تظن حواء ، خطأ ، أن مهمتها التي خلقت لها أقل شأناً من مهمة الرجل فتراها تنادي بمساواتها بالرجل ،
وكأن الرجل في مرتبة أعلى ، ومكانة أسمى مع أن نظرة تأملية منا تظهر لنا أن الرجل ما وصل إلى هذه المكانة وما حصل على تلك المرتبة ، إلا بفضل المرأة ، سواء أكانت أماً أنشأته وربته ووجهته ، أم زوجة وقفت بجانبه ودفعته وشجعته0
ولو قلبنا صفحات التاريخ نقرأ سير رجال العظماء ، لوجدنا للمرأة نصيباً أوفى ودوراً أكبر في انتصار هذا القائد وتفوق ذلك السياسي ، وإبداع ذلك الأديب.
يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ( تيودور روزفلت ) : ـ ( إن أي عمل يقوم به الرجل مهما كان شاقاً أو عظيم المسؤولية لا يمكن أن يصل إلى مرتبة امرأة تنشئ أسرة من أولاد صغار ، إنها تهب وقتها وطاقتها لأولادها ، وإني أرى أن دور المرأة أهم ، وأكثر صعوبة وأكثر فخراً من دور الرجل وبصفة عامة فإنني أحترم المرأة التي تبذل جهداً في سبيل بناء أسرة0)
فلماذا يا حواء ، تتخلين عن هذه المهمة العظيمة ، التي خلقك الله تعالى لها ، وأقر بها الرجل لك ، من أجل شارع وشمس وغبار ... ؟!
مقال للكاتب محمد رشيد العويد من كتابه الرائع ( رسالة الى حواء )