دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: كيف تؤثر القنوات الفضائية على صحتنا النفسية؟ 5/24/2011, 17:46 | |
| كيف تؤثر القنوات الفضائية على صحتنا النفسية؟
كيف تؤثر القنوات الفضائية على صحتنا النفسية؟
محسن الصفار
[b]لا ينكر أحد أن لوسائل الاعلام المرئي دوراً كبيراً في عالم اليوم تتفاوت شدته حسب المجتمعات ومدى إنتشار الاعلام المرئي فيها واصبحت هذه الوسائل تدخل في كل جوانب الحياة من أدب وثقافة وسياسة ورياضة ودين حتى أن مثل هذه الوسائل أصبحت العامل الرئيسي الذي يحدد مصير الانتخابات في بعض دول العالم مثل الولايات المتحدة حيث يعتمد المرشحون على التلفزة بالدرجة الأولى لكسب الناخبين وأصبح التلفاز ساحة للمعارك الحربية حيث أصبح له دور كبير في تغيير نتائج المعارك والقتال خصوصاً في حرب غزو العراق عام 2003 حيث حسمت نتيجة المعركة على الشاشات قبل حسمها على الأرض.
كما إن دخول الاعلام العربي عالم الفضاء وانتشار القنوات الخاصة كان له اثر كبير في اثراء الثقافة وتواصل الشعوب وازدياد الوعي ولكن هذا الهجوم الكبير للإعلام المرئي على العالم العربي الذي كان وحتى سنوات قليلة مضت مغلقاً تماماً ما عدا قناة أو إثنتين تديرها الحكومة في كل بلد وفجأة أصبح في كل بيت مئات من القنوات العربية والأجنبية تبث من كل مكان وتستهدف المشاهد العربي في جميع المجالات وجميع الأعمار والأجناس والقوميات والطوائف والمهن حتى أصبح التلفزيون أهم صحن في كل مائدة هو من يجمع أفراد العائلة حوله وهو من يفرقهم.
ولابد لحضور بهذا الحجم والثقل من أن يكون له تأثيره في كل جوانب الحياة للإنسان والعائلة العربية ومنها الصحة النفسية والتي تعد عاملاً مهماً في سلامة الإنسان العقلية والجسدية وتؤثر تأثيراً مباشراً على قدرته على الإنتاج والإبداع والعيش الكريم.
فما هي تأثيرات هذه الوسائل على صحة الإنسان العربي النفسية بحسب تصنيف نوع الوسيلة الإعلامية؟
1- محطات التلفزة الإخبارية: تعتمد هذه القنوات في جميع أنحاء العالم على عامل الإثارة الخبرية وتصوير الأحداث وأحياناً كثيرة المبالغة فيها لجذب المشاهدين وكلما كان الخبر أكثر تشويقاً كلما زاد عدد من يتابعون هذه القنوات.
ولتحقيق هذا الغرض تحاول القنوات الإخبارية تسليط الضوء على كل حدث وخصوصاً الحروب والكوارث الطبيعية والمشاكل السياسية ثم تضيف من عندها الكثير من عوامل الإثارة الصوتية وإدخال التحليلات السياسية التي غالبا ما تكون مبرمجة مسبقا لإيصال وجهة النظر التي ترغب بها إلى المشاهد وبسبب هذا التركيز على الجوانب السلبية في الحياة فإن الأبحاث التي أجراها علماء النفس أثبتت بما لا يقبل الشك بأن متابعي قنوات الأخبار الذين يصل الحال ببعضهم درجة الإدمان عليها يعانون من الكآبة بسبب المناظر المروعة والأخبار المحزنة التي تجعل الشخص يصل إلى قناعة بأن الحياة سوداء وليس فيها أمل وليس فيها ما يستحق العيش لأجله.
إن متابعة بسيطة لقناتي العربية والجزيرة تجعل أي إنسان عربي يشعر بالإحباط من وطنه وقوميته وإقتصاده وكل شيء آخر في حياتنا اليومية فلا حديث لهم سوى عن الإرهاب والقتل والدمار والاغتصاب والتعذيب والسجون .
أنا لست هنا في صدد مدح أو ذم هذه القنوات ولكن عملها وطريقة تغطيتها للحدث تصيب المشاهد العربي بالكآبة التي ليس بحاجة إليها طوال الوقت فنحن على الرغم من كل المشاكل التي تعانيها أوطاننا لسنا أمة بلا أمل ويمكننا أن ننهض من واقعنا المزري لنأخذ دورنا بين الأمم وذلك عن طريق التشجيع وليس الإحباط .
ناهيك عن الدور الرهيب في نشر الفتنة الطائفية عبر اذاعة الاخبار بشكل مبرمج حيث يتم التركيز على طائفة القاتل او اوالقتيل لاثارة الاحقاد والاضغان وهو ماحصل خصوصا في تغطية اخبار العراق حيث لعبت هاتين القناتين دورا كبيرا في تاليب الطائفتين السنية والشيعية على بعضهما في العراق .
كمثال أقول من يرى الأخبار عن الصراع السياسي في لبنان يتصور أن اللبنانيين كلهم قابعين خلف المتاريس وكل واحد يمشي ومعه كلاشينكوف ولكن الواقع أن لبنان على رغم كل المشاكل بلد حي يمارس فيه الناس حياتهم العادية يعملون ويدرسون ويتزوجون وكل شيء.
2- القنوات الترفيهية : هذه القنوات التي تعتمد على الرقص والغناء كمادة أساسية لبثها وطبعاً مع تطعيمه بكثير من الإيحاءات الجنسية عبر الحركات والثياب ظهرت الى الوجود مع ظهور تقنية الرسائل القصيرة وإمكانية جميع المداخيل منها وبسبب كثرتها فإنها أصبحت بحاجة الى كم هائل من الكليبات لإستمرار بثها مهما أدى بها الى ادخال كل من هب ودب الى عالم الغناء وأصبحت عارضات الأزياء والممثلات وغيرهن يدفعن حدود 50000 دولار أمريكي لدور الانتاج ويحصلن على فيديو كليب تكون مادته الأصلية جسد المؤدية وليس صوتها والتي تحصل بعد ذلك على المال الذي استثمرته إضعافا مضاعفة .
ولأن المجتمع العربي مجتمع محافظ بطبعه خصوصاً من ناحية ثياب المرأة وحركاتها فإن مجيء مثل هذه العارضات/ المطربات اللواتي قام معظمهن بالعديد من العمليات الجراحية التجميلية للحصول على مميزات جسدية نادراً ما تتوفر لدى المرأة بشكل طبيعي ناهيك عما تضيفه المؤثرات الضوئية والمكياج الى شكل الفنانة فقد جعل منهن أيقونات جمالية يحلم بها كل شاب ورجل عربي مسببة ما يسمى بالإحباط الجنسي تجاه زوجاتهم حيث أن الرجل عندما يقارن بين أي إمرأة عادية وهؤلاء الفنانات فإن المرأة العادية تفقد جاذبيتها وأنوثتها وهو ما سبب الكثير من حالات الطلاق في العديد من الدول العربية وخصوصاً ذات الطبيعة المحافظة الأكثر محافظة مثل السعودية ودول الخليج وادى الى انتشار ظاهرة رهيبة هي اقبال الشباب العربي على الزواج من فتيات اجنبيات خصوصا من اوروبا الشرقية لمجرد مظهرن الجذاب ناسين او متناسين الفرق الشاسع بين ثقافتنا وثقافة تلك الشعوب والتي تجعل مثل هذا النوع من الزواج كارثة اجتماعية ونفسية بكل معنى الكلمة .
كما ان الكثير من الفتيات العاديات أصبح لديهن شعور بالنقص عندما لايجدن في انفسهن تلك الميزات التي تتمتع بها العارضات والمطربات وهو ما يولد نوع من عقدة الاحتقار للنفس وعدم الثقة والسعي المداوم لتحسين المظهر عبر العمليات الجراحية التجميلية التي ارتفعت نسبتها بشكل خيالي في جميع الدول العربية حتى ان احد البنوك في لبنان اصبح يمنح قروضا للعمليات التجميلية .
كل هذا وفي ظل غياب أي برامج ارشادية تربوية تساهم في زيادة الوعي لدى الجنسين حول المعنى الواقعي للحياة والزواج وعن نسبية الجمال وارتباطه الوثيق بالمشاعر اصبح يهدد مجتمعاتنا بخطر كبير وهو العنوسة حيث بلغت نسبة العنوسة في العالم العربي مستويات قياسية في الأعوام الأخيرة
ذكرنا في الجزء الأول من هذا المقال تأثيرات نوعين من القنوات التلفزيونية هما القنوات الإخبارية والقنوات الترفيهية ( قنوات الطرب) على نفسية المشاهدين العرب وفي هذا الجزء سنتطرق الى أنواع أخرى من القنوات على صحة المجتمع النفسية.
القنوات الدينية: شهد عصر البث الفضائي ظهور العشرات من القنوات ذات الطابع الديني حيث كانت القنوات التبشيرية المسيحية التي تبث من قبرص هي السباقة في هذا المضمار ثم بدأت القنوات الإسلامية بالظهور تباعاً.
إن وجود قنوات فضائية دينية ترشد الإنسان الى أمور دينية سواء كان مسيحياً أو مسلماً هو أمر مثبت وضروري ولا خلاف في أن التلفاز بحكم كونه وسيلة الإعلام الأولى في عالمنا اليوم له تأثير في كل مجريات حياة الإنسان ومنها بطبيعة الحال ثقافته الدينية.
ولأن الدين مسألة حساسة جداً وتمس الإنسان في عمق إعتقاداته وإيمانه فإن التطرق إليها بشكل خاطئ قد يكون أمراً بالغ الخطورة على سلامة المجتمع وأمنه، فالقنوات التبشيرية دأبت على تشكيك المسلمين بكل ثوابت دينهم مستخدمة عدداً من الذين تركوا الإسلام الى المسيحية كشهود.
لا يخفى على أحد ترك شخص واحد أو عشرة أو مئة أو ألف حتى لأي دين لا ينقص منه شيئاً ولا إنضمامهم الى ذلك الدين يضيف إليه أي شيء ولكن هذه القنوات بإهانتها لمعتقدات الطرف الآخر فهي تولد حالة من الحقد والكره لدى المسلمين تجاه الدين المسيحي وهو أمر يهدد سلامة وأمن المجتمع حيث يعيش المسيحيون والمسلمون العرب جنباً الى جنب وهو ما ينطبق على بعض القنوات الاسلامية التي تمعن في إهانة معتقدات المسيحيين وإستفزازهم بشتى الطرق.
كما أن بعض هذه القنوات الممعنة في التطرف تسهم في خلق جو عدم التسامح الديني لا بل وتشجع الارهاب عبر التكفير لكل من يخالف معتقداتهم وآرائهم المتطرفة.
وقد ساهمت هذه القنوات في تأمين جيل كامل من المقاتلين لتنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق والمغرب العربي وحتى الشيشان وهي مسؤولة عن أرواح الآلف الذين قتلوا في التفجيرات الانتحارية في هذه البلدان.
إن نشر روح التطرف وعدم التسامح مع الآخر لدرجة قتله هو أكبر مرض نفسي وإجتماعي يمكن أن يصاب به المجتمع الذي يقوم على التعددية وإحترام الآراء وصولاً الى الأفضل للإنسان العربي.
يضاف الى ذلك فوضى الفتاوى الدينية حيث أصبح لكل فضائية مفتي خاص بها يفتي يميناً وشمالاً ويحرم ويحلل على مزاجه مسبباً حالى من الإرتباك الديني بين المشاهدين ولكي يزيد الطين بلة ظهرت حوالي 10 قنوات بمذاهب أخرى من العراق ولبنان وإيران والخليج لكي تصل حالة الإرباك الى أقصاها عند المشاهد المسلم.
هذا ناهيك عن أن بعض القنوات الدينية تجمع تبرعات مالية من مشاهديها عن طريق الSMS أو الإيداع في الحسابات دون وجه حق ودون رقابة مالية لمعرفة مصير هذه الأموال وقد كانت هناك ضجة حول قناة دينية كان صاحبها يجمع التبرعات ثم يصرفها على قناة أخرى يملكها تعني بالفندقة والسياحة3%
قنوات وبرامج المسابقات : من بدع التلفزيون هي برامج إختصت بمسابقات بعضها ذهنية وأغلبها وهمية حيث تعد المشاهد فيها بربح الملايين والآلاف من الدولارات لمجرد الإجابة على سؤال ( أغلب الأحيان تافه ويشبه حزازير الأطفال ) عبر الإتصال التلفوني أو إرسال SMS .
حتى إن إحدى القنوات العربية الشهيرة تروج لمسابقة قائمة على إرسال SMS بدعوى تأمين مستقبل طفلك إذا فزت ، لو راجعنا قائمة الأشخاص المشاركين في المسابقة والفائزين فيها لرأينا أن الفائزين يقربون من الصفر وإن كل هذه الأموال تذهب الى جيب شركات الإتصال والقنوات ولا يحصل المشاهد تعيس الحظ الذي شارك في المسابقة سوى على فاتورة تلفون ثقيلة تكسر الظهر.
إن مجرد وجود مثل هذه المسابقات وهي طبعاً بديل إحتيالي عن أوراق اليانصيب هو مسبب للمرض الاجتماعي والنفسي إذ أن إيهام الناس بإمكانية الثراء السريع دون جهد أو عناء هو مسبب للخمول والعيش في الوهم والأحلام الوردية والإحباط في المرحلة التي تليها بالإضافة الى خسارة المال والوقت والجهد.
لابد للدول من الرقابة على هذه القنوات والبرامج وعدم السماح بطرح مثل هذه المسابقات مالم تستحصل على رخصة من وزارة المالية وأن يكون السحب تحت إشراف حكومي منعاً للغش والتلاعب بأموال الناس ومشاعرهم وان تعامل هذه المسابقات كمثل اليانصيب .
قنوات الدردشة أو الشات: لو لاحظنا أسفل الشاشة في الكثير من القنوات الفضائية لوجدنا شريطاً يمر وبه رسائل أرسلها المشاهدون عبر الرسائل القصيرة أو SMS وهي في الغالب رسائل من مراهقين شباب وبنات ومضمونها يكون عادةً الرغبة في العثور على صديقة أو زوجة.
إن هذه الرسائل والتي تعبر عن الكبت الموجود في بعض المجتمعات العربية هي وسيلة مربحة جداً لشركات الإتصال وللقنوات التلفزيونية حيث أن كلفة الرسالة الواحدة تصل الى 5, 1 دولار أمريكي والانكى من ذلك هو التلاعب الذي يحصل من قبل القائمين على هذه الدردشة حيث أن مسؤول الكونترول يرسل رسائل من عنده على أنه فتاة جميلة تبحث عن صديق مما يشجع الشباب الموجودين على إرسال عشرات الرسائل بقصد التعارف وطبعاً لا تعارف ولا من يحزنون لأن هذه الفتاة ليست سوى رجل يجلس خلف الكمبيوتر ويرسل الرسائل.
إن هذا الأسلوب الرخيص في الابتزاز ودفع الشباب العربي الى صرف أموال طائلة على الرسائل القصيرة ناهيك عن الوقت الثمين الذي يقضونه أمام شاشة التلفزيون بإنتظار ظهور رسالتهم ورد الحبيبة ( الوهمية ) عليها حتى أن بعضهم لا ينام الليل ويظل صاحياً حتى الصباح يدردش ويمضي النهار نائماً ويصبح في المحصلة إنسان تافه لا عمل له ولا مصلحة كالخفاش ينام في النهار ويصحوا في الليل لهو جريمة في حق المجتمع .
إن قنوات الدردشة هي عامل مخرب إجتماعي ونفسي يجب وضع ضوابط وتقنين لها تمنع التلاعب بها من قبل القنوات التلفزيونية ناهيك عن الكثير من العبارات الخادشة للحياء التي تظهر في بعض هذه المنتديات.
قنوات السحر والشعوذة: هذه القنوات مصيبة المصائب فهي من ناحية تمثل قمة الدجل المفضوح والعلني وفي نفس الوقت تبين مدى تفشي الجهل في مجتمعاتنا العربية والدليل أن هذه القنوات خلال عمرها القصير نسبياً بعد أن تدخلت بعض وزارات الإعلام وقامت بإغلاقها جنت ارباحا خيالية تفوق كل تصور .
لا يخفى على أحد أن الانسان بطبيعته تواق لمعرفة المجهول وظل الحلم يراوده في أن يتمكن من معرفة المستقبل وخفاياه وإستغل الدجالون هذه الرغبة منذ قديم الزمان فكان هناك العرافون والسحرة والمنجمون والمشعوذون ومحضري الأرواح إلخ من المدعين للقدرة على معرفة الغيب وتغيير مسار القدر وجلب الرزق وتدمير العدو حتى ان الكثير من الملوك كانوا ومازالوا لايتخذون خطوة مالم يستشيروا العراف الخاص بهم .
وقد دأبت بعض القنوات العربية على إستضافة هؤلاء المنجمين تحت مسميات عالم فلكي او خبير الابراج وغيره لإضفاء الصبغة العلمية عليهم وهي ظاهرة إمتدت لتتحول الى قنوات خاصة بها يمارس فيها المشعوذ السحر وفك الطلاسم والتنبؤ بالمستقبل.
إن خطورة هذه الظاهرة عدا عن خسارة المشاهدين المتصلين لأموالهم تكمن في الإدمان على هذه التنبؤات بحيث يبرمج الشخص حياته على أساسها ولا يفعل أي شيء ما لم يكن قد وافق عليه العرافون وبالتالي لا يبذل أي جهد لتحسين حياته معتمداً فقط على التعويذات والطلاسم التي يصفها له هذا المشعوذ أو ذاك.
لقد أغلقت قنوات السحر ولكن المنجمين لا يزالون موجودين على العديد من القنوات التلفزيونية ينصبون على عباد الله.
فلابد من وقفة حازمة تجاه هذه البرامج ومنع التنجيم وكذب المنجمون ولو صدقوا وما علم الغيب إلا عند الله الواحد القهار.
برامج طب الأعشاب: طب الأعشاب والعلاج بها متعارفة منذ قديم الزمان وكان العطارون بمثابة الصيادلة في الزمن القديم يصفون من الأعشاب ما يساعد على علاج أمراض مثل الصداع والإسهال وفقدان الشهية وغير ذلك من الأمراض التي يسهل تشخيصها على العطار وغالبية هؤلاء العطارون في يومنا هذا هم أشخاص ورثوا هذه المهنة عن آبائهم وأجدادهم وأغلبهم أمي أو ذو تعليم بسيط.
ولكن قبل عدة سنوات برزت ظاهرة غريبة وهي ما يسمى العلاج بالأعشاب وأصبح العطارون فجأة أطباء وصيادلة يصفون من أعشابهم علاجاً لجميع الأمراض من الزكام وحتى السرطان وأصبح لهم برامج تلفزيونية خاصة بهم على العديد من القنوات الفضائية يمارسون فيها النصب والدجل على عباد الله عبر وصفات عشبية ما أنزل الله بها من سلطان مشجعين الناس على عدم مراجعة الأطباء ومراجعتهم هم لأخذ عشب يشفي جميع الأمراض المعروفة والأمراض التي لم تعرف بعد حتى.
لقد تمكن هؤلاء الدجالين وأغلبيتهم من لبنان من جني أموال طائلة حتى أن أحدهم ويدعى زين الاتات أصبح من أثرياء لبنان والجميع ينادونه دكتور وهو أمي لا يعرف القراءة أوالكتابة وله برامج تعرض على أكثر من فضائية تروج لسلعته المدمرة لصحة الناس وجيوبهم.
إن ممارسة أي مهنة ذات علاقة بالطب دون رخصة من وزارة الصحة ونقابة الأطباء أو الصيادلة يعتبر من الجرائم الجنائية التي يعاقب عليها القانون بشدة في جميع أنحاء العالم فكيف نسمح لهؤلاء بأن يتلاعبوا بمصائر الناس وصحتهم وحياتهم دون أي حسيب أو رقيب ؟ اذ يمارس هؤلاء أبشع أنواع الدجل عبر بيع الوهم لأشخاص ذوى أمراض مستعصية فقدوا الأمل من كل أنواع العلاج التقليدي فإستغل هؤلاء حاجتهم وضعفهم وكون الغريق يتعلق بالقشة لإبتزاز أموالهم وأموال ذويهم .
أين دور الرقابة الصحية على مثل هذه البرامج؟ وأين دور الرقابة الإعلامية؟ هل سيسمح لهم بالإستمرار بهذا الدجل؟ الله أعلم.
تطرقنا في الأجزاء الثلاثة الأولى الى تأثير التلفزيون وبرامجه في صحة المجتمع العربي النفسية وقد شملت الأجزاء الثلاثة الأولى:
1- القنوات الإخبارية
2- القنوات الترفيهية ( الطرب )
3- القنوات الدينية
4- قنوات المسابقات
5- قنوات الدردشة
6- قنوات السحر والشعوذة
7- قنوات وبرامج طب الأعشاب
وفي هذا الجزء سنتطرق الى أنواع أخرى من القنوات والبرامج وهي قنوات وبرامج تلفزيون الواقع: ظهرت موجة برامج تلفزيون الواقع أو Realty TV في أمريكا في أواخر التسعينات عبر برنامج إسمهBig brother أو الأخ الكبير تقوم فكرته على حصر مجموعة من الرجال والنساء في بيت كبير واحد لمدة زمنية طويلة ومراقبتهم عبر عشرات الكاميرات ليلاً ونهاراً حتى في الحمام أو غرف النوم ، ويتم طرد واحد كل أسبوع عبر التصويت وبعد ذلك ظهرت عشرات البرامج القائمة على نفس المبدأ في انحاء اوروبا وامريكا وتعتبر من اكثر البرامج مشاهدة .
إنتقلت فكرة تلفزيون الواقع الى التلفزيونات العربية وحاولت قناة MBC تنفيذ فكرة ( الأخ الكبير ) عربياً في البحرين ولكنها أضطرت الى إلغاء المشروع بعد الإحتجاجات التي واجهتها.
وبعد ذلك قامت قناة LBC اللبنانية بتبني النسخة العربية من برنامج فرنسي يسمى ستار أكاديمي Star academy تقوم فكرته على مجموعة من الشباب والبنات من مختلف الدول العربية يقيمون معاً في بيت واحد مدة 5 أشهر ويتم التصويت كل أسبوع خلال حفلة لطرد واحد منهم حتى يفوز أحدهم بلقب الستار.
على الرغم من أن برنامج ستار أكاديمي يفصل الشباب والبنات ليلاً وأثناء النوم إلا أن مبدأ أن يعيش الشباب والبنات في مكان واحد يأكلون ويلعبون ويغنون ويسبحون ويمارسون الرياضة وطبعاً ما يرافق ذلك من علاقات غرامية علنية على الهواء مباشرة وما خفي كان أعظم ( لأن المشاركين يوقعون على تعهد لدى دخولهم الأكاديمية بعدم التحدث عن أي شيء حصل فيها لمدة 5 سنوات ) هو مبدأ غريب عن العادات والتقاليد العربية والشرقية وليس بالأمر المستساغ أن تشاهد الأسرة العربية وخصوصاً المراهقين والمراهقات مثل هذا البرنامج الذي يسقط كل الأعراف الإجتماعية.
أنا شخصياً لست من دعاة الفصل التام بين الجنسين وتخويف البنات من الشباب والعكس ولكن في نفس الوقت لست مع تشجيع المراهقين والمراهقات وتحريك الرغبة الجنسية لديهم عبر مشاهدة مثل هذه البرامج على شاشات التلفزيون العربية حيث أن الحركات والأقوال والأفعال والحب والغرام كلها عوامل تحرك الغرائز لدى الشباب والمراهقين بما لا يحمد عقباه.
كما ان متابعة هذه البرامج التي تبث 24 ساعة يومياً يستهلك أعصاب وطاقة هؤلاء الشباب ويرهقهم ناهيك عن إستنزاف أموالهم عبر التصويت المستمر وكل أسبوع وكذلك الدردشة كما أنه يجعل المشاركة في مثل هذه البرامج حلماً لكل مراهق يجعله يتصور أن المشاركة والفوز في مثل برنامج ستار أكاديمي هو السبيل الأمثل لتحقيق الأحلام والأماني.
لقد إتخذت المملكة العربية السعودية خطوة جيدة عبر منع التصويت من داخل المملكة لهذا البرنامج نأمل أن تتبعها خطوات مماثلة من باقي الدول حفاظاً على ما تبقى من عاداتنا وتقاليدنا.
الدعايات والاعلانات التلفزيونية : من المعروف أن الإعلانات والدعايات التلفزيونية هي مصدر الدخل الرئيسي للقنوات الفضائية وهي بذلك تتبارى لجذب أكبر عدد من المعلنين لتأمين دخل أكبر، وعلى الرغم من ان القوانين في الدول المتقدمة تفرض رقابة شديدة على الإعلانات لضمان عدم خداع المستهلك وتفرض عقوبات على اي إعلان لمنتج يتضمن صفات وخواص ليست موجودة فيه حتى أن بعض الدول تمنع منعاً باتاً الإعلانات التي تتضمن كلمات مثل اقوى او اسرع او افضل حفاظاً على موضوعية الإعلان وعدم تبديله الى شرك لخداع المستهلك.
إلا أن الإعلانات في القنوات العربية ومع شديد الأسف لا تخضع للرقابة إلا ما ندر ويقوم كل معلن بالترويج لسلعته بالشكل الذي يعجبه فذلك الذي يروج لشامبو يجعل الصلع من أمثالي أصحاب شعرخلال أيام وذلك الذي يروج لسيارته وكأنها دبابة لا يوقفها شيء وآخر يروج لحليب أطفال يجعل كل من يشربه سوبرمان وشركة تروج كريمات تجعل العجوز صبية بعد إستعماله والعشرات من الأمثله . [/b]
| |
|
ميسون احمد عضو
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: كيف تؤثر القنوات الفضائية على صحتنا النفسية؟ 5/25/2011, 23:01 | |
| شيء والله يضع العقل في الكف والموسف في الامر ان ان يدعمةن هالقنوات ويشجعون كل انواع الكذب والافتراء هم من ابناء جلدتنا ويتحدثون بالسنتنا نسال الله ان يصلح حال المسلمون
بارك الله فيك | |
|
الدكتورمحسن صفار مشرف
تاريخ التسجيل : 09/05/2010
بطاقة الشخصية المجلة: 50
| موضوع: رد: كيف تؤثر القنوات الفضائية على صحتنا النفسية؟ 5/27/2011, 17:12 | |
| السلام عليكم شكرا لنشر المقال والمشاركة | |
|