بسم الله الرحمن الرحيم
شيء يفوق الخيال وربما فوق الخيال
بيتنا بيت سعيد ونحن فيه كالورود فيه كل يوم ننمو وأمانينا تزيد فأبي وأمي منبع الحب الأكيد
عبارات تقال ومن أفواه الصغار وترسخ في قلوب الكبار وتبسم الفرح والسعادة على وجههم
وأي سعادة وأي فرح حينما تصمت تلك الأفواه التي تتغني بهذه الكلمات وحينما يصمت معها كلمة أمي أمي
أم حملت في بطنها وكانت سعادتها كسعادة أي أم حينما تتلقي خبر بأنها تحمل في أحشاءها ابن او بنت وكل همها هي ان يمر حملها بسلام وتنجب مولود صحيح معافى هي تحب ان تسمع صرخات وتري ركضه امام أعينها
أم وكأي ام تدلل ابنها يوم بعد يوم تستجيب لطلباته وتلبي رغباته وفي كل يوم يزداد عناده وتعلو أصواته والأم في كل يوم تطلب منه ان يكف عن الضجة وعن إزعاج الآخرين ولكنها لاحياه لمن تنادي حتى ذات يوم ضجرة من تصرفات وعلوت أصوات وكثرة عناده
وقررت تعاقب ولكنه هذا العقاب ربما يكون هو الأخير في حياتها أخذت الطفل الذي كل يوم يكبر فيه يصعب التعامل معه او تهدئيه وفي نوبة غضب من تصرفاته التي لم يكف عنها بالقول أو الضرب خلصت أساليبها في تهدئه بعدما كثر دلالته وازداد عناده أخذت بيده وقامته بوضعه في الحمام
وقالت في غضب اليوم سوف أسجنك هنا ( وربما السجن الأبدي له)
كان يدور في عقله سوف تنهي عملها وتعود إليه حالا لإخراجه من سجنه وهي نفس التفكير كان يدور في عقلها لأنه يعرف بان عقابها له كالمزح معه
قامت بوضعه وإغلاق الباب عليه ولكن لم تمر دقيقة الا وسمعت صراخه ظنت بأنه يستعطفها ورق قلبها لعطف وأرادت أن ترجع إليه وان تفتح الباب له ولكنها تأخرت تأخرت جدا
ما كانت تلك الصرخات إلا استغاثة منه إليها لتنقذه من أيادي التي أمسكت به
هرعت بسرعة إليه ولكن كانت هنالك مفاجأة لها لم تكن في الحسبان ابنها الذي زجه به بيديها إلى السجن الأبدي لم يكن موجودا صرخت وذعرت ابني ابني أين أنت لا شيء غير صوت صرخات ونداء استغاثة منه أمي أمي أنقذيني ولكن ممن تنقذه؟؟!! أخذته أيادي الجن الخفية منها إلى الأبد
هرع الكل ليساعدها وتنقذ ابنها من تلك الأيادي الخفية التي اختطفت ابنها منها ولكن الكل حاول جهده بدون أي فائدة تذكر
الأم يتقطع قلبها على فلذة كبدها كلما تشرق شمس ويغيب القمر
ويجن الليل ويضيء الصباح
لا تملك شيء سوي أن تذرف الدموع وكلما قبضت يداها مقبض الباب ودخلت الحمام سمعت صوت ابنها وهو يصرخ أمي أنقذيني لن أعاندك بعد اليوم سامحيني
وهي تحضن الجدران وتكبي ابني تعال إلى لن أعاقبك بعد اليوم أنا لم اقصد أن أعاقبك صدقني
هي تركض في كل الاتجاهات كل ما سمعت صوته تحاول أن تحضن الجدران وتبكي أين أنت يا ابني
بقى الصوت يصرخ كلما فتح باب الحمام وغاب شكله وجسده من أمام ناظريها
وبقيت حسرة في قلبها ودمعة في عينها فقدت معها ابنها إلى الأبد لن يعود ليعاندها ويزعجها بعد اليوم كان ذلك آخر شغب وضجة تصدر منه غاب الابن ولن يعود مره أخرى
دلال الآباء وعند الأبناء يفقدنا فلذات أكبادنا وربما يكون الفقد الأبدي