طريقة جديدة يمارسها كثير من السيدات في العالم لحل مشاكلهن، وتتمثل في طرح أسئلة خاصة على أنفسهن، تساهم في توضيح المشكلة ومن ثم تسهيل السبيل إلى حلها، وبمعنى آخر أنه إذا لم تسألي عن المشكلة، فإن حلها سيكون أصعب إذا اعتبرنا أن المشكلة تعني وجود معضلة، والمعضلة تكون عادة مليئة بأسئلة يجب أن تطرحيها على نفسك، لكي تتبينيها ويتضح أمامك الحل الممكن.
هذا ما خلصت إليه دراسة كتبتها اختصاصية برازيلية في شؤون العلاقات الإنسانية تدعى ايلويزا جيو، في مدينة ساو باولو. الدراسة اعتبرت من قبل الكثيرين أنها تحمل تماما مواصفات المجتمعات المعقدة، كمجتمعات أمريكا اللاتينية، والمجتمعات العربية، هذه المجتمعات التي يصعب فيها على المرء حل المشاكل بطرق مباشرة بسبب الحياء الاجتماعي.
تكتيك جديد
إن التكتيك الجديد في الدراسة هو ليس فقط التفكير في المشكلة التي تواجهها المرأة، وإنما محاولة طرح أسئلة خاصة على نفسها تساعدها على اتضاحها، وبالتالي اتضاح الحل. تستدرك الاختصاصية ايلويزا: «إن الطريقة التقليدية تتمحور فقط حول التفكير في المشكلة والبحث عن الحل، ولكن ثبت من خلال تجاربي الخاصة وتجارب عدد كبير من النساء اللواتي سألتهن عن طريقتهن في حل مشاكلهن أن هناك جملة من الأسئلة المحددة إذا طرحنها على أنفسهن، فإن الطريق نحو حل هذه المشاكل يصبح أكثر سهولة.
وأوضحت الكاتبة أنه من خلال سنوات من التجربة كاختصاصية في العلاقات الإنسانية توصلت إلى صياغة ثمانية أسئلة رئيسة ينبغي على المرأة طرحها على نفسها لبدء المشوار نحو الحل.
السؤال الأول: ماذا حدث حتى جاءت مشكلة ما؟
إن طرح هذا السؤال على ذاتك يساعدك على التركيز على المشكلة ووضع قسط كبير من طاقاتك لفهم الأسباب التي أدت إليها. فهذا السؤال يمثل الخطوة الأولى باتجاه إحداث نوع من التغيير في مسيرة الحياة اليومية لأي امرأة، ومراجعة ذاتها لمعرفة مصدر المشكلة، ومتى عرف هذا المصدر تستطيع تغيير خطابها والبحث عن الحل.
السؤال الثاني: أين يجب أن يتوجه التركيز؟
طرح هذا السؤال على نفسك يساهم في تحويل التركيز باتجاه المشكلة، وعدم تركها تتفاعل وتصل إلى مرحلة معقدة يستحيل التعامل معها. تقول إيلويزا: «إن هذا السؤال يتضمن أيضا الاعتراف بأن هناك أولوية يجب أن تعطيها المرأة للمشكلة التي هي بصددها؛ لأن إهمالها هو الذي يوصلها إلى نقطة التعقيد».
السؤال الثالث: ما الذي ينبغي القيام به لتحسين رد الفعل تجاه المشكلة، وما الذي ينبغي القيام به من الآن فصاعدا؟
قالت الكاتبة: إن طرح هذا السؤال يجب أن يتضمن الفطرة السليمة، وتحديد الأهداف التي تدخل ضمن إطار رد الفعل المناسب، وأضافت: «السؤال يعني أيضًا أن تحاولي القيام بشيء جديد وتغيري من تفكيرك ورد فعلك، وأن تضعي خيارات تسهم في توضيح مشكلتك».
السؤال الرابع: هل المشكلة تضع تحديا كبيرًا أمامي؟ هنا يجب أن تفكر من تواجه مشكلة فيما إذا كانت مشكلتها تتضمن تحديا جديدا كبيرا لم يواجهها من قبل. كما يعني السؤال محاولة فهم الصعوبات التي تحيط بالمشكلة وتصنيفها حسب درجة خطورتها وأهميتها.
السؤال الخامس: هل أنا ملتزمة بأهدافي في الحياة؟ برأي ايلويزا: إن هذا يعتبر من الأسئلة الهامة التي تحدد الطريق إلى المواجهة مع المشكلة بالاستناد على أهمية الأهداف في الحياة. ويعني السؤال أيضا إذا كانت هناك ضرورة للتنازل عن بعض هذه الأهداف لتسهيل مواجهة المشكلة. وأضافت أنه أحيان كثيرة تضطرنا مشاكلنا إلى التخلي عن بعض أهدافنا في الحياة للتخلص من المشاكل.
السؤال السادس: هل هناك نية حقيقية لديّ لحل المشكلة التي تواجهني؟
أوضحت الاختصاصية البرازيلية أن مواجهة المشكلة تتطلب في كثير من الأحيان توفر النية لحلها، وأكدت أن عدم توفر النية لمواجهة أي مشكلة يعني التهرب منها، وأشارت إلى وجود ضرورة لمعرفة أن النية تعتبر في كثير من الأحيان المفتاح الذي يفتح باب الدخول في التحدي.
السؤال السابع: محددة لحلها أم أنك لا تبالين بالوقت؟
أكدت الكاتبة أنه من الضروري جدا وضع جدول زمني أو مهلة من أجل حل المشكلة؛ لكي لايطول أمدها وتتشعب طرق مخارجها. وقالت: «كلما طال أمد المشكلة فإن حلها يتعقد».
السؤال الثامن: هل تعرفين أحدًا واجه نفس المشكلة التي تواجهك وتمكن من حلها؟
من المفيد جدا البحث عن أحد واجه نفس المشكلة التي تواجهينها لسؤاله عن الأساليب التي اتبعها لحلها. هذا قد يضع الحل بين يديك من دون عناء كبير، ولكن انتبهي إلى الظروف؛ لأن المشاكل قد تكون متشابهة ولكن ظروفها مختلفة.
تؤكد الاختصاصية البرازيلية إيلويزا أن هذه الأسئلة يجب أن توجه من صاحبة المشكلة إلى نفسها، أي أنه يمكن أن تتصور نفسها شخصيتين مختلفتين، إحداهما تعاني من المشكلة والأخرى تستمع وتفكر بالحل. فهذه الأسئلة التي صاغتها بالاعتماد على كثير من التجارب أثبتت فعاليتها في فهم جوانب المشكلة التي تواجه امرأة ما، وبالتالي البحث عن الحل بعد فهم هذه الجوانب