أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية ، حيث أن المستخدميين الجدد عادة هم الأكثر استخداماً وإسرافاً لإستخدام الإنترنت بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة ، ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيحد إلى حد كبير من استخدامه له ، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لإستعماله الإنترنت .بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة فيسرفون في استخدامه ولا يتمكنون من الإستغناء عنه .
هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل من الانترنت سببا في الإدمان:
• السرية : إن الإمكانية التي يوفرها الانترنت في الحصول على المعلومات، طرح الأسئلة والتعرف على الأشخاص دون الحاجة إلى تعريف النفس بالتفاصيل الحقيقية توفر شعورا لطيفا بالسيطرة. إلى جانب ذلك، فإن القدرة على الظهور كل يوم بشكل آخر حسب اختيارنا، تُعتبر تحقيقا لحلم جامح بالنسبة للكثير من الناس.
• الراحة : الانترنت هو وسيلة مريحة للغاية، وهو يتواجد عادة في البيت أو العمل، ولا يتطلب الخروج من البيت، السفر أو استعمال المبررات من أجل استعماله. هذا التيسير يوفر حضورا عاليا وسهولة فيما يتعلق بتحصيل المعلومات التي لم نكن لنقدر على تحصيلها بدون الانترنت .
• الهروب : مثل الكتاب الجيد أو الفيلم المثير، فإن الإنترنت يوفر الهروب من الواقع إلى واقع بديل. ومن الممكن للإنسان الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس أن يصير دون جوان، ويجد الإنسان الانطوائي لنفسه أصدقاء، ويستطيع كل إنسان أن يتبنى لنفسه هوية مختلقة وأن يحصل من خلالها على كل ما ينقصه في الواقع اليومي والحقيقي.
لكن السؤال هنا فيم يستخدم هؤلاء الأنترنت وما الذي يجعل الأنترنت سبباً للادمان؟؟
أظهرت الأبحاث أن الإدمان على الانترنت قد يكون عاماً، غير أنه بشكل عام يتناول مكونات معينة:
• الإدمان على مشاهدة المواد الاباحية .
• الإدمان على الألعاب والقمار : وهذا تعريف شامل يتضمن الألعاب، ألعاب القمار، المشتريات، الاتجار بالأسهم المالية، الكازينوهات وباقي الألعاب التي تسبب البيع وخسارة الأموال الكثيرة في الانترنت.
• الإدمان على التعارف ضمن شبكة الانترنت : الدخول إلى المعايشة العاطفية العالية في غرف التشات، مجموعات النقاش، مواقع التعارف أو برامج الرسائل الفورية، بناء علاقات افتراضية
• الإدمان على المعلومات : التجميع الذي لا نهاية له للمعلومات، تخزينها وتحديثها.
الآثار السلبية لادمان الأنترنت :
يغيب عن الكثير منا خطر ادمان الانترنت ... اما للجهل واما لعدم الا مبالاة أن مدمني الانترنت يقعون في الدوامة بدون وعي ولو تاملنا مليا لهذه المخاطر لوجدنا الكثير من الامراض المتفشية في مدمني الأنترنت فمنها الجسدية منها والنفسية .
هناك إجماع بين العديد من الدارسين والباحثين على أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة، وفي مقدمتها «شبكة الإنترنت» قد فتحت عصراً جديداً من عصور الاتصال والتفاعل بين البشر، وفي وفرة المعلومات والمعارف التي تقدمها لمستخدميها. ولكن على الجانب الآخر هناك أيضا مخاوف مشروعة من الآثار السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي قد تحدثها. ومع تزايد الإقبال على شبكة الإنترنت وسوء استخدامها متمثلا في قضاء وقت طويل في الإبحار فيها، ظهر ما يسمى «إدمان الإنترنت»، كظاهرة لا مجال لتجاهلها من قبل الدارسين والباحثين. ولذا فإن هناك اليوم العديد من الدراسات والمؤتمرات العلمية والدوريات المتخصصة، لبحث ودراسة الآثار النفسية والاجتماعية والجسمية لسوء استخدام شبكة الإنترنت.
الآثار السلبية للأنترنت :
ان ادمان الانترنت قد يترك آثارا نفسية, اجتماعية وجسدية ويجب معالجته معالجة مهنية كأي نوع من انواع الادمان.
ان الآثار النفسية والاجتماعية لإدمان الإنترنت تشمل :
1 ـ اشتهاء المدمن موضوع إدمانه دائماً ( العاب, افلام, مراهنات ...).
2 ـ الألم الشديد , العصبية والتوتر عند مفارقة الحاسوب.
3 ـ اضطراب المزاج ,الضيق والتأفف.
4- خلافات مع العائلة والاصدقاء.
5 ـ انخفاض في المستوى التعليمي.
6 ـ الابتعاد عن الفعاليات الاجتماعية او التقليص منها.
7-عدم السيطرة على الوقت ومدة الابحار.
هذه الاعراض قد تسبب الوحدة، والإحباط، الاكتئاب، والقلق لان الادمان يبعد الشخص عن حياته الاجتماعية.
أماالأثار الجسدية تشمل:
1- التعب ,الخمول , الأرق والحرمان من النوم.
2--بقاء العينين مفتوحتين مدة طويله دون ان ترمشان ممايؤدي الى جفاف سطح مقلة العين وجفاف القرنيه
خاصة مع وجود عدسات لاصقه فالجفاف يجلب الجراثيم ويسبب الالتهابات والاحمرار والحكه.
3-بقاء مسافة النظر ثابته مما يجهد عضلات العين المسؤولة عن ضبط الصورة على الشبكية : لأنه يبقيها
مشدوده مدة طويله وقد يرسب فيها متغيرات مبكرة.
4-إضاءة الشاشه المستمرة المسلطه على العين باستمرار فقد تجهد العينن وتؤدي الى التعب
واختلاف الرؤية وقد تسبب الصداع.
5- استخدام لوحه المفاتيح في الأما كن العامه من قبل عدة مستخدمين يتناوبون عليها قد يترك
جراثيم معدية على اللوحه تنتقل من انسان لآخر بسهولة.
6-ربط الساقين اثناء الجلوس قد يؤدي الى حبس الدم الوريدي الصاعد وإتلاف صمامات الأوردة
والتسبب في نشوء جلطات الساق الوريديه في موضعها او انتقالها الى الرئتين لتشكل بذلك واحداً
من اكبر الأخطار التي تهدد الحياة.
7-عدم تحرك عضلات الجسم والبقاء على هيئه واحدة يؤدي الى كسل الدورة الدمويه فيها الأمر الذي
يؤدي الى نقص الأوكسجين والمواد الغذائيه وما يترتب على ذلك من مشاكل صحيه.
8-ثبات الجسم على هيئه واحدة مدة طويله يبقي الضغط متواصلا على غضروف ما اوعظمه او عضله ما ,
ممايؤدي الى ضعفه وبالتالي الى تلفه عند اول حادث مهما كان بسيطا مثل عظام الرقبه والأكتاف
وعضلات الرأس.
و لتجنب كل هذه المشكلات ننصح بإتباع النصائح التالية على قدر المستطاع للحفاظ على صحتنا لتجنب إجهاد العين :
أولاً: إرتفاع و مكان الشاشة :
ينصح بأن يكون إرتفاع الشاشة مناسبا بحيث يكون على مستوى النظر و الإرتفاع المثالى هو أن يقع نظرك على الشاشة مباشرة (كخط مستقيم ) على نقطة تقع على بعد 5 إلى 7 سنتيمترات تحت الحدود العليا للشاشة كما ينصح بإقتناء شاشة بحجم 15 بوصة على الأقل و ينصح بوضع الشاشة فى مكان مناسب داخل المكتب أو الغرفةبحيث تقل الإنعكاسات من الإضاءة الخلفية أو النوافذ.
ثانياً: التحديق فى الشاشة:
ينصح بأخذ فترة راحة كل 15 دقيقة و ذلك بالنظر إلى أبعد نقطة فى الغرفة لمدة نصف دقيقة أو من خلال النافذة أو غمض العين بين فترة و أخرى لتجنب الجفاف .
ثالثاً:لتجنب آلام العمود الفقرى و المفاصل :
لتجنب آلام الرقبة و أسفل الظهر :
ينصح بالجلوس على كرسى مناسب لطولك و يفضل أن يكون له مسند للرأس و الظهر و يجب عليك أن تجلس بطريقة صحيحة بحيث يكون الرأس و الرقبة و كامل العمود الفقرى فى وضع مستقيم.
لتجنب آلام المفاصل :
تتأثر معظم المفاصل بطريقة جلوسك أمام الكمبيوتر يعتبر الورك و مفصل الركبة من أكثر المفاصل تأثرا بطريقة جلوسك أمام الكمبيوتر و لذلك ينصح بإتباع الطريقة السليمة للجلوس و هى الجلوس بحيث تشكل المفاصل زاوية قائمة كما يتأثر الرسغ كثيرا بطريقة إستخدامك الفأرة و لوحة المفاتيح و عليك بالمحافظة على يديك مستقيمتين على قدر المستطاع أثناء الطباعة على لوحة المفاتيح أو إستخدام الفأرة مع الحفاظ على المرفق ليكون أقرب إلى جسمك و تكون الزاوية 90 درجة بين العضد و الساعد.
رابعاً :تجنب تأثير الاشعاعات الصادرة عن الكمبيوتر:
هناك اشعاعات تصدر عن الكمبيوتر كالأشعة فوق البنفسجية و كذلك موجات الميكروويف و هذه الإشعاعات صغيرة فى شدتها و كميتها و لكن التعرض المستمر لها قد يتسبب فى مشكلات مستقبلية و أفضل طريقة للتقليل من آثارها المستقبلية هو الإبتعاد عن الشاشة بمسافة لا تقل عن 50 سنتيمترا و إستخدام شاشة ذات مواصفات جيدة بحيث تصدر إشعاعات أقل و يفضل إستخدام شاشات السائل البلورى بدلا من الشاشات التى تعمل على تقنية أنبوب المهبط و هو ما يعرف بأنبوبة الكاثود و ملاحظة أخيرة بهذا الخصوص و هى أن الإشعاعات تصدر فى جميع الإتجاهات و لذلك عليك بالإبتعاد عن الشاشة من جميع الإتجاهات و نلاحظ فى كثير من مقاهى الإنترنت و مكاتب الشركات جلوس المستخدم أمام جهاز الكمبيوتر و خلف رأسة مباشرة شاشة زميلة و طبعا هذه ممارسة خاطئة تؤدى إلى تضاعف التعرض للإشعاع لأن ذلك المستخدم سوف يتعرض للإشعاعات الصادرة من شاشتة و من شاشة زميله أيضا.
وعن المضار النفسية:
يتحدث العلماء النفسيون عن عالم وهمي بديل تقدمة شبكة الإنترنت وتطبيقات الكمبيوتر مما قد يسبب آثار نفسية هائلة خصوصاً على الفئات العمرية الصغيرة حيث يختلط الواقع بالوهم وحيث تختلق علاقات وارتباطات غير موجودة في العالم الواقعي قد تؤدي إلى تقليل مقدرة الفرد على أن يخلق شخصية نفسية سوية قادرة على التفاعل مع المجتمع والواقع المعاش.
أن ادمان الانترنت لا يصيب البالغين فقط بل الاطفال ايضا خاصة مع توافر الجديد كل يوم في ألعاب الكومبيوتر، وهذا الادمان ينعكس سلبيا وبشكل أكبر من البالغين على حياة الطفل ومواعيد نومه ودراسته ويصبح انطوائيا لا يخرج مع اصدقاءه أو يمارس اى هوايات أخرى سوى الجلوس على الشبكة بلا كلل أو ملل.
ان ادمان الانترنت سيؤدي حتما الى تحطيم معاني المجتمع خاصة ان الكثير من الآباء أصبحوا لا يملكون زمام الأمور حيال ادمان أبنائهم للانترنت، هذا بالاضافة الى ان غرف الدردشة أصبحت بالفعل المكان الوحيد الذي يستطيع فيه الانسان العربي الحديث بصراحة بلا أي خوف ويقول ما لا يستطيع ان يقوله أمام الأخرين ، فهو يفرغ كل ما يعانيه من احباط وكبت ومشاكل عبر الانترنت، لذلك يغرق مدمن الانترنت في عالم افتراضي يمكن أن يؤدي به في النهاية الى الانفصال التام عن حياته الواقعية
أما البالغون فلا رقيب عليهم غير أنفسهم، وعلى مدمن الانترنت أن يعي حينما يجلس في كل مرة أمام الانترنت انه قد يفقد الكثير بسبب انعزاله عمن حوله سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو العملي.
وأخيراً :
لا يعني الحديث عن ظاهرة إدمان الإنترنت التوقف عن استخدامه أو تجاهل وجود هذه الظاهرة، بل يعني العمل على ممارسة الاستخدام المعتدل والأمثل ووضع ضوابط وحدود لاستخدامه، مع ضرورة وجود الرقابة الأسرية ومتابعة وتوجيه الآباء للأبناء عند استخدام الإنترنت. فلكل شي في الحياة له مضار وفوائد ونحن بعقلنا الذي ميزنا الله به عن سائر المخلوقات نعرف طريقنا..الطريق الصحيح الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة.
منقووووووووول للفائدة