قد يفقد المرء ثقته بذاته، بسبب إخفاقه فى دراسة أو عمل ما, أو تعرضه لمواقف مشابهة أدت إلى شعوره بالعجز عن المنافسة، أو لأسباب أخرى تتعلق بأسلوب التنشئة وغيرها من الأسباب التى تؤدى إلى الشعور بالانهزامية أو الدونية، وأحيانا فقدان الثقة بالذات، والذى يكون له عدة درجات.. لكن استعادة الثقة بالنفس ليس أمراً فى غاية الصعوبة بقدر ما يحتاج إلى مواجهة الذات واتباع بعض الإرشادات التى من شأنها معالجة الأمر:
_ مواجهة النفس قبل الآخرين بشكل صريح وواضح، حتى إن كان مؤلماً، فالتخلص من مشكلة ما لابد أن يبدأ بالرجوع للأصل, فإذا عرفت السبب الذى أدى إلى فقدك للثقة بنفسك أصبح التخلص منه أسهل.
_ قيّم نفسك بحيادية قدر الإمكان، فليس هناك إنسان كله عيوب أو مميزات فقط، ويمكنك إذا عجزت عن ذلك أن تستعين بصديق تثق فى حرصه، عليك كى تضع يدك على نقاط القوة لديك، وتعمل على تطويرها وإبرازها ثم يأتى فى المرتبة الثانية تحجيم العيوب ومحاولة تقليصها.
_ اعلم جيداً أن مهاراتك وقدراتك ومميزاتك لن تكون ذات قيمة إذا لم تعرفها أنت نفسك، وتلك هى نقطة الانطلاق الحقيقية إلى الثقة بالنفس وتوازن الشخصية.
_ لا تستسلم للشعور بأن الآخرين لا يقدرونك حق قدرك واعتمد على الوقوف على الأسباب الأساسية للشعور بالثقة، وليس رأى الآخرين فقط، فهو بالطبع مهم لكن فى حدود.
_ تقبل ذاتك دون استسلام، بمعنى أن الله خلقنا مختلفين وعلينا أن نتقبل كل النعم التى وهبنا الله إياها ونحمده عليها, كذلك قد نمر بظروف اجتماعية واقتصادية لم يكن لنا يد بها، علينا أيضا أن نرضى بها لكن لابد أن نسعى دائما أن نصلح ما أفسده الزمان ونطور من أنفسنا باستمرار ودون كلل.
_ ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين، فمن المؤكد أن لك صفات وقدرات تميزك عن الآخرين، كما لهم من الصفات والقدرات ما يميزهم عنك.
_ ابتعد عن توجيه اللوم إلى نفسك طول الوقت واستحقار ذاتك، وابدأ صفحة جديدة مع نفسك وأنت مرفوع الرأس مقدراً لذاتك.
_ اعمل على تنمية مهاراتك الفردية مما يساعد على رفع مستوى التقدير الذاتى، وتلك حقيقة علمية أجمع عليها كل المتخصصين، سواء على مستوى المهارات المهنية واللغوية والتقنية، كذلك المهارات الفردية من اعتناء بالمظهر واكتساب فنون التعامل مع الآخرين، كذلك أثقل عقلك بثقافات مختلفة.
_ عبّر عن نفسك بحرية واختلف مع أى رأى أو فكر لا يعجبك، ولكن دون أن تتعدى على الآخرين، وكذلك تقبل رأى الآخر مهما اختلف معك حتى وإن كان نقداً، فليس كل ما يقوله الآخر صحيحاً، لكن علينا أن نستمع لكل الآراء كى نحلل ونستفيد.
_ اشحن نفسك بالمشاعر الإيجابية وذكر نفسك دائما بأنك شخص مميز وذو قيمة وأنك قادر أن تحقق طموحاتك بعون الله.
_ اعتمد على الأسلوب المنهجى والمنطقى فى تحقيق أهدافك، فإذا كنت تريد تحقيق هدف مهنى فادرس كيفية الوصول له، وطوّر من ذاتك ولا تبقى ساكنا فى انتظار النجاح.
_ ضع الأمور فى حجمها الطبيعى، فلا تعطى شخصاً أو موقفاً أكبر من قيمته، فليس هناك موقف فى العالم مسلم به وكل شىء قابل للتغيير والتعديل، وذلك لا يعنى التهاون وإنما عليك أن تكوّن نفسك وتفعل ما يمليه عليك ضميرك ثم توكل على الله، فالأمر بهذه البساطة.
_ لا تتوقف كثيراً عند ما يقوله الآخرون، فبقدر أهمية الاستعانه بآراء الغير فى تقييم الأمور بنظرة مختلفة إلا أن الانشغال بما يقوله الغير يعطلك بل ويجذبك للخلف أيضا لأنك تهدر طاقتك فى أمور لا فائدة منها.
_ اشغل نفسك طوال الوقت بأمور مختلفة، سواء فى إطار العمل أو الاشتراك فى أنشطة اجتماعية ودورات تدريبية وفى وسائل لتثقيف الذات، بالإضافة إلى الترفيه ولا تغفل أبداً مساعدة الغير، وكلها أمور تزيد الثقة بالذات بلا شك.
_ وأخيراً كن شخصاً إيجابياً، وشارك برأيك وجهدك فى الشارع والبيت والمنتديات، ولكن دائماً بأسلوب مهذب يجعل الآخرين يتقبلونك ويثقون بك.
فى المرة القادمة بإذن الله سنتحدث عن صفات الواثق من ذاته وأسلوبه فى التعامل مع الآخرين.