الإسلام وحماية البيئة
هذا الكتاب عبارة عن أحد الأبحاث الذي أعددته المؤلفة الأستاذة الدكتورة "آمنة نصير" ضمن أبحاث ترقيتها للأستاذية منذ اثنتي عشر سنة من تاريخ نشر هذا الكتاب، فقد استرعى انتباه المؤلفة موضوع النظرة الإسلامية لقضية حماية البيئة.
فقضية حماية البيئة ونظرة الإسلام لأهميتها؛ لأنها هي الرحم الذي يحتوي الإنسان والذي سخره الخالق له في أحسن صورة وفي أعظم تسخير، وعندما نتأمل آيات القرآن الكريم وهي تبين لنا كيف خلق الله هذه البيئة في مكوناتها المختلفة في إطار موزون وكل شيء خلقه الخالق مقنن وفي أحسن تقدير، وعندما يأتي الإنسان ويفسد فيها أو يهملها أو يسيء التعامل معها، أو لا يحترم ما سخره الله له، يكون قد خان ما ائتمنه الله عليه وأنابه عنه عز وجل في تعميرها وليس في تخريبها أو تدميرها، أو الإتيان بالأفعال التي تفسدها، وعندما نتأمل الآيات على اختلافها نجدها قد اشتملت على جميع محتويات البيئة وتعريفاتها المختلفة من سماء وارض وهواء وماء وبحار وجبال ونظافة، والنهي عن الملوثات السمعية والمرئية والمحسوسة على اختلاف السلوك الإنساني، من هذا المفهوم ومن خلال المنهج الإسلامي في النظرة إلى البيئة، ومطالبة الإنسان بحمايتها فيما ورد من آيات في هذا الشأن، أو ما جاء في السنة الصحيحة من التحذير من إفسادها (صفحة 3).
يحتوي الكتاب على مقدمة المؤلفة، بالإضافة إلى ستة فصول.. حيث يتناول الفصل الأول موضوع "علاقة الإنسان بالكون في ضوء الشريعة الإسلامية": (مفهوم البيئة، عقيدة الاستخلاف وارتباطها بحماية البيئة، التوازن في خلق الله للكون).
بينما الفصل الثاني "تنظيم الإسلام لقوانين البيئة في حمايتها وتوزيع ثرواتها"؛ ويستعرض الفصل الثالث "تلويث الأرض والماء وموقف الإسلام منه" (أولا: تلويث الأرض، ثانيا: تلويث المياه رغم ندرتها، ثالثا: ربط الإيمان بالنظافة في الإسلام وأثر ذلك على البيئة)؛ ثم يتناول الفصل الرابع "نماذج من ملوثات البيئة": (عبث الإنسان بالبيئة في هذا العصر، قلة مصدر المياه في مصر وتلويثها، نماذج من مشاكل البيئة: [1- الهجرة، 2- سوء التعامل مع الأراضي الزراعية، 3- الإسراف في استخدام المبيدات]، تهديد النفايات الإلكترونية للبيئة)؛ ويأتي الفصل الخامس بـ "المؤتمرات والتشريعات القانونية لحماية البيئة"؛ وتختتم المؤلفة الكتاب بالفصل السادس "الضوابط الأخلاقية في حماية البيئة".
إن حماية البيئة واجب مقدس على كل مستخلف فيها، وليس توصية في مؤتمر تنتهي بانفضاض المؤتمرين، ولا صيحة دوى بها صوت عالم رغم قوة حجته ووضوح بيانه، فإنه إلى أن يصل خافتاً يتهاوى مع الأنانية والمصلحة الفردية لأمة على حساب باقي الأمم، بل هو تشريع إلهي ملزم به خلقه، يحاسبهم على تركه أو إهماله، لأن البيئة بآياتها المختلفة هي من خلق الخالق الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً (صفحة 90).
عنوان الكتاب: الإسلام وحماية البيئة.
تأليف: الأستاذة الدكتورة/ آمنة نصير.
(منقول)