دائماً واثقة
والدليل عينيها البارقة
وإن عاندتها الظروف
تكسرها بإرادة خارقة
هى كالشمس دافئة وحارقة
وكالقمر قد يضىء الليلات
وقد يجعلها حالكة
وكالأمطار قد تروى الورود
وقد تقتلها غارقة
وكالزمان قد يُؤتى بالأحزان
وقد يرسم آمال مشرقة
اعتادت تقول والكل يسمع
وتأمر والكل يخضع
وتنادى والكل يُلبى النداء
وتظلم وتجرح والكل يستعذب منها الشقاء
وما حيلة الجميع وهى من ينعم ومن يمنع
يعدو ورائها آلاف الرجال
وهى تتمايل فى رقة ودلال
وويل من يسقط فى شباكها
فهو راقصاً فوق الحبال
أتأملها لساعات طويلة
وأقول لنفسى ...
من يستطيع أسر تلك العيون الكحيلة
من يستطيع أن يعلق نفسه بأمل ضعيف
بأن تهواه تلك العنيدة
وهل تقبل هى أن تعدو وراء أمل بعيد
أن تحيا فى لقاء وتموت فى لحظة تنهيد
أن تذوب عشقاً فى أحضان رجل
يخلقها بيديه كل يوم من جديد
هل تقبل أن تكون فى يد رجل القلم
جسدها دفتر أشعاره وهمساتها لمسامعه النغم
أنفاسها دخان سجائره
وعينيها من يشتهيه من الحلم
صدرها موطنه ومرساه
وعذابها فى هجرانه ... أعذب ألم
هل تقبل أن تكون فى شفتى رجل الكلمات
وتكون فى عقله لحظات الجنون والشطحات
وتكون فى عمره أجمل قصة حب
منذ جاء آدم وحتى ينضب الفرات
هل تقبل أن تنتظر رجل بالأيام والشهور والسنوات
وتجمع فى غيابه عنها كل أشواق الليلات
وتهديه ما كان فى عمرها وما هو آت
وتعدو إليه آلاف الدهور والأميال
وتمحو ما كان قبلها من حسنوات
وتكون له ما عاش العمر ينتظره من أمنيات
ومر ألف من السنوات
ووجدونى منتحراً فوق الأهداب
ممزقاً شرايين يدى ... لأنظم بقطرات دمى أعذب الأبيات