أبو نواس
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ ........... ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها ........... لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ ........... لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
قامَتْ بإبْريقِها، وَاللّيْلُ مُعتَكِرٌ ........... فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَةً ........... كأنّما أخْذُها بالعَين إغْفاءُ
رَقّتْ عَن الماء حَتّى ما يُلائِمَها ........... لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها ........... حَتّى تَوَلّدُ أنْوَارٌ وأضْواءُ
دارَتْ على فِتْيَةٍ دانَ الزّمانُ لَهُمْ، ........... فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لِتِلْكَ أبْكي، وَلا أبْكي لِمَنزلَةٍ ........... كانَتْ تَحُلّ بِها هِنْدٌ وَأسماءُ
حاشا لِدُرّةَ أنْ تُبْنَى الخيامُ لها ........... وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاء
ُفَقُلْ لِمَنْ يَدّعي في العِلْمِ فَلسَفَةً ........... حَفِظْتَ شَيئاً، وَغابَتْ عَنكَ أشياءُ
لا تَحظُر العَفوَ إنْ كنتَ امرَأً حَرِجاً ........... فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ