لا بد لكل شخص بالغ أن شعر ذات مرة بألم عابر أو وخز في منطقة الصدر، وكثيرا ما يدخل هذا الألم صاحبه في حالة من التوجس والخوف، لأن التفكير الأول الذي ينتابه، يتجه نحو النوبة القلبية أو الجلطة.. ولكن هل كل ألم في الصدر له علاقة بالقلب؟ وهل كل وخزة في الصدر تستدعي زيارة الطبيب أو التوجه فورا إلى المستشفى؟! عن الجلطة أو النوبة القلبية وتحديد أعراضها وتمييز ألمها كان لموقع "فرفش" اللقاء التالي مع د. أمين حسن، اخصائي امراض القلب والقسطرة في المركز الطبي الجامعي بني تسيون في حيفا، الذي يجيب على كل الأسئلة المتعلقة بالنوبة القلبية.
ما هي الجلطة او النوبة القلبية؟
واجب المريض والطب عمل
المستحيل لمنع حدوث الجلطة
هي انسداد كامل في واحد من الشرايين التاجية او احد فروعها الكبيرة، والشرايين التاجية هي ثلاثة رئيسية متفرعة الى شرايين اصغر وتغذي عضلة القلب، واي انسداد كامل في واحد من هذه الشرايين يؤدي الى ضرر في الجزء الذي يتغذى من الشريان الذي حدث فيه انسداد، هذا الضرر يتحول الى ندبة او تليّف وبالتالي يتعطل عمل هذا الجزء من القلب، واذا كان القسم المتضرر صغيرا يكون تأثيره على القلب كمضخة صغيرا، اما اذا كان الجزء المتضرر كبيرا فان ضرره على القلب يكون كبيرا، والضرر في عضلة القلب لا شفاء منه، والنتيجة النهائية لضعف عضلة القلب هو فشل القلب، او ما يعرف بتضخم القلب ويحتاج المريض على اثر ذلك ليس الى ادوية وعلاج فقط وانما الى زراعة قلب، لذلك فان واجب المريض والطب عمل المستحيل لمنع حدوث الجلطة، واذا لم يكن بالامكان منعها فتشخيصها باسرع وقت ممكن ومعالجتها.
ما أهمية التشخيص المبكر للنوبة القلبية؟
في العقد الماضي كرس الطب اهتمامه على ايجاد ادوية تعطى للمصاب بالنوبة، او الجلطة القلبية، وتعمل هذه الادوية على اذابة تخثر الدم دخل شريان القلب وبالتالي فتح الشريان خلال ساعات من تكون الجلطة لاعادة جريان الدم ومنع الضرر في عضلة القلب، وقد تبين لنا ان هذه العملية كانت ناجعة بنسبة 50? من الحالات، خاصة انه يرافق هذه الحالة اضطرابات في النبض، ما يمكن ان يؤدي الى الوفاة المفاجئة، وكما هو معروف فان امراض القلب ومشاكل الشرايين التاجية، هي السبب الاول للموت في العالم قاطبة، لذلك فان كل علاج يقلل من حجم الضرر في عضلة القلب ومنع الاضطرابات في النبض، من شأنه ان يخفض من نسبة الوفيات نتيجة امراض القلب، وكلما اسرعنا في اعادة فتح الشريان المسدود تكون النتيجة افضل، لذلك فانه من المهم جدا العمل على التوعية لضرورة الوصول الى المستشفى بأقصى سرعة ممكنة، ومع تطور الطب بتجهيزاته وتقنياته اليوم، فاننا قادرون على اجراء قسطرة سريعة فور وصول المريض الى المستشفى وتشخيص النوبة، حتى في الحالات الصعبة للغاية، فان الامكانية متوفرة لفتح شرايين القلب خلال اقل من ساعة من تكون الجلطة، وسابقا كنا نقول "الوقت من ذهب"، اما اليوم فنقول "الوقت من عضلة" ويجب على كل مستشفى اليوم، ان يوفر قسما للقسطرة مع طاقم اطباء مؤهلين على مدار الساعة. وقد اظهرت الابحاث في كل العام ان 90 دقيقة منذ لحظة تكون الجلطة ولغاية فتح الشريان بالقسطرة، تكون نتائتجها ممتازة، اما بعد مرور ساعة ونصف فكل دقيقة هي خسارة وضرر لعضلة القلب، وفي اسرائيل الامر ممكن فلا يوجد اي مكان لا يمكن الوصول منه الى وحدة القسطرة في اكثر من ساعة ونصف، وهذا الاجراء ادى بالتالي الى انخفاض ملحوظ في نسبة الضرر في عضلة القلب وبنسبة الوفيات نتيجة النوبة القلبية.
لكن من المسؤول عن تشخيص حالة الجلطة او النوبة وكثيرا ما تستغرق الاجراءات في المستشفى وقتا حتى يصل المريض من قسم الطوارىء الى القسطرة؟
نحن في مستشفى بني تسيون أجرينا بحثا قمنا من خلاله بتأهيل طواقم الاسعاف على تشخيص النوبة القلبية، واجراء اتصال مباشر مع المستشفى قبل وصول المريض من اجل تجهيز غرفة القسطرة، وبالتالي ادخال المريض الى الغرفة مباشرة دون الحاجة للمرور عبر قسم الطوارىء، ولاحظنا ان هنالك ثلاث وسائل يصل بها المريض المصاب بالنوبة الى المستشفى وهي اولا التوجه الشخصي والمباشر للمريض الى المستشفى لوحده او مع احد اقاربه، ثانيا المريض الذي يصل بسيارة الاسعاف الى قسم الطوارىء ومن ثم يقوم طبيب القلب بفحصه وتحويله الى قسم القسطرة وثالثا: المريض الذي كان طاقم الاسعاف قد شخص حالته واجرى اتصالا مع المستشفى لادخاله مباشرة الى قسم القسطرة، وقد تبين من خلال البحث ان عملية الاتصال المباشر بين طاقم الاسعاف والمستشفى واستقبال المريض في قسم القسطرة مباشرة، يوفر حوالي نصف ساعة وربما اكثر، وهذه الدقائق مهمة جدا لانقاذ حياة المريض وعدم تضرر عضلة القلب، بينما كانت الاسوأ من بين الحالات الثلاث هي التي يصل بها المريض الى قسم الطوارىء من تلقاء نفسه وبدون سيارة اسعاف.
ما هي اعراض الجلطة او النوبة التي تستدعي التوجه فورا الى المستشفى؟
الجلطة عادة تلبس عدة وجوه من حيث الشعور بالألم ولكن في معظم الحالات (90?) يكون الم حاد حرقة في الصدر والعنق، ويشعر المريض بضغط على الصدر اشبه بصخرة جاثمة على صدره من الامام، ويكون الالم موزعا في كل منطقة الصدر ( ليس في نقطة واحدة) وكما قلت ان الوجع يكون حادا جدا لدرجة انه يشبه في بعض الدول بالمميت، الوجع يكون مستمرا وقد يزداد ثم يمتد الى ناحية اليسار واليد اليسرى الداخلية (الملازمة للجسم)، اضافة الى ذلك قد يرافقه شعور بالرغبة في التقيؤ و او التقيؤ الفعلي، وتعرق البارد، وضيق التنفس والاختناق.
هل يسبق النوبة مؤشرات معينة؟
في كثير من الحالات يكون المريض قد عانى من الذبحة الصدرية من قبل، خاصة عندما يقوم بجهد جسماني فانه قد يشعر بألم مشابه ولكن هذه الآلام تزول عند العودة الى حالة الراحة، ويمكن اعتبار الذبحة الصدرية واحدا من اعراض مرض القلب.اذا شعر المريض، بألم وهو في حالة الراحة، فعلية ان يعلم ان هنالك انسدادا في احد الشرايين وهو ما ينذر بحدوث نوبة، لان الذبحة الصدرية تنجم عادة عن تضيق الشرايين وتظهر في حالات الجهد الجسماني، وهذه الشرايين تكون معرضة لانسداد بسبب تخثر الدم، هذا التخثر يمكن اذابته بالادوية، بينما يمكن التخلص منها نهائيا وشفطها عن طريق القسطرة ومن ثم فتح الشريان بالبالون وزرع "داعم" مكان الانسداد والعلاج بالقسطرة يتفوق على العلاج بالادوية بمرات.
هل يكون الم النوبة متواصلا ام انه ينتاب الشخص كل بضعة دقائق؟
في البداية يكون متقطعا ما بين انسداد وفتح الشريان، وعندها ينتاب المريض الالم تدريجيا وكل بضع دقائق يداهمه الم اكثر حدة واطول فترة زمنية حتى يحدث الانسداد الكامل يصبح الالم متواصلا..
كيف يتوجب على الشخص ان يتصرف حال الشعور بالام الذي وصفته؟
يجب على المصاب ان يطلب المساعدة فورا، لان هنالك احتمالا لحدوث اضطرابات في نبض القلب وهذا قد يؤدي الى الوفاة وتكون الجلطة قاتلة..
هل يجب على الشخص تناول الاسبرين قبل الخروج من البيت الى المستشفى؟
تناول الاسبرين قد يحمل بعض المخاطر احيانا، فقد لا تكون جلطة ويكون قد حدث انفجار في احد الشرايين الرئيسة، (الاوورطا) فاذا تناول المريض حبة اسبرين في هذه الحالة، فقد يتضاعف النزف وتكون عواقبه اخطر.. لذلك يفضل ان تعطى حبة الاسبرين من قبل طاقم الاسعاف فور تشخيصهم للجلطة.. ناهيك عن ان مريض القلب يتناول الاسبرين باستمرار ولا داعي لتناول حبة اضافية عند الاصابة بالجلطة.
كيف يشخص طاقم الاسعاف والاطباء النوبة؟
اولا بالاعتماد على شعور المريض ونوعية الالم ومن ثم بالاعتماد على فحص تخطيط القلب الذي يمكن اجراؤه في سيارة الاسعاف.
في اية وضعية يجب ان ينقل المصاب بالنوبة الى المستفى، جالسا ام مستلقيا؟
د.حسن: اذا لم يكن المريض فاقد الوعي، يكفي ان نجلسه بشكل مريح ونوفر له التهوئة، ان لا يكون تحت ضغط، وان نوفر له اكبر قسط من الراحة.
بعض الذين يشعرون بألم في الصدر يلجأون الى الحركة، اما المشي او بعض التمارين الرياضية.. هل الجهد يؤثر على الشخص في حال اصابته بالنوبة؟
د. حسن: ممنوع اطلاقا.. عندما يشعر الشخص بالام في الصدر عليه ان يترك كل شيء، واذا كان يقود سيارة عليه التوقف على جانب الطريق وطلب المساعدة (النجدة)، لانه قد يفقد وعيه في لحظة او قد يموت، اما اذا كان في حال استعداد للجلطة بمعنى ان الالم ينتابه كل بضع دقائق، فيوصى يتوجهة في الحال الى اقرب مستشفى حتى بقواه الذاتية، ويفضل في كل الحالات طلب سيارة اسعاف ونقل المريض اليها حيث يلتقيها وهو في الطريق الى المستشفى، والافضل من كل ذلك ان ينقل في اسعاف العلاج المكثف.
بالنسبة للجيل هل كلما كان المصاب اصغر سنا تكون النوبة القلبية اكثر خطورة وقاتلة؟
عادة كلما كان المريض اصغر في السن تكون الجلطة هي اول رد فعل لوجود تصلب الشرايين، وقد يكون لم يشعر من قبل بأي الم وتكون اول مواجهة له مع مشاكل القلب هي الجلطة.
وكلما كان المصاب اكبر سنا يكون مدركا اكثر وسبق له ان شعر بالذبحة الصدرية، وعادة ما تكون نتائجها اقل خطورة من صغار السن الذين قد تودي الجلطة بحياتهم من خلال الوفاة المفاجئة وتكون هي الصورة الاولى والاخيرة والوحيدة لوجود تصلب الشرايين هي الموت المفاجيء!!
ما هي مسببات النوبة القلبية؟
هي اربعة اسباب رئيسية اذكر حسب الاهمية:
1-ارتفاع نسبة الدهنيات في الدم
2- ضغط الدم المرتفع
3- السكري
4- التدخين
ثم في الدرجة الخامسة السمنة.[b]
الرئيسية
البوابة
التسجيل
دخول
