الثورات وسيلة وليست هدفا بحد ذاتهبقلم محسن الصفار
عندما تابعنا بشغف اخبار الثورة في تونس والثورة المصرية كنا نشعر بتعاطف شديد مع هذين الشعبين العربيين الذين فاض بهما الكيل من جراء الممارسات القمعية لتلك الانظمة واكثر ما اعجبنا هو شدة الانضباط الذي ابداه كلا الشعبين حتى ان متظاهري ميدان التحرير قاموا بتنظيفه قبل المغادرة , والاهم من ذلك التجاوب المنطقي الذي ابداه هؤلاء المحتجين مع التغييرات مما ادى الى انقاذ البلاد من ازمات وويلات كان يمكن ان تطيح بكل شيئ .
لقد وقفت مع ثورة مصر وثورة تونس وثورة ليبيا لان حكامها كانوا خونة او مجانين واستغرب البعض عدم وقوفي مع مايحصل في البحرين واعتبرها البعض نفاقا مني او أني مرتزق اقبض من الحكومة البحرينية او في احسن الاحوال اجنبي جبان يخشى إلغاء اقامته و طرده من البحرين ان هو دعم معارضتها .
في كل الاحوال من حق أي شخص تكوين الرأي الذي يرغب به ولكن واقع الحال يقول اني تعاطفت مع المطالب الاصلاحية في بداية الامر عندما كانت مطالب منطقية لأني اساسا اتفق مع مبدأ أن جميع الانظمة العربية دون استثناء بحاجة الى اصلاحات اقتصادية وسياسية تجعلها قادرة على التعايش مع القرن الواحد والعشرين .
وعندما حصلت الاحداث المؤسفة في اولى ايام المظاهرات وما تسبب من سقوط ضحايا بين قتيل وجريح حزنت وانفطر قلبي وتعاطفت مع اسر الضحايا كل الضحايا المتظاهرين منهم ورجال الامن .
ولكن نقطة التحول عندي كانت عندما رفع المتظاهرون شعار اسقاط النظام وقد يتسائل البعض عن سبب اعتراضي على رفع هذا الشعار في البحرين ولم اعترض على رفعه في تونس او مصر او ليبيا؟ ومعهم حق ولكن دعوني اوضح مسألة مهمة جدا وهي ان نظام الحكم في البحرين يختلف تماما عن مصر وتونس بسبب كون البحرين اولا بلد مكون من طائفتين رئيسيتين هما السنة والشيعة وعلى الرغم من ان اغلب رموز الدولة هم من العائل