هدم الأصنام وطمس الصور
بعد الطواف بالكعبة أمر بتحطيم الأصنام المصفوفة حولها وكان عددها ثلاثمائة وستون صنماً مثبتة بالرصاص، فجعل يطعنها ويقول : { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } الإسراء : 81
ثم دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة،
فأمر بها ففتحت.روى الأزرقي أنه "جعلت في دعائمها صور الانبياء وصور الشجر
وصور الملائكة.فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحمن شيخ يستقسم بالازلام،
فأمر بطمس تلك الصور فطمست...، وصلى
بها.ثم خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع، فقال : (يا معشر قريش، ما ترون
أني فاعل بكم ؟) قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم، قال : (فإني أقول لكم كما
قال يوسف لإخوانه : {لا تثريب عليكم اليوم } اذهبوا فأنتم الطلقاء).وأعاد
المفتاح ل عثمان بن طلحة، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن
الخطبةحرام الله إلى يوم القيامة ،لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل
لي قط إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها،
ولا تحل لقطتها إلا لمنشد) رواه البخاري
.
العفو والبيعةبايع الناس رسول الله، فقد جلس عند قَرْنِ مَسْقَلة فجاءه الناس الصغار والكبار، والرجال والنساء، فبايعوه على الإيمان، وشهادة أن لا إله إلا الله. وفما فرغ النبي من بيعة الرجال، أخذ في بيعة النساء وهو على الصفا، وعمر بن الخطاب قاعد أسفل منه، فبايعهن عنه، وبايعهن على أن لا يشركن بالله شيئاً، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن، ولا يعصينه في معروف.
وفي المدارك : روى أن النبي(صلى الله عليه وسلم) لما فرغ من بيعة
الرجال أخذ في بيعة النساء، وهو على الصفا، وعمر قاعد أسفل منه، يبايعهن
بأمره، ويبلغهن عنه، فجاءت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنكرة، خوفاً من
رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أن يعرفها، لما صنعت بحمزة، فقال رسول
الله(صلى الله عليه وسلم) (أبايعكن على ألا تشركن بالله شيئاً )، فبايع
عمر النساء على ألا يشركن بالله شيئا فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
: (ولا تسرقن ) فقالت هند : إن أبا سفيان رجل شحيح، فإن أنا أصبت
من ماله هنات ؟ فقال أبو سفيان : وما أصبت فهو لك حلال، فضحك رسول
الله(صلى الله عليه وسلم) وعرفها، فقال : ( وإنك لهند ؟ ) قالت :
نعم، فاعف عما سلف يا نبي الله، عفا الله عنك ، فقال : (ولا يزنين )
. فقالت : أو تزني الحرة ؟ فقال : (ولا يقتلن أولادهن ).
فقالت : ربيناهم صغاراً، وقتلناهم كباراً، فأنتم وهم أعلم ـ وكان ابنها
حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدرـ فضحك عمر حتى استلقى فتبسم رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)، قال : ( ولا يأتين ببهتان ) فقالت : والله
إن البهتان لأمر قبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، فقال : (
ولا يعصينك في معروف ) فقالت : والله ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا
أن نعصيك، ولما رجعت جعلت تكسر صنمها وتقول : كنا منك في غرور.
.