قصة (البساط أحمدي)
وجدت ثلاث قصص لأصل هذه الكلمة .
أقواها وأصحها :
ما ذكره الأستاذ تيمور في كتابه عن الأمثال العامية قال:
قد كان لهذا البدوي الصوفي (يقصد السيد أحمد البدوي) بساط صغير على قدر جلوسه ، ولكنه - لكرامة هذا الصوفي ! يسع كل من جلس عليه ولو كانوا ألف شخص !!
كعادة الصوفية في خرافاتهم التي يريدون بها ترويج مذهبهم المبتدع . أ.هـ
وقيل إن " البدوي " خصص يوماً من كل سنة يجتمع فيه الناس فيه و يفرش لهم بساطاً كبيراً و كان يباح لهم فعل كل المحرمات على هذا البساط في هذا اليوم من شرب للخمر و غير ذلك ...
و درج بين الناس بعد ذلك أن يقولوا "خلي البساط أحمدي" كناية عن الانفلات و عدم الالتزام بأي قيود...
وأضعف الرويات من وجهة نظري هي ماقيل
من أن لدى قبائل الحجاز عادات وتقاليد متعارف عليها كثيرة وكانت تسبب إحراجا كبيرا لمن ياني ولا يعرف تقاليد أهل المنطقه.
ومعروف عن أهل الحجاز حدّ سيف "خذ حق وهات حق"
وكان يُطلب للحق اي شخص يخل بعاداتهم وسِلمهم المتعارف عليه!
إلى أن كسر ذلك شيخ (الأحامدة) من حرب !
فلمكانته الكبيره في الحجاز وكثرة زوراه وضيوفه من أنحاء الجزيرة ؛ كان يوصي جماعته (الأحامدة) بعدم طلب الحق من شخص غريب لايعرف سلوم وعادات أهل الحجاز.
فكان يقول رحمة الله عليه :" تموا حياكم الله والبساط أحمدي "
فدرجت هذه العبارة وأصبحت مثلا .
حكم قول (البساط أحمدي) أو ( خل البساط أحمدي)
لاشك بأن التشديد في بعض الأمثال والحكم التي درجت على الألسن وسلمت في ظاهرها لاينبغي ، ولا سيما إذا كان قائلها جاهلا بأصلها والذي قد يكون فيه بدعة أو انحرافا.
ينقل أحد الإخوة عن الشيخ ابن عثيمين أنه سُـئل ـ وقد بلغه قول من أنكر هذه الكلمة , فغضب وقال:
" إن التشدد لاينبغى ، وإن الناس لايقصدون هذه القصة وتعظيم البدوي..." أ.هـ
إننا إذا تأملنا أغلب الروايات فسنجد أنها ترجع العبارة للأصل الصوفي ؛ بل لغلاة المتصوفة .
لذا نقل الشيخ الدكتور عبدالعزيز السدحان عن شيخه الإمام ابن باز : أنه رحمه الله ذكر بأنه لاينبغي استخدام هذه العبارة إذا كان هذا أصلها .
و نقل الشيخ سليمان الخراشي في كتابه : ( المستدرك على معجم المناهي اللفظية )صفحة 91 ما نصه :
" قال الشيخ فكري الجزار في " مختصر النبراس ": ( يقولونها لمن رأوا منه تحرجا أو تكلفا أو تشددا في أمر ما .
ويقصدون بها : طرح التكلف والاحتشام بين الحاضرين . ولكنها نسبة غير شرعية .. " أ.هـ
ولعل الأمر في الأمثال والحكم الدارجة واسع
فإذا كان أصل المثل محذورا فلا ينبغي استخدامه
وإن استخدمه جاهل بأصله فلا يصح الإنكار عليه وكأنه أتى بكبيرة قادحة في أصل اعتقاده أو منقصة في أخلاقه .
أيها الأحبة ..
وعلى ألسنتنا درجت أمثال عربية وعامية ؛ وأصول بعضها أحيانا يتعفف اللسان عن ذكره وتشمئز النفس من إيراده ، ومع ذلك جرت وانتشرت وتناقلها الناس ؛ لأن المقصود منها هو التعبير المختصر عن حال يريده المتكلم *
* منقول من أحدى الأماكن