء الباردة, نظر في عينيها بلطف و ابتسم فبادرته بابتسامة خجولة و مرّت مسرعة
بقيت تلك النظرات و الابتسامات
محفورة في قلبي كليهما فقد كان سجين الحب يعشق الجمال لكن الجمال الصادق لا الكاذب
لكنّه تعب و لم يجده مصورا إلا في أحلامه
و كانت غزالة السجين رغم نضوجها
لازالت تعيش في عالم الطفولة البريئة لم تخرج منه و لم يطرق باب قلبها حبا الا و ضحكت
منه و عادت إلى عالمها التي كانت تظن انه الأجمل
لم تكن تعلم ما معنى كلمة حب و
لا المعنى من أن تحّب فكانت تلعب و تلهو مع زهراتها و تداعب هذه و تلامس هذه و
كانت تعشق ورد الياسمين كثيرا فهي حبيبتها و هي صديقتها في تلك الحياة
لم تشغل بالها كثيرا بنظرات ذلك
الشخص لكن ابتسامته بقيت راسخة لديها فشاء القدر أن يلتقيا من جديد أو عمل سجين
الحب على البحث عن تلك النظرات الخجولة و الغوص في تلك البسمة التي ذكرته بطفولته التي غابت عنه في مثل هذا العالم المادي الجديد
بحث عنها و لكن ليس طويلا فلقد
كانت تتردد على مكان ملتقاهم بحثا منها كذلك على ابتسامة بريئة رأتها يوما ما
التقيا ثانية لكن اللقاء كان
مختلفا عن أول لقاء فقد كان سجين الحب متلهفا لمعرفة ما بداخلها من أسرار لكنه كان
مستغربا اختفاء بسمتها و مع ذلك ظل متمسكا للمعرفة لم تخبره الشيء الكثير
تكررت اللقاءات مرات عدّة
يتناقشا فيه ما يهم العالم بأسره إلا نفسيهما فلا
اختبأت الشمس بين الجبال و بدأ القمر في إرسال نوره مرحبا بقدوم الليل
,التقى سجين الحب بغزالته كالعادة و كان قد قرّر إخبارها بكل ما يختلج قلبه الدافئ
الحنون
أخبرها بحبه و أمطرها بمشاعره
كانت تجهل كل ذلك لم تفهم ذلك كانت تعشق المطر لكن كانت تلك المطر تأكلها و تلهبها
فأخذت تبتعد لكنها لم تستطع الابتعاد و نسيان تلك الابتسامة و ذلك الشخص فكانت
تبتعد و تعود
كان سجين الحب رغم جفائها سعيد
بلقائها, كان يحترق شوقا لسماع كلمة حب منها لكنها لم تكن قد تعلمت حرفا حتى تتكلم
مثله فهو كان خبيرا بذلك و هي أول تجربة لها فكان متفوقا عليها و تفوقه يحرقه
استمرت علاقتهما هكذا فهو كان
راض بتواجدها و هي كانت سعيدة بقربه
مع خروج فصل الربيع و قد تفتحت
فيه كل الأزهار منتظرة فصل الصيف كان قلب الغزالة قد تفتح ليعلن عن دخول حب جارف
مستعدا لدخول فصل الصيف و تحدي حرارته لكي تكون حرارة الحب أقوى و أشد
لم تكن تعلم ما معنى ذلك
الإحساس الذي اختلج قلبها لكنها لم تهتم به كثيرا فقد كان سجين الحب يحيطها بكل
مشاعره و يحميها من أي شيء يشعرها بالخوف
حلّ الصيف يحرّه و كان مولد
سجين حزينا فهو لم يجد من يحتفل معه بمولده فأخبر غزالته بانزعاجه لم تعرف ماذا
تهديه حتى تسعده فأهدته قلبها فكان اسعد رجل في ذلك اليوم
مرّت الأيام و تعددت اللقاءات
فكانا مرة مثل القط و الفأر مشاغبات و محبّان يتشاجرا و يتصالحا و كان الحب بينهما
ينمو يوما بعد يوم
كانت الغزالة لا تزال في خجل
الطفولة لا تتغير رغم كل الحب اعتراها كانت تخجل حتى من صوتها أن سمعه حبيبها كانت
تتمنى أن تعانقه لكنها كانت تخجل من ذلك
فكان سجين الحب يراعي خجلها و
يحبه فكان يعملها بلطف إلى أن تعانقا أخيرا
تواصل الحب الجميل بين سجين
وغزالته لكن منغصات الحياة كالملح في الطعام لا تخلو من بيت
انزعج سجين من عقل غزالته الذي
لم ينضج بعد و قرّر الابتعاد لبعض الوقت علّها تتغيّر
ظلا هكذا عدة أيام و ذات يوم
بينما كانت الغزالة في غرفتها سمعت صوتا جميلا راق لها كثيرا صوتا كترانيم الصباح
صوتا عذبا ,ذهبت تبحث عن مصدره فإذا بها
تجد حورية جميلة رقيقة تنشد ألحان الصباح نادت الغزالة الحورية و طلبت منها البقاء
و الاستماع لها
كانت الحورية إحدى حوريات مملكة
الحب و كانت تعلم بكل قصص المحبين الذين يحيطون بالمملكة فكانت دائمة التدخل وقت
الحاجة فجاءت لتحظر بروح السجين قرب الغزالة و تقربهما أكثر لبعض لأنها أحبتهما
كثيرا من خلال مراقبتها الفترة الماضية كثيرا
لما علم سجين بقدوم الحورية فرح
فرحا لا يوصف فقد وجد من يوصل أحاسيسه و مشاعره و يطمئن باله و تصور حبّهما
تغيّر رونق الحب بين الحبيبين
بقدوم هذه الحورية و أصبح عالمهما أجمل و أرق من ورد الياسمين
في إحدى أيام الربيع قرر سجين
طلب الزواج من حبيبته تقدّم لها و بيده باقة من الورود البيضاء و اخبرها بما يختلج
قلبه من حب
وافقت الغزالة بكل حب و سعادة و
بدأ في تجهيز عش الزوجية
ترك سجين الخيار لغزالته في
اختيار مكان عيشهما فكانت تعشق سكون الجبل و مشاهدة القمر ينير أرجاءه تعشق عظمته
و كبرياءه
فاختارت مكانا لا يسع غيرهما
أقيمت الأفراح و جهزّ كل شيء
حمل السجين غزالته لعشهما ,كان بيتا بسيطا كما أحبته الغزالة بيت يملأه الحب أكثر
من الزخارف
عملت الغزالة على إنشاء حديقة
تحيط ببيتهما الجميل فغرست كل أنواع الورود و الزهور و خصّصت مكانا لزرع الخضراوات
فأصبح المكان غناء تحوم حوله العصافير الجميلة و الفراشات الملونّة
عاشا الحبيبين حياة هنيئة
تملأها السعادة و الحب أهدت الغزالة زوجها وساما للحب اعترافا له بحبّها فكان أول
أبنائهما وسام
و أهدى سجين حبيبته ماسة و اسمي
ابنتهما ماسة
عاشا الطفلين حياة رائعة و
ترعرعا في أسرة ملؤها الحب و الوئام
و هكذا انتهت قصتنا
هذه القصة كتبتها منذ اربعة اشهر و هي اول تجاربي ارجو ان تنال اعجابكم