بقلم جمانه الطريفي
لماذا بعض الأشخاص يعتقدون أن كُل شيء يكتُبه الكاتب هو عن نفسه ? أم عن الحاله التي يمر بها الآن ...!? الجواب باختصار لأنهم يتملكُهم الخوف من أن يسردوا تجاربهم والكاتب هو إنسان حساس يلتقط ذبذبات الناس التي تدور حوله ويتأثر بها ويترجم هذه الذبذبات على الورق بصوره مختلفة وعندما يقرؤنها يرون أنفسهم بها ومن أين لهم الشجاعة بالاعتراف بذلك....!!!.
هكذا زرعوا بنا الخوف من تجربة كُل شيء جديد من أن نقف في وجه الحق ونقول ما نرغب به ونتعلم فوضى الخوف أنا مُتأكدة أنها تجتاحُ الكثير منا أؤلئك ممن يخافون التعبير عن مشاعرهم لأن الحياة والظروف علمتهم الصمت وعلمتهم إن التعبير عن المشاعر هو نقطه ضعف فاصله بينهم وبين أشياء كثيرة.
كثير منا نجدهم يُحبوننا ولا يستطيعون على قول ذلك لكن عندما تجتاحُنا الظروف الصعبة نجدهم يُثبتون ذلك بالفعل ؟ عندما نستعد للفراق يبوحون لنا بالحب! هل يلزمنا الوقت واللحظة الحاسمة لنستطيع إن نتفوه بما في أنفسنا من ثورة في فوضى الخوف وعندما ينتهي الوقت وترقدُ حقيقة مشاعرنا في تابوت الموت وقتها نعيشُ لحظات الندم الماً مُراً يكسرُ شوكة صدقنا نجلس صامتين ننتظر إن يعود الزمن للخلف لكي نستطيع قتل تلك الفوضى المسمية الخوف.
لماذا؟ يتملكُنا الخوف من قول ما نرغب به ونُحبه هل لأن والدينا علمونا إن نتبعهم لأن هذه هي عاداتنا وتقاليدُنا أم إن سطوة المجتمع نحو الباطل جردت منا الجُرأة في قول الحق نرتجفُ عندما نريد إن نصرح شيئاً نتجنب ذكر أسماء الأشخاص أم أسماء الأماكن .. لماذا ؟
تجد الكثير من الطلاب قاموا بالتسجيل في تخصص مُعين غير الذي يرغبون به منهم من يحكم عليه أهله في إن هذا التخصص يُناسبة أكثر من غيرة وكان الأهل هو من سيمارسون العمل بهذا التخصص لا مانع من النصيحة ولكن القرار وحدة للطالب نفسه ... اليس هكذا علمتنا نصوص حقوق الإنسان.
تجربتي علمتني أن أحب الناس ولا أخافهم ولكن اجعل بيني وبينهم مسافة أمان وعلمتني أن طيبة القلب ليست خوف أو ضعف بل قوة لأنها تمدني بالتسامح والعفو عند المقدرة وان الناس الذين أحببتهم وخانوني هم الذين خسروا وبالمقابل أنا كسبت نفسي ولا أخاف من التعرف على أشخاص جُدد لأن في ذلك فائدة لمعرفه عقول جديدة تحتويها هذه الحياة .
تجربتي علمتني أن كلام الحب لا يساوي شيئا إذا كنت بحاجه إلى الحنان والاهتمام وان الحب يكون لله لأنه الوحيد الذي احتاجه في كل أوقاتي فأجده وانه الوحيد الذي إذا قصرت في حقه غفر لي.. وعلمتني أيضا أن لا اضعف واستسلم عند أي صدمه وان استمر ولكن بقوة وعزيمة اكبر حتى أستطيع احترام ذاتي لان خسارة الإنسان لا تتوقف عند خسارة شخص في هذه الحياة ولا تفقدني احترام النفس والذات لأنه بعد ذلك لا قيمه لأي خسارة..
وعلمتني إن الخوف من النجاح هوة نقطة قوة وثورة لفوضى الخوف من الأشياء الكثيرة في هذه الحياة