إن أكثر ما يجذب الناس إلى المكتبة الافتراضية هو عمليات تنزيل محتويات الكتب بسهولة، وحفظها، وتخزينها بشكل ملائم. لكن أصحاب الكتب الإلكترونية لهم مآخذهم من بعض الإزعاجات، وهذا ما يتطلب الاهتمام قبل الإقدام على شراء قارئات الكتب الإلكترونية. ويبدو أن شراء الكتب الإلكترونية واستخدامها أمر سهل، إذ إن بالإمكان تخزين عدد كبير منها، وبخاصة إذا كان القارئ الإلكتروني مزودا ببطاقة تخزين يمكن نزعها. ولا غرو إذن من أن مبيعات الكتب الإلكترونية تتصاعد. فقد أفاد تقرير من «فوريستر ريسيرتش» أن مبيعات العناوين الإلكترونية ستصل إلى مليار واحد في العام الحالي. وشرعت صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخرا بإضافة الكتب الإلكترونية إلى لائحة أفضل الكتب الأسبوعية مبيعا.
كلما ازدادت مجموعتك من الكتب، احتجت إلى تنظيم مكتبتك الافتراضية وإدارتها. فإذا لم تكن واعيا فستجد نفسك قد اشتريت كتبا من «أمازون دوت كوم» لا يمكن قراءتها سوى عن طريق القارئ الإلكتروني «أمازون كيندل»، كما أن الكتب المشتراة من شركة «بارنس آند نوبل» تتطلب جهاز القراءة الإلكتروني «نوك» الذي تنتجه الشركة. أما الكتب المشتراة عن طريق «أبل»، فلا يمكن قراءتها سوى عن طريق تطبيق «أبل آي بوكس»، وهكذا دواليك.
إن مسألة الصيغ غير المتطابقة، وصعوبة تنظيم الكتب المشتراة من باعة مختلفين، هما أمران ينبغي أخذهما بعين الاعتبار، قبل الالتزام بمنصة معينة للكتب الإلكترونية.
إدارة الكتب
في عصر رفوف الكتب الطبيعية الورقية كان أغلب الناس يميلون إلى تنظيم مكتباتهم إما عن طريق تصنيف مواضيعها، أو ربما أبجديا، أو حتى عن طريق حجم الكتاب، وما يستطيع الرف الواحد استيعابه. ولذا فبالإمكان وببذل جهد ضئيل يمكن لك بسرعة مسح مجموعتك والخروج بعنوان الكتاب الذي تود قراءته في وقت قصير.
لكن لسوء الحظ فإن عدم وجود رف شامل جامع للكتب هو مسألة كبيرة في عالم الكتب الإلكترونية. فإذا اشتريت كتابا ما ورغبت في قراءته مرة ثانية خلال 3 سنوات من القراءة الأولى، عليك أن تتذكر كيف وأين اشتريته! ويظهر بحث على محرك «غوغل» عدة برامج مختلفة مصممة لتحويل الكتب الإلكترونية. لكن مثل هذه البرامج عموما تتطلب تحويل ما عندك، إلى ملفات «بي دي إف»، غير أن غالبية برمجيات القارئ الإلكتروني وعتاده، تقوم بعمل سيئ في التعامل كع ملفات «بي دي إف».
وما يحتاجه المستهلكون في نهاية المطاف هو قدرتهم على الشراء والقراءة في أي مكان هم فيه، عن طريق استخدام أي برنامج يختارونه، أو أي جهاز يملكونه، سواء كان هاتفا، أو جهازا لوحيا، أو لابتوب، أو «بي سي» من دون أي مشكلات. وهذه المسألة هي نقطة مهمة بالنسبة إلى إدارة المكتبات، وإلى مستقبل نجاح الكتب الإلكترونية.
ومبدأ شراء المحتويات من أي مكان سيرفع من حجم صناعة النشر الرقمية، استنادا إلى دراسة جديدة لمؤسسة «إيه بي آي» للأبحاث، لأن مرونة عالم المنصات المتعددة، التي أقامتها «أمازون»، و«بارنس آند نوبل»، و«كوبو»، لها أوجهها الجيدة، إلا أن المستهلكين يحتاجون إلى المزيد.
وقد لاحظت «إيه بي آي» في هذه الدراسة أنه من المتوقع نمو المبيعات الرقمية للكتب والصحف والمجلات عالميا إلى نحو 16.5 مليار دولار في العام 2016. وهذا الرقم هو أكثر من 5 أضعاف رقم عام 2010، كما أنه يقترب من نصف المجموع الإجمالي لصناعة النشر ككل. ولن نفاجأ لو ازدادت المبيعات الرقمية هذه، إذا ما زالت الحواجز الحالية بين البرمجيات والأجهزة كلية.
تنوع صيغ القارئات
يومنا هذا، تكون الكتب الإلكترونية التي نشتريها مقيدة بتقنية إدارة الحقوق الرقمية الخاصة بجهة بائعة محددة، أو بجهاز قراءة. ومثل هذه الحالة تعود إلى تاريخ إطلاق «أمازون» جهازها الأول للقراءة الإلكترونية «كيندل» عام 2007. وتبقى «أمازون» البائع الوحيد للكتب الذي يشترط على زبائنه استخدام صيغة ملكيتها الخاصة على أجهزتها للقراءة الإلكترونية، وحتى الكتب ذات الملكية العامة التي يجري شراؤها عن طريق «أمازون»، تستخدم صيغة «أمازون كيندل». ونتيجة لذلك، فإنه لا يمكن قراءة أي واحد من عناوين الكتب هذه بواسطة ألأجهزة، أو القارئات الأخرى. وللتأكد من أن هذا الأمر يشكل عقبة فعلية، يكفي النظر إلى عدد المواضيع المكتوبة في موسوعة «ويكيبيديا» بالنسبة إلى صيغ الكتب الإلكترونية.
وتبقى مسألة إدارة الحقوق الرقمية مسألة تميز بين «أمازون» ومنافسيها من المؤسسات الأخرى. وقد سارعت كل من «سوني» و«كوبو» اللتين تقومان ببيع القارئات الإلكترونية إلى جانب الكتب الإلكترونية أيضا إلى الإشارة إلى أنها خلافا إلى «أمازون» تقومان باستخدام صيغة المواصفات الصناعية للنشر الإلكتروني «إي باب» (ePub format)، وكذلك تفعل «أبل».
لكن «إي باب» وحدها ليست مترادفة مع دعم المنصات الأخرى. فتطبيق إدارة الحقوق الرقمية (DRM) على ملفات «إي باب» من شأنه أن يجعل كتاب «إي باب» غير متطابق، أو متجانس مع القارئات الإلكترونية الأخرى. ومثال على ذلك فإن «أدوبي ديجتال إديشنز - إي باب» الذي يحمل «DRM»، يمكن قراءته من قبل البرمجيات والأجهزة الأخرى التي تدعم «أدوبي ديجتال إديشنز».
لكن كتب «بارنس آند نوبل» الإلكترونية قد يكون أكثر تشتيتا للذهن، فقد أبدت الشركة رغبتها في دعم «إي باب» وأخذت تقدم كتبا بهذه الصيغة. لكن لدى شرائك كتابا منها لا تدري ما إذا كانت محمية عن طريق «DRM». فإذا كانت كذلك تكون مقفلة على نظام «بارنس آند نوبل». والأكثر من ذلك إذا رغبت في تنزيل كتاب إلكتروني مرة ثانية قمت بشرائه من «بارنس آند نوبل»، عليك أن تقدم رقما لبطاقة ائتمان كنت قد استخدمتها لشرائه أصلا في المرة الأولى.
وتقوم «أبل» بتأمين «DRM» الخاص بها، إضافة إلى «إي باب»، لذا لا تزعج نفسك في محاولة تحويل عناوين تشتريها من «آي بوكس» إلى أي جهاز آخر باستثناء جهاز أساسه «أبل آي أو إس». أما «غوغل» الشركة الأخيرة التي وصلت إلى حلبة بيع الكتب الإلكترونية، فإنها تجلب معها «DRM» الخاص بها.
تسهيل التطبيقات
ومن السهل الافتراض أنه إذا ما اشتريت جهاز «كيندل» هو أنك ستتسوق من «أمازون». ومع ذلك فإن فكرة «الشراء مرة واحدة والقراءة في أي مكان» شرعت تنتشر. وعلى الرغم من أن «أمازون» و«بي آند إن»، و«كوبو» تقوم ببيع معداتها الخاصة، إلا أنها شرعت بجعل تطبيقات «أندرويد» و«بلاك بيري» و«آي أو إس» و«بي سي» متوفرة أيضا. وهذا يعني أنه بالمقدور قراءة الكتب والمجلات والصحف التي تشتريها في أحد هذه المحلات، على غالبية الأجهزة التي من المحتمل أن تقتنيها في المستقبل، هذا إذا كنت تستخدم تطبيق المنصة المناسب.
وهذا يعني فعلا أن الكتب الإلكترونية التي تشتريها تكون محصورة ومقيدة في جمعيه بقارئ برنامج واحد. فإذا قمت بشراء أي كتاب إلكتروني حدث أن يكون سعره متدنيا، أو استخدمت بطاقة إهداء للكتب من مخزن معين، فإن مثل هذه الكتب تكون مقيدة بالمخزن الذي اشتريتها منه. من هنا فإن فكرة الاحتفاظ برف واحد للكتب الرقمية، حيث يمكنك البحث عن جميع كتبك الإلكترونية قد زالت وبطلت. قد يمكنك استخدام المصدر المفتوح المجاني «كاليبر سوفتواير» لتحويل الملفات من منصة إلى أخرى، لكن مثل هذا التحويل قد يكون صعبا ولا يعمل جيدا.
وهكذا فإن رغبة الشراء من أي مكان، ذات شقين: الأول، قد يحتاج المستهلكون إلى حرية التسوق بحرية من عدة مخازن كتب مختلفة، تماما مثلما يتسوقون أقراص أفلام «بلو - راي» من الباعة المختلفين، سواء كان ذلك عبر الشبكة أو غيرها. الثانية يحتاج المستهلكون أن يكونون قادرين على الاطلاع على محتويات مكتباتهم التي اشتروها بشكل موحد. فكلما اشترينا المزيد من الكتب، احتجنا إلى تنظيم هذه المجموعة، لأن عدد وأدوات تنظيم القارئات الإلكترونية المركبة داخلها تصلح فقط لعدد محدود من الكتب، لكنها غير مناسبة أبدا لمئات الكتب التي جرى جمعها عبر السنين.
منقووووووووول