الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 I_icon_mini_login  

 

 قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بن عثمان
مشرف
بن عثمان


تاريخ التسجيل : 27/06/2011

بطاقة الشخصية
المجلة: 50

قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty
مُساهمةموضوع: قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30   قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty8/24/2011, 20:49

قصص الأنبياء
محمد - عليه الصلاة السلام-
بسم الله الرحمن الرحيم..وصل اللهم على سيدنا محمد –صلى الله عليه ،وسلم- ،وعلى آله ،وصحبه ،وسلم تسليما إلى يوم الدين..
قبل التطرق إلى ذكر قصته باختصار شديد..اذكر ما قال الفيلسوف الإنجليزي "برنارد شو" عن رسولنا الكريم-عليه الصلاة ،والسلام-
Sad إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد هذا النبي الذي وضع دينه دائما موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى الأديان على هضم جميع المدنيات، خالدا خلود الأبد، وإني أرى كثيرا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).
ويضيف: (إن رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوا للمسيحية، لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوا للمسيحية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

ويقول قولته الخالدة: (لقد كان دين محمد صلى الله عليه وسلم موضع تقدير سام لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة)، وحيوية تعنى دائم النشاط، ويقول: (وإنه الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة)، يعنى كلما جد جديد في الحياة يستطيع هذا الدين الذي جعله الله لكل زمان ومكان أن يهضم هذه التطورات، وأن يجعل لها أحكاما وأن ينظمها في مجريات الحياة...
نبذة:
النبي الأمي العربي، من بني هاشم، ولد في مكة بعد وفاة أبيه عبد الله بأشهر قليلة، توفيت أمه آمنة ،وهو لا يزال طفلا، كفله جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب، ورعى الغنم لزمن، تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد وهو في الخامسة والعشرين من عمره، دعا الناس إلى الإسلام أي إلى الإيمان بالله الواحد ورسوله، بدأ دعوته في مكة فاضطهده أهلها فهاجر إلى المدينة حيث اجتمع حوله عدد من الأنصار عام 622 م فأصبحت هذه السنة بدء التاريخ الهجري، توفي بعد أن حج حجة الوداع.
سيرته:
محمد (صلى الله عليه وسلم(
في غرب الجزيرة العربية، وفي مكة المكرمة، ولدت (آمنة بنت وهب) ابنها
محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم- في الليلة الثانية عشرة من ربيع الأول
سنة 571 ميلادية ،وهو ما يعرف بعام الفيل.
وقد ولد محمد -صلى الله عليه وسلم -يتيمًا، فقد مات أبوه، وهو لم يزل جنينًا في بطن أمه، فقد خرج عبد الله بن عبد المطلب إلى تجارة في المدينة
فمات هناك، واعتنى به جده عبد المطلب، وسماه محمدًا، ولم يكن هذا الاسم مشهورًا ولا منتشرًا بين العرب، وقد أخذته السيدة حليمة السعدية لترضعه في
بني سعد بعيدًا عن مكة؛ فنشأ قوىَّ البنيان، فصيح اللسان، ورأوا الخير والبركة من يوم وجوده بينهم.
وفي البادية، وبينما محمد- صلى الله عليه وسلم -يلعب مع الغلمان، إذ جاء إليه جبريل -عليه السلام- فأخذه، وشق عن قلبه، فاستخرج القلب، واستخرج منه علقة هي حظ الشيطان منه، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاد القلب إلى مكانه، فأسرع الغلمان إلى حليمة فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو متغير اللون، قال أنس بن مالك: كنت أرى أثر ذلك المخيط في
صدره.[مسلم والحاكم] ولما رأت حليمة السعدية ذلك، أرجعت محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى أمه آمنة، فكان معها تعتني به حتى بلغ السادسة من عمره، وبعدها توفيت، فأخذه جده عبد المطلب الذي لم يزل يعتني به منذ ولادته، ولما مات جده وهو في الثامنة من عمره، عهد بكفالته إلى عمه أبى طالب..
وقد شهد رسول- الله صلى الله عليه وسلم -حرب الفجار مع أعمامه، وهذه حرب خاضتها قريش مع كنانة ضد قيس عيلان من هوازن دفاعًا عن قداسة الأشهر الحرم، ومكانة بيت الله الحرام، كما شهد حلف الفضول الذي ردت فيها قريش لرجل من زبيد حقه الذي سلبه منه العاص بن وائل السهمي، وكان هذا الحلف في دار عبد الله بن جدعان، وقد اتفقت فيه قريش على أن ترد للمظلوم
حقه، وكان لهذين الحدثين أثرهما في حياة النبي- صلى الله عليه وسلم-.
وكان من بين أهل قريش امرأة شريفة تسمى خديجة بنت خويلد، كانت تستأجر الرجال في تجارتها، وقد سمعت بأمانة محمد -صلى الله عليه وسلم- فأرسلت إليه تعرض عليه أن يخرج بتجارتها إلى الشام، وتعطيه أكثر ما تعطى غيره، فوافق
محمد -صلى الله عليه وسلم- وخرج مع غلامها ميسرة، وتاجرا وربحا، ولما عادا من التجارة، أخبر ميسرة سيدته خديجة بما لمحمد- صلى الله عليه وسلم-
من خصائص، وكانت امرأة ذكية، فأرسلت تخطب محمدًا -صلى الله
عليه وسلم-
ثم جاء عمه أبو طالب، وعمه حمزة وخطباها لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ، وتزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخديجة، وكانت نعم الزوجة الصالحة، فقد ناصرته في حياتها، وبذلت كل ما تملك في سبيل إعلاء كلمة الله، وقد عرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم -بحسن تدبيره، وحكمته ورجاحة عقله في حل
المشكلات، فقد أعادت قريش بناء الكعبة، وقد اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود مكانه، حتى كادت أن تقوم حرب بينهم، وظلوا على ذلك أيامًا، واقترح أبو أمية بن المغيرة تحكيم أول من يدخل من باب المسجد، فكان رسول الله --صلى الله
عليه وسلم - فأمر بإحضار ثوب، ثم أمر بوضع الحجر في الثوب، وأن تأخذ كل قبيلة طرفًا من الثوب، فرفعوه جميعًا، حتى إذا بلغ الموضع، وضعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بيده الشريفة مكانه، ثم بنى عليه، وكان آنذاك في الخامسة
والثلاثين من عمره.
ولما قربت سن محمد -صلى الله عليه وسلم -نحو الأربعين، حببت إليه العزلة، فكان يعتزل في غار حراء، يتعبد فيه، ويتأمل هذا الكون الفسيح، وفي يوم من الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء، فجاء جبريل، وقال له: اقرأ.. فقال له محمد -صلى الله عليه وسلم-: ما أنا بقارئ. فأخذه جبريل-عليه السلام- فضمه ضمًّا شديدًا ثم أرسله وقال له: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. فأخذه جبريل ثانية، وضمه إليه ضمًّا شديدًا، وقال له: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال له جبريل:
{اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم} [العلق:1-5] _[متفق عليه].
فكان هذا الحادث هو بداية الوحي، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف مما حدث له، فذهب إلى خديجة وطلب منها أن تغطيه، ثم حكى لها
ما حدث، فطمأنته، وأخبرته أن الله لن يضيعه أبدًا، ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وحكى له ما رأى، فبشره ورقة بأنه نبي هذه الأمة، وتمنى أن لو يعيش حتى ينصره، لكن ورقة مات قبل الرسالة، وانقطع الوحي مدة، فحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم نزل الوحى مرة ثانية، فقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل قاعدًا على كرسي بين السماء والأرض، فرجع مسرعًا إلى أهله، وهو يقول: زملونى، زملونى (أي غطوني) فأنزل الله تعالى قوله: {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} _[المدثر: 1-5] ثم تتابع الوحى بعد ذلك [البخاري].
وبعد هذه الآيات التي نزلت كانت بداية الرسالة، فبدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو الأقربين إلى الإسلام، فكان أول من آمن خديجة زوجته، وأبو بكر صديقه، وعلي بن أبى طالب ابن عمه، وزيد بن حارثه مولاه، ثم تتابع الناس بعد ذلك في دخول الإسلام، وأنزل الله -سبحانه- على رسوله صلى الله عليه وسلم قوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين}_[الشعراء: 214] فكان الأمر من الله أن يجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة، فجمع أقاربه أكثر من مرة، وأعلمهم أنه نبي من عند الله -عز وجل-.
ولما نزل قول الله تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} [الحجر: 94] قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستنكر عبادة الأصنام، وما عليه الناس من الضلالة، وسمعت قريش بما قاله الرسول- صلى الله عليه وسلم- فأخذتهم الحمية لأصنامهم التي لا تضر ولا تنفع، وحاولوا أن يقفوا ضد هذه الدعوة الجديدة بكل وسيلة، فذهبوا إلى أبى طالب، وطلبوا منه أن يسلم لهم الرسول- صلى الله عليه وسلم -فرفض، وكانوا يشوهون صورته للحجاج مخافة أن يدعوهم، وكانوا يسخرون من الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومن القرآن، ويتهمونه بالجنون والكذب، لكن باءت محاولاتهم بالفشل، فحاول بعضهم تأليف شيء كالقرآن
فلم يستطيعوا، وكانوا يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أشد الإيذاء كي يردوهم عن الإسلام، فكانت النتيجة أن تمسك المسلمون بدينهم أكثر.
وكان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يجتمع بالمسلمين سرًّا في دار
الأرقم بن أبى الأرقم يعلمهم أمور الدين، ثم أمرهم بعد فترة أن يهاجروا إلى الحبشة، فهاجر عدد من المسلمين إلى الحبشة، فأرسلت قريش إلى النجاشي يردهم، لكن الله نصر المسلمين على الكفار؛ فرفض النجاشي أن يسلم المسلمين وظلوا عنده في أمان يعبدون الله عز وجل، وحاول المشركون مساومة أبى طالب مرة بعد مرة بأن يسلم لهم محمدًا إلا أنه أبى إلا أن يقف معه، فحاولوا قتل النبي- صلى الله عليه وسلم- إلا أن الله منعه وحفظه.
وفي هذه الأوقات العصيبة أسلم حمزة وعمر بن الخطاب، فكانا منعة وحصنًا للإسلام، ولكن المشركين لم يكفوا عن التفكير في القضاء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولما علم أبو طالب بذلك جمع بني هاشم وبني عبد المطلب واتفقوا على أن يمنعوا الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يصيبه أذى، فوافق بنو هاشم وبنو عبد المطلب مسلمهم وكافرهم إلا أبا لهب، فإنه كان مع قريش، فاتفقت قريش على مقاطعة المسلمين ومعهم بنو هاشم وبنو عبد المطلب، فكان الحصار في شعب أبى طالب ثلاث سنوات، لا يتاجرون معهم، ولا يتزوجون منهم، ولا يجالسونهم ولا يكلمونهم، حتى قام بعض العقلاء، ونادوا في قريش أن ينقضوا الصحيفة التي كتبوها، وأن يعيدوا العلاقة مع بني هاشم وبني عبد المطلب، فوجدوا الأرضة أكلتها إلا ما فيها من اسم الله.
وتراكمت الأحزان فيما بعد لوفاة أبى طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوجه خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- ، فقد ازداد اضطهاد وتعذيب المشركين، وفكَّر الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يخرج من مكة إلى الطائف يدعو أهلها إلى الإسلام، إلا أنهم كانوا أشرارًا، فأهانوا النبي صلى الله عليه وسلم وزيد ابن حارثة الذي
كان معه، وأثناء عودته بعث الله -عز وجل- إليه نفرًا من الجن استمعوا إلى القرآن الكريم، فآمنوا.
وأراد الله -سبحانه- أن يخفف عن الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت رحلة الإسراء والمعراج، و التي فرضت فيها الصلاة، خمس صلوات في اليوم والليلة واطمأنت نفس النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة، ليبدأ من جديد الدعوة إلى الله، وقد علم أن الله معه لن يتركه ولا ينساه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في موسم الحج يدعو الناس إلى الإيمان بالله وأنه رسول الله، فآمن له في السنة العاشرة من النبوة عدد قليل، ولما كانت السنة الحادية عشرة من النبوة أسلم ستة أشخاص من يثرب كلهم من الخزرج، وهم حلفاء اليهود، وقد كانوا سمعوا من اليهود بخروج نبي في هذا الزمان، فرجعوا إلى أهليهم، وأذاعوا الخبر بينهم.
وعادوا العام القادم وهم اثنا عشر رجلاً، فيهم خمسة ممن حضر العام الماضي وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت هذه البيعة ببيعة العقبة الأولى فرجعوا وأرسل الرسول- صلى الله عليه وسلم- معهم مصعب بن عمير ليعلمهم أمور دينهم، وقد نجح مصعب بن عمير نجاحًا باهرًا، فقد استطاع أن يدعوا كبار المدينة من الأوس والخزرج، حتى آمن عدد كبير منهم، وفي السنة الثالثة عشرة من النبوة، جاء بضع وسبعون نفسًا من أهل يثرب في موسم الحج، والتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه بيعة العقبة الثانية، وتم الاتفاق على نصرة الإسلام والهجرة إلى المدينة.
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها الصحابة أن يهاجروا إلى يثرب، فهاجر من قدر من المسلمين إلى المدينة، وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعلى وبعض الضعفاء ممن لا يستطيعون الهجرة، وسمعت قريش بهجرة المسلمين إلى يثرب، وأيقنت أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لابد أن يهاجر، فاجتمعوا في دار الندوة لمحاولة القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الله -سبحانه- نجَّاه من مكرهم، وهاجر هو وأبو بكر بعد أن جعل عليًّا مكانه ليرد الأمانات إلى أهلها.
وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر إلى المدينة، واستقبلهما أهل المدينة بالترحاب والإنشاد، لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل الدعوة، وهي المرحلة المدنية، بعد أن انتهت المرحلة المكية، وقد وصل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الجمعة (12 ربيع الأول سنة 1هـ/ الموافق 27 سبتمبر سنة 622م) ونزل في بني النجار، وعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على تأسيس دولة الإسلام في المدينة، فكان أول ما صنعه أن بنى المسجد النبوي، ليكون دار العبادة للمسلمين، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، كما كتب الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة.
وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتني ببناء المجتمع داخليًّا، كي يكون صفًّا واحدًا يدافع عن الدولة الناشئة، ولكن المشركين بمكة لم تهدأ ثورتهم، فقد أرسلوا إلى المهاجرين أنهم سيأتونهم كي يقتلوهم، فكان لابد من الدفاع، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عددًا من السرايا، كان الغرض منها التعرف على الطرق المحيطة بالمدينة، والمسالك المؤدية إلى مكة، وعقد المعاهدات مع القبائل المجاورة وإشعار كل من مشركى يثرب واليهود، وعرب البادية والقرشيين أن الإسلام قد أصبح قويًّا.
وكانت من أهم السرايا التي بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل غزوة بدر سرية سيف البحر، وسرية رابغ، وسرية الخرار، وسرية الأبواء، وسرية نخلة، وفي شهر شعبان من السنة الثانية الهجرية فرض الله القتال على المسلمين، فنزلت آيات توضح لهم أهمية الجهاد ضد أعداء الإسلام، وفي هذه الأيام أمر الله -سبحانه- رسوله صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى
المسجد الحرام، وكان هذا إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في حياة المسلمين
خاصة، والبشرية عامة.
بعد فرض الجهاد على المسلمين، وتحرش المشركين بهم، كان لابد من القتال فكانت عدة لقاءات عسكرية بين المسلمين والمشركين، أهمها: غزوة بدر الكبرى في العام الثاني الهجري، وكانت قريش قد خرجت بقافلة تجارية كبيرة على رأسها أبو سفيان بن حرب، وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً لقصد هذه القافلة، لكن أبا سفيان كان يتحسس الخبر فأرسل رجلا إلى قريش يعلمهم بما حدث، ثم نجح هو بعد ذلك في الإفلات بالعير والتجارة، واستعدت قريش للخروج، فخرج ألف وثلاثمائة رجل، وأرسل أبو سفيان إلى قريش أنه قد أفلت بالعير، إلا أن أبا جهل أصر على القتال، فرجع بنو زهرة وكانوا ثلاثمائة رجل، واتجه المشركون ناحية بدر، وكان المسلمون قد سبقوهم إليها بعد استطلاعات واستكشافات.
وبدأت الحرب بالمبارزة بين رجال من المشركين ورجال من المهاجرين، قُتِل فيها المشركون، وبدأت المعركة، وكتب الله -عز وجل- للمسلمين فيها النصر وللكفار الهزيمة، وقد قتل المسلمون فيها عددًا كبيرًا، كما أسروا آخرين، وبعد غزوة بدر علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن بني سليم من قبائل غطفان تحشد قواتها لغزو المدينة، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتي رجل وهاجمهم في عقر دارهم، ففروا بعد أن تركوا خمسمائة بعير استولى عليها المسلمون، وكانت هذه الغزوة في شوال (2هـ) بعد بدر بسبعة أيام، وعرفت بغزوة بني سليم.
ورأت اليهود في المدينة نصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاغتاظوا لذلك، فكانوا يثيرون القلاقل، وكان أشدهم عداوة بنو قينقاع، فجمع الرسول- صلى الله عليه وسلم- اليهود بالمدينة ونصحهم وعرض عليهم الإسلام، إلا أنهم أبدوا استعدادهم لقتال المسلمين، فكظم الرسول -صلى الله عليه وسلم- غيظه، حتى تسبب رجل من بني قينقاع في كشف عورة امرأة، فقتله أحد المسلمين، فقتل اليهود المسلم فحاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بني قينقاع، ثم أجلاهم عن المدينة بسبب إلحاح عبد الله بن أبى بن سلول.
وفي ذي الحجة سنة (2هـ) خرج أبو سفيان في نفر إلى المدينة، فأحرق بعض أسوار من النخيل، وقتلوا رجلين، وفروا هاربين، فخرج الرسول- صلى الله عليه وسلم - في أثرهم، إلا أنهم ألقوا ما معهم من متاع حتى استطاعوا الإسراع بالفرار وعرفت هذه الغزوة بغزوة السويق، كما علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن نفرًا من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا يريدون الإغارة على المدينة، فخرج لهم الرسول- صلى الله عليه وسلم - حتى وصل إلى المكان الذي تجمعوا فيه، وكان يسمى بـ (ذي أمر) ففروا هاربين إلى رءوس الجبال، وأقام الرسول- صلى الله عليه وسلم -شهرًا ليرهب الأعراب بقوة المسلمين، وكانت هذه الغزوة في أوائل صفر
سنة (3هـ).
وفي جمادى الآخرة سنة (3هـ) خرجت قافلة لقريش بقيادة صفوان بن أمية ومع أن القافلة اتخذت طريقًا صعبًا لا يعرف، إلا أن النبأ قد وصل إلى المدينة وخرجت سرية بقيادة زيد بن حارثة، استولت على القافلة وما فيها من متاع، وفر صفوان بن أمية ومن معه، اغتاظ كفار مكة مما حدث لهم في غزوة بدر، فاجتمعوا على الاستعداد لقتال المسلمين، وقد جعلوا القافلة التي نجا بها أبو سفيان لتمويل الجيش واستعدت النساء المشركات للخروج مع الجيش لتحميس الرجال، وقد طارت الأخبار إلى المدينة باستعداد المشركين للقتال، فاستشار الرسول - صلى الله عليه وسلم- الصحابة، وأشار عليهم -بدءًا- أن يبقوا في المدينة، فإن عسكر
المشركون خارجها، فإنهم لن ينالوا منهم شيئًا، وإن غزوا المدينة، قاتلوهم قتالاً شديدًا.
إلا أن بعض الصحابة ممن لم يخرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم للقتال في بدر، أشاروا على الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج من المدينة، وكان على رأس المتحمسين للخروج حمزة بن عبد المطلب، ولبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لبس الحرب، وخرج الجيش وفيه ألف مقاتل، واتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانًا قريبًا من العدو عند جبل أحد، وما كاد وقت المعركة أن يبدأ حتى تراجع عبد الله بن أبى سلول بثلث الجيش، بزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أكره على الخروج، وما أراد بفعلته إلا بث الزعزعة في صفوف المسلمين، وبقى من الجيش سبعمائة مقاتل، وكان عدد المشركين ثلاثة
آلاف مقاتل.
واتخذ الرسول-- صلى الله عليه وسلم مكانًا متميزًا في المعركة، وجعل بعض المقاتلين في الجبل، وهو ما عرف فيما بعد بجبل الرماة، وأمّر عليهم عبد الله بن جبير وأمرهم أن يحموا ظهور المسلمين، وألا ينزلوا مهما كان الأمر، سواء انتصر المسلمون أم انهزموا، إلا إذا بعث إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، بدأت المبارزة بين الفريقين، وقتل فيها المسلمون عددًا من المشركين، وكان معظمهم ممن كانوا يحملون لواء المشركين، حتى ألقى اللواء على الأرض، واستبسل المسلمون وقاتلوا قتالا شديدًا، واستبسل من كانوا على الجبل.
إلا أنهم لما رأوا المسلمين يجمعون الغنائم نزلوا، فذكرهم قائدهم عبد الله بن جبير إلا أنهم لم يسمعوا له، ولاحظ خالد بن الوليد، فرجع بمن كان معه، وطوق جيش المسلمين، واضطربت الصفوف، وقتل المشركون من المسلمين سبعين رجلاً واقتربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أصيب ببعض
الإصابات، والذي حاول المشركون قتله لولا بسالة بعض الصحابة ممن
دافع عنه، وقد أشيع قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم انتشر بين المسلمين كذب الخبر، فتجمعوا حوله صلى الله
عليه وسلم، واستطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخترق طريقًا وينجو
بمن معه، وصعدوا الجبل، وحاول المشركون قتالهم، إلا أنهم لم يستطيعوا، فرجعوا وحشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع المشركون، فخرج بمن كان معه في غزوة أحد فحسب، ولم يقبل غيرهم إلا عبد الله بن جابر فقد قبل
عذره.
وخرج الرسول- صلى الله عليه وسلم - ،والصحابة حتى وصلوا إلى حمراء الأسد، وقد أقبل معبد بن أبى معبد الخزاعي وأسلم، فأمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمخادعة أبى سفيان إن كان قد أراد الرجوع لحرب المسلمين، وفي طريق العودة اتفق المشركون على الرجوع، فقابلهم معبد بن أبى معبد الخزاعي، ولم يكن أبو سفيان قد علم بإسلامه، فقال له: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد جمع جيشًا كبيرًا لقتالكم، كي يستأصلكم، فارجعوا، وأحدثت هذه الكلمات زعزعة في صفوف المشركين.
وبعد غزوة أحد، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السرايا لتأديب من يريد أن يعتدي على المسلمين، كسرية أبى سلمة في هلال شهر المحرم سنة (4هـ) إلى بني أسد بن خزيمة، وبعث عبد الله بن أنيس لخالد بن سفيان الذي أراد حرب المسلمين، فأتى عبد الله بن أنيس برأسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي بعث الرجيع قتل بعض الصحابة، وفي السنة نفسها، بعث الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة لأهل نجد، ليدعوهم إلى الإسلام، وفي الطريق عند بئر معونة
أحاط كثير من المشركين بالمسلمين، وقتلوا سبعين من الصحابة، ولما بلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم- ذلك الخبر، حزن حزنًا شديدًا، ودعا على المشركين.
وكانت يهود بني النضير يراقبون الموقف، ويستغلون أي فرصة لإشعال الفتنة وكان بعض الصحابة قد قتلوا اثنين خطأ معهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من بنود الميثاق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين اليهود، أن يساعد كل من الطرفين الآخر في دفع الدية، فلما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم حاولوا قتله، إلا أن الله سبحانه حفظه وأرسل إليه جبريل، يخبره بما يريدون، فبعث إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا، ولكن عبد الله بن أبى وعدهم بالمساعدة، فرفضوا الخروج، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة أيام، وبعدها قرروا الخروج على أن يأخذوا متاعهم، واستثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحهم، فأخذه، وأخذ أرضهم وديارهم، فتفرق يهود بني النضير في الجزيرة.
وفي شعبان من العام الرابع الهجري خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف وخمسمائة من أصحابه، لملاقاة أبى سفيان والمشركين، كما اتفقوا في غزوة أحد إلا أن أبا سفيان خاف، فتراجع هو وجيشه خوفًا من المسلمين، ويسمى هذا الحادث بغزوة بدر الصغرى أو بدر الآخرة، وطارت الأنباء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن القبائل حول دومة الجندل تحشد جيشًا لقتال المسلمين، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في جيش من أصحابه، وفاجأهم، ففروا هاربين وكان ذلك في أواخر ربيع الأول سنة (5هـ) وبذا فقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصد كل عدوان، حتى يتسنى له الأمر لتبليغ دعوة الله.
ولم تنس اليهود تلك الهزائم التي لحقت بها، لكنها لا تستطيع مواجهة الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذت يهود بني النضير يؤلبون المشركين في مكة وغيرها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى اجتمع عشرة آلاف مقاتل، وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، فاستشار الصحابة، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق، فحفر الرسول- صلى الله عليه وسلم - ،والصحابة الخندق شمال المدينة، لأنه الجهة الوحيدة التي يمكن أن يأتي الأعداء منها.
وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ( 633م - 11 هجرياً )
بعد حجة الوداع بثلاث شهور فقط مرض النبي بالحمى الشديدة و التي أثرت فيه كثيراً فكان لا يستطيع القيام من مجلسة و استأذن زوجاته رضي الله عنهن أن يُمرض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها , وفى ذلك الوقت نزلت أخر أية من القرآن و هي قال تعالى { وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (281) سورة البقرة , ثم أشتد الوجع برسول الله , و في أخر أيامه خرج ليزور شهداء أحد ،و يقول ( السلام عليكم و رحمه الله و بركاته , أنتم السابقون و نحن بكم لاحقون إن شاء الله ) ثم يرجع النبي بين الصحابة رضي الله عنهم و يبكى , فيقولون : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فيقول لهم : اشتقت إلى إخواني , فيقولون : أولسنا بإخوانك يا رسول الله ؟ قال : لا أنتم أصحابي , أما إخواني فهم قوم يأتون من بعدى يؤمنون بى و لم يروني , ثم أشتد الوجع على الرسول أكثر و أكثر حتى أن الصحابة كانوا يحملونه إلى بيت السيدة عائشة و لما رآه الصحابة هكذا , بكت عيونهم , و دخل النبي بيت عائشة رضي الله عنها و قال : لا إله إلا الله , إن للموت لسكرات , و كان وجه النبي مليء بالعرق , تقول السيدة عائشة أنها كانت تأخذ بيد الرسول فتمسح بها على وجهه الكريم , ثم قال النبي : والله إني لأجد طعم الشاة المسمومة في حلقي !! (( الشاة التي وضع بها اليهود السم للنبي )) , بعدها بدأ خبر وجع رسول الله ينتشر بين الناس و بين الصحابة حتى أن صوتهم بلغ مسمع النبي فقال : احملوني إليهم , فحملوا النبي إلى المسجد و ألقى أخر خطبة له و قال : (( أيها الناس , كأنكم تخافون علي ؟ أيها الناس : موعدي معكم ليس الدنيا , موعدي معكم عند الحوض , والله لكأنى أنظر أليه من مقامي هذا , أيها الناس : والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم , أيها الناس : إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقاء الله فأختار لقاء الله , ففهم أبو بكر المراد و عرف أن الرسول قد خُير بين الدنيا و لقاء ربه فأختار لقاء ربه , فعلى صوت أبى بكر بالبكاء و قال : فديناك بأموالنا , فديناك بآبائنا , فيديناك بأمهاتنا , فنظر إليه الناس شجراً , فقال لهم الرسول : أيها الناس : دعوا أبا بكر فو الله ما من أحد كانت له يد إلا كافأنها بها إلا أبا بكر لم استطع مكافئته فتركت مكافئته لله -عز و جل- , و بدأ الرسول يوصى الناس و يقول : أيها الناس : أوصيكم بالنساء خيراً و قال : الصلاة الصلاة , الصلاة الصلاة , الله الله في النساء , و ظل يرددها و بدأ يدعى و يقول : آواكم الله , نصركم الله , ثبتكم الله , ثم ختم و قال : أيها الناس : ابلغوا منى السلام كل من تبعني إلى يوم القيامة )) , عليك السلام يا رسول الله , ثم دخل النبي بعدها بيته و نظر إلى السواك فأحضرته السيدة عائشة- رضي الله عنها - ،و ظلت تتسوك به لتلينه لرسول الله حتى أستاك به النبي ثم دخلت عليه السيدة فاطمة بنت رسول الله فبكت فقالت : و ا كرب أبتاه , فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم , ثم ابلغها أنها أول أهله لحاقاً به فضحكت رضي الله عنها , و في يوم 12 ربيع الأول نظر الرسول إلى الصحابة ،و هم يصلون فأبتسم ،و ظل ينظر إليهم و يبتسم , ثم عاد إلى حجرته و بعدها وضع رأسه على صدر السيدة عائشة رضي الله عنها حتى ثقلت رأسه على صدرها -رضي الله عنها -و مات رسول الله فخرجت السيدة عائشة تقول للصحابة : مات رسول الله , مات رسول الله , فهذا عمر بن الخطاب يقول : من قال أنه مات قطعت رأسه , إنما ذهب ليقابل ربه كما ذهب موسى من قبل , و هذا عثمان بن عفان لا يستطيع أن يتحرك , و هذا على بن أبى طالب يمشى كالأطفال هنا و هناك , و أما أثبت الصحابة أبو بكر فأخذ يقول : أيها الناس , من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ أية الله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران , فعلم الناس أن الرسول قد مات حقاً , ثم غسله العباس بن عبد المطلب ،و على بن أبى طالب ،و أولاد العباس بن عبد المطلب ووضعوا التراب على النبي فقالت لهم فاطمة رضي الله عنها: أطابت أنفسكم أن تضعوا التراب على رسول الله ؟ و في النهاية أذكركم بالصلاة كثيراً على النبي و دراسة سيرته جيداً لعله يشفع لنا عند الله تعالى يوم القيامة إن شاء الله .( اللهم صلى على محمد عدد خلقك ، و رضا نفسك، و زنه عرشك و مداد كلماتك) .
وصف الرسول صلى الله عليه و سلم

الحقيقة أنى قد حزنت حزناً شديداً عندما سمعت أية في القرآن الكريم يقول تعالى { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة و تفسير هذه الآية إن اليهود يعرفون الرسول و صفاته كما يعرفون أبناءهم أو أشد من ذلك و نحن أمة محمد لا نعرف شكله ولا صفاته و لا نسبة , فقررت أن أضع هذا الموضوع لعل الجميع يستفيد و لأن رسول الله قال : (( من رآني في المنام فقد رآني حقاً )) فيجب علينا أن نعرف شكل الرسول و نسبه لكي نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله تعالى يبشرنا به في منامنا أو يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامة ليدخلنا الجنة- إن شاء الله- , نبدأ باسم النبي Sad( الاسم بالكامل )) (( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصي بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام )) , و لم يكن محمد هو الاسم الوحيد للرسول فقد قال في حديث يرويه البخاري (( إن لي أسماء أنا محمد و أنا احمد و أنا الماحي و أنا الحاشر و أنا العاقب )) , محمد : من صفة الحمد أي هو ما يُحمد على أفعالة فيحُمد أكثر و أكثر فصار محمداً , أحمد : هي صفة تفضيل أي احمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كأحمد , الماحي : هو الذي يمحو الله به الكفر فمن أتبع سنه النبي محا الله له كفرة و سيئاته , الحاشر : هو الذي يُحشر الناس خلفه يوم القيامة و هو أول من يتقدم من الناس و أول من يشفع للناس و أول من يفتح له أبواب الجنة و أول من يدخل الجنة فيكون جميع الناس وراءه , العاقب : أي هو النبي الذي لا نبي بعده . (( تاريخ المولد )) 12 ربيع الأول و كان يوم الإثنين و هو بعد سيدنا عيسى ب 570 عام وولد الرسول في عام الفيل بعد يوم الفيل ب 50 يوم (( شكل النبي صلى الله عليه و سلم )) نبدأ بمنطقة الشعر لا خشن و لا ناعم إنما أشبه بشعر المصريين وذلك اللفظ و الوصف من كتب السيرة، و هو شعر أسود شديد السواد أما اللحية عريضة تملأ صدره سوداء خفيفة الجانبين ولا تغطى على الأذنين أما الشارب فهو دقيق أي ليس بغليظ الشعر و لا يلتحم شاربة مع لحيته خفيف شعر الشارب عند أرنبه الأنف أما شعر الصدر فهو غزير شعر الصدر ثم يبدأ ينزل خط شعر خفيف حتى السُرة وهو أملس البطن , أما خاتم النبوة فهو خلف رأس النبي عند أخر فقرة من فقرات العمود الفقري و هو وحمة سوداء في حجم الزيتونة يخرج منها ثلاث شعرات سوداء أما الحاجب فهو ليس بكثيف ولا رفيع و بين حاجبيه عرق . الحمد لله قد انتهينا من وصف الرسول- صلى الله عليه و سلم - و ذلك من كتب السيرة النبوية و شريط للأستاذ عمرو خالد باسم وصف الرسول عليه الصلاة و السلام
وهذه مباحث في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، تقدم تصوراً وترسم منظراً ، تكاد ترقبه وتشهده حتى لكأنك ترى أحداثه متحركة أمامك ماثلة نصب عينيك ..

وبتمعنك فيها يتبين لك من خلالها ذلك الكم الهائل من الدروس والعبر المستفادة من حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه الأبرار رضوان الله عليهم أجمعين ..
فهي تُظهر أهميتها ودقائق تفاصيلها، وفقهها المتعمق للعمل بها والاستظلال بظلها ، وهي حصيلة أصيلة .. وخبرة مستنيرة .. ومتعلق عاشق.. قام بدراستها وتدريسها .. وهي تطبيق لمنهج ودراسة لأحداث واستقراء لمضامين، ترى من خلالها هذه المعاني : أكثر نوراً وأشد ظهوراً وأشمل حبوراً .. أقدمها تقرباً إلى الله و حباً لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، وخدمة لهذا الدين ، من خلال رعاية تاريخه وبيان حقائقه المنيرة ..
ولن أتطرق إلى ذكر الفوائد والدروس المستفادة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه ؛ لأن لذلك كله موضوع مستقل أتناول الحديث فيه عن هذا النشاط الجهادي والدعوي دون التوسع في أحداث الغزوة لأنها معروفة ومفصلة في كتب السيرة .. وإنما أكتفي بذكر الفوائد والدروس والعبر المستفادة من تلك الغزوات ..
وهذه بعض فوائد دراسة السيرة النبوية أقدمها بين يدي هذا الموضوع :-
1 – السيرة ذاتها معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، وآية من آيات نبوته ، فهي سيرة عظيمة لمن تدبرها و لو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفى .
2 – معايشة الصحابة الكرام والسعادة بصحبة خير الأنام ، نفرح لفرحهم ، ونبكي لبكائهم .
3 – دراسة السيرة النبوية متعة روحية وغذاء للقلوب الزكية .
4 – دراسة السيرة تفيد المسلم الوقوف على كثير من الأحكام الفقهية والدروس التربوية ، فلا يستغني عنها الدعاة إلى الله- عز وجل- ليتعلموا كيف تكون الدعوة إلى الله ، ولا يستغني عنها المربون ليتعلموا كيف تكون التربية .
5 – دراسة السيرة تعطينا المنهج الصحيح لحياة الفرد والمجتمع المسلم ، ومعين رائق لفهم الشرعية الإسلامية وصورة صحيحة لأعظم منهج شهدته الأرض .
فهذه جملة من فوائد دراسة السيرة النبوية على صاحبها أتم الصلاة وأزكى التسليم ليست على سبيل الحصر ، وقد بذلت جهداً أحتسبه عند الله -عز وجل- في جمع هذه الفوائد من بطون الكتب والمؤلفات ، كما وأني واستنبطت بعضها ، ولا أدعي أنني استوعبت الموضوع كله ..
فهذا مجمل ما أردت قوله .. و أرجو الله ألا أكون ممن تخدعه الشمس بطول ظله .. و قد قلت بمقدار
ما اجتهدت .. و ما شهدت إلا بما علمت .. إن هي إلا خطرات .. بعضها متمن فات .. و بعضها لا يزال في بطون المؤلفات .. لم آتِ فيها على آخر إرادة .. ولا أزعم أني وفيّت على الغاية في الإفادة .. على أني قد كنت تمنيت أن أكتب أكثر فما أنجزت .. لكن لا ضير أن أصف النجم في سراه .. و إن لم أستقر في ذراه .. إن هي إلا لبنة على طريق الدعوة .. و أرجو أن تكون بقيمة الدرة .. و ما أراني بعد قد شفيت غلة النفس .. و بلغت بها أمنيتها .. فإنها تنظر إلى كثيرٍ و كثير .. و أما أنا فإني أشد فقراً إلى عون الله و توفيقه و تثبيته ..
اللهم اهدنا لأحسن الأحوال و الأفعال لا يهدي لأحسنها إلا أنت .. و ارزقنا صلاح الظاهر و الباطن .. و صدق النية .. و حسن الخاتمة .. و صلى الله على نبينا محمد ،و على آله و صحبه و سلم .
إن أخطأت فمن نفسي ،ومن الشيطان ،.وإن أصبت فمن الله وحده لا شريك له
المراجع.
سيرة بن هشام رحمه الله..باختصار شديد.
دروس ،وعبر لعبد الله الذهبيّ
موقع محمد رسول الله –صلى الله عليه ،وسلم-
موقع قصص الأنبياء-عليهم الصلاة ،والسلام-
شبكة المحمل الأدبية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30   قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty8/24/2011, 22:50

بارك الله بك اخي احمد(بن عثمان) وجزاك الله
كل الخير سرد جميل ابتدأ من "برنارد شو"
ونقل كل قصة نبينا صلي الله عليه وسلم و
جميع صفاته

جزاك الله خيرا على هذا الجهد واسأل الله ان ينفع بك
وفقك الله في الدارين وغفر لك ورضي عنك وأسكنك الفردوس الأعلى ومن تحب

قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 20
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
بن عثمان
مشرف
بن عثمان


تاريخ التسجيل : 27/06/2011

بطاقة الشخصية
المجلة: 50

قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30   قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty8/25/2011, 07:52

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم،ورحمة الله تعالى،وبركاته.
بارك الله فيك أختي الطيبة" د.أنوار" على تعليقك الطيب ،وكلماتك الراقية ،ودعائك الفيّاض..تقبل الله منا ،ومنك صالح الأعمال..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمار احمد
مشرف القسم الاسلامي
مشرف القسم الاسلامي
عمار احمد


تاريخ التسجيل : 26/05/2011

بطاقة الشخصية
المجلة: 50

قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30   قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30 Empty8/27/2011, 22:34

إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد هذا النبي الذي وضع دينه دائما موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى الأديان على هضم جميع المدنيات، خالدا خلود الأبد، وإني أرى كثيرا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين
جزاكم الله خير اخى دوما راقى الاختيار دائم العطاء جعله ربى بميزان حسناتك
اللهم صلى وسلم وبارك على خير البشر عليه افضل الصلاه وازكى السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة محمد -صلى الله عليه ،وسلم-30
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح دعاء"-((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَ
» الوصف الكامل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
» كيف اجتمعت في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كل معاني الإصلاح في الأرض؟
» أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» قصة زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وأبو العاص بن ربيع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الآسلامي :: افلام والفديو الاسلامي ..والقصص السلامية :: قصص القرآن (مسابقة رمضانية)-
انتقل الى: