القصة في القرآن الكريم:
( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَىرالعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
البقرة ، 259
من هو العزير
هو عزير بن جروة ويقال بن سوريق بن عديا بن أيوب بن درزنا بن عري بن تقي بن اسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران ويقال عزير بن سروخا
قصته
يقال أن العزير كان ممن سباه بخت نصر وهو غلام صغير فلما بلغ اربعين سنة أعطاه الله الحكمة قال ولم يكن أحد أحفظ ولا أعلم بالتوراة منه
كان العزير عبدا صالحا حكيما ، كان يخرج إلى مكان كل يوم فمر على مكان خرب فجلس يستريح من الحر فيه ،فنزل عن حماره وأخرج سلة الطعام التي كانت معه، وكان فيها تين وعنب فأخرج إناءً وعصر العنب فيه ووضع فيه الخبز وجلس ، فنظر إلى الخربة ووجد فيها عظام الأموات قد بليت فقال متعجباً وليس شكاً ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها) ، فقبض الله روحه مائة عام ثم بعدها خلق له عقله وعينيه ليرى بنفسه كيف يحيي الله الموتى ثم أعاده الله فآراه الله إحياء الموتى على نفسه وكان يرى ويعقل كل شيء ، فأرسل له الله ملكاً سأله: كم لبثت ، فقال العزير: لبثت يوماً أو بعض يوم ، لأنه قبض الظهيرة وأحياه الله بعد مائة عام قبل المغرب، فقال له الملك: بل لبثت مائة عام ،ودله على أن ينظر إلى الطعام والشراب فإذا بهما لم يتغير طعمه ولا ريحه أي لم يفسد (لم يتسنه) فكأن العزير أنكر على الملك أنه لبث مائة عام لأن الطعام والشراب لم يفسد ، فقال له الملك: أنظر إلى حمارك ، فإذا به عظام باليه فناداها الملك فتجمعت وكونت الحمار ثم غطت باللحم والجلد والشعر بفضل الله ثم نفخ فيه الملك فعاد الحمار مرة أخرى فلما رأى العزير ذلك قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير.
العزير آية للناس
قال تعالى: (ولنجعلك آية للناس)
ركب العزير حماره وعاد إلى بلدته ، فوجد به عجوز عمياء مقعدة عمرها مائة وعشرون عاماً تركها وعمرها عشرون عاماً ومات مائة أخرى فسألها عن العزير فقالت هذا بيته ولكنه لم يذكر منذ مائة عام فقال لها أنه العزير وأن الله أماته مائة عام فلم تصدقه وطلبت منه الدليل على أنه العزير فقالت له إن العزير رجل مستجاب الدعاء فادعوا الله لي أن يرد بصري ويشفيني حتى آراك فدعا الله لها ومسح على عينيها فرآته وقال لها قومي بأذن الله فقامت تمشي فعرفت أنه العزير وذهبت معه إلى مجلس قومه فإذا ابنه صار شيخا له مائة وثمانية عشر عام وأولاد ابنه شيوخ أيضا فأخبرتهم بقصة العزير فكذبوها فعرفتهم بنفسها وقصتها معه وكيف رأت ومشت فذهبوا اليه وأخبره ابنه ان للعزير شامة سوداء بين كتفيه فكشف فرأوها وتأكدوا منه.
فأخبره القوم أن بخت نصر حرق التوراة وأنه كان احفظهم بها وطلبوا منه أن يكتبها لهم فدلهم على مكان كان أبوه يحفظ فيه نسخة للتوراة فذهبوا إليه فوجدوها بليت ، فجلس العزير يكتب لهم التوراة فنزل من السماء شهابان دخلا جوفه فتذكر التوراة وكتبها مجددا لبني إسرائيل.
فالآية أن الله أماته وهو شاب في الأربعين وأعاده بعد مائة عام بنفس سنه وكان أولاده وأحفاده أكبر منه بكثير.
فسبحان الله الخالق الفرد الصمد.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله منه