شكراً دكتورة على الموضوع الجميل ...................وأود التعليق على أن التكلفة الإقتصادية لإستثمار الطاقة الشمسية
أكبر من تكلفة الأنواع الأخرى للطاقة................هذا الكلام صحيح إذا ما قارنا المصاريف المباشرة على إنتاج الطاقة
ولكن ماذا إذا أخذنا بعين الإعتبار ما يترتب من تلوث بيئي ناتج عن إستخدام النفط مثلاًوالذي يعد اليوم من أرخص مصادر الطاقة
وما يكلف هذا التلوث من مصاريف لإصلاح نتائج هذا التلوث ............وليكن مثال تكلفة معالجة بقعة تلوث ناتجة عن تسرب النفط في البحار
وهو أمر يحدث كل يوم .............وليس إسثنائياً
وأيضاً ونحن مقبلين على نضوب في مصادر النفط ............وبالتالي مقبلين على زيادة أكيدة في أسعار النفط ناتج عن زيادة الطلب وقلة العرض
مما يؤدي إلى جعل الطاقة الشمسية من مصادر الطاقة الرخيصة
وأريد ان اوضح ما يلي:
لم يعد موضوع الطاقة امراً يقتصر الاهتمام به على الأكاديميين وذوي الاختصاص وصانعي القرارات الاقتصادية والسياسية بل انه تعدى تلك الاطر ليصبح موضع اهتمام الجميع بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية والاجتماعية حيث ان موضوع الطاقة اتخذ اهمية اكثر شمولاً تتعلق بالقضايا المصيرية للمجتمعات المختلفة ولعل اهم ما يواجه الانسان منذ اواخر القرن العشرين من تحديات هي مشكلة الطاقة، حيث ان جزءاً كبيراً من الاستهلاك العالمي للطاقة (حوالي سبعين في المائة) يتكون من الوقود الاحفوري السائل (البترول) والغازي (الغاز الطبيعي) والصلب (الفحم الحجري) وذلك لتواجدها بوفرة ورخص سعرها وسهولة استخدامها ولتطور التقنيات التي تعتمد عليها. ولكن من المتوقع ان يبلغ الانتاج العالمي من الوقود الاحفوري حده الاقصىقريبا جدا ومن ثم يبدأ في التناقص بل والنفاذ مدة لا تتجاوز مائة عام.
يُقصد بالطاقة المتجددة مصادر الطاقة التي لا تصدر عند احتراقها اي مخلفات او غازات سامة مضرة بالبيئة والانسان والطبيعة ويشمل المصادر البديلة للطاقة الاحفورية الناضبة التي تستخرج من باطن الارض مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي فهذه المصادر تُحدث لدى احتراقها غازات ضارة كغاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يعتبر السبب الرئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسببت في السنوات القليلة الماضية الى تقلبات شديدة في الطقس وادت على الارجح الى كوارث طبيعية كبيرة منها الاعاصير والفيضانات وموجات الجفاف وغيرها، وتنجم هذه الظاهرة الخطيرة عن تجمع كميات هائلة من الغازات المنطلقة من عمليات الاحتراق ومعظمها يتكون من غاز ثاني اوكسيد الكربون الامر الذي يشكل غطاء كثيف يسمح بمرور اشعة الشمس الى الارض ولكنه يحول دون انعكاس الحرارة الناجمة عنها الى الفضاء الخارجي مما يسبب انحباساً في الحرارة وزيادة في معدل درجاتها في الطبقات الجوية القريبة.
وهكذا بدأ العلماء في البحث عن بدائل للوقود الاحفوري سُميت بدائل الطاقة المتجددة تميزت عن الوقود الاحفوري بانها دائمة لا تنضب. فاذا كان من المتوقع ان ينضب مخزون العالم من النفط خلال مائة عام فان ما يُعرف من الوقود النووي يكفي لتغطية احتياجات العالم باسره من الوقود فترة لا تقل عن خمسين الف عام. وكذلك الحال بالنسبة للطاقة الشمسية فهي متجددة دائما ومتوفرة.
وتمتد مصادر الطاقة لتشمل الطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الارضية، وطاقة الرياح، والكتلة البيولوجية، والطاقة الكهرومائية، وطاقة المد والجزر، وموجات البحر والطاقة الحرارية لمياه المحيطات، والبرك الملحية، وطاقة الهيدروجين، والطاقة النووية، والنبات وغيرها.
وتمتلك معظم الدول النامية كثيراً من مصادر الطاقة المتجددة وخصوصاً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة البيولوجية والطاقة الحرارية الارضية وهذه المصادر تناسب متطلبات القرن الصغيرة من الطاقة في استخداماتها اليومية. ومن خلال مصادر الطاقة المتجددة تستطيع كثير من الدول خاصة التي تستورد النفط والغاز ان تقلل من وارداتها منه باستبداله في بعض الاستعمالات ببديل سهل او محلي اقل ضرراً على اقتصاد البلاد واستقراره.