كيف تشجع الناس على القراءة في الوطن العربي
بقلم محسن الصفار
سعيد كاتب شاب مثله مثل الاف المواهب الشابة في الوطن العربي التي لاتحظى بفرصة لاثبات وجودها بسبب المحسوبيات والواسطات في كل القطاعات التي تشرف على الادب والثقافة , اكتفى سعيد بالانترنت لنشر نتاجه الادبي المميز حيث قام بانشاء مدونة يضع فيها بنات افكاره ويتشارك فيها الرأي مع عدد قليل من الكتاب الاخرين وعلى الرغم من جودة مايكتبه الا انه لاحظ قلة الاقبال على قراءة مايكتب من قصص ومقالات وان المقال الذي يضعه قد يعلق عليه شخص او اثنين لاغير .
في احد الايام كان يتحدث بهذا الموضوع امام زملائه بالعمل ويوضح لهم أن المواطن العربي لايقرأ حتى مجانا فمابالك بدفع النقود وشراء الكتب , وهنا قال له احد زملائه :
- غلطان ياحبيبي سعيد هل تريد ان اضاعف لك عدد قراء مدونتك ؟
استغرب سعيد وقال :
- طبعا ولكن كيف ؟ هل ستضع اعلانا في التلفزيون مثل مرشحي الانتخابات ؟
حك زميله وقال :
- ياحبيبي لاتلفزيون ولا غيره كل ماهنالك سنعمل مدونة جديدة ولكن بأسم مؤنث وسترى بنفسك
فعل الزميل ذلك ثم سحب صورة لفتاة جميلة بملابس مثيرة من الانترنت عشوائيا ووضع احد مقالات سعيد فيها .
ضحك سعيد وقال :
- مع اني اتمنى لو كنت بهذا الجمال ولكني اقول لك ان فكرتك لن تنجح فاهل القراءة والفكر ليسوا ممن تجذبهم هذه الاشياء ولن يقرا أحد مقالا فقط لان كاتبته فتاة جميلة !! ومن ثم اي كاتبة مثقفة ستضع صورة لها على مدونتها وهي ترتدي مثل هذه الثياب الفاضحة ؟ لن يصدق اي احمق هذا الامر وسيصبح الامر مجرد نكتة لا اكثر ولا اقل .
في اليوم التالي فتح سعيد مدونته على المقال الاخير فوجد تعليقا واحدا باهتا عليه ثم تذكر المدونة التي انشأها صديقه ففتحتها حيث وضع نفس المقال فاصابته الصدمة , اذ رأى اكثر من 200 تعليق وبعض اصحاب التعليقات شخصيات معروفة وكل يمدح المقال ويثني عليه وعلى موهبة كاتبته الفذة التي لم يشهد العالم العربي من قبل لها مثيلا .
فتح بريده الالكتروني الذي وضعه في المدونة الجديدة فإذا بعدة عروض من مخرجين ومنتجين تلفزيونيين يطلبون لقائات تلفزيونية !! وايضا عدة عروض زواج وصداقة واشعار حب وهيام وبينها ايضا عروض لوظائف بشروط مجزية !
استغرب سعيد ولم يصدق فنفس المقال على مدونته لم يلفت انتباه اي احد من القراء ولم يتعب احدهم نفسه بوضع تعليق عليه وعندما ينشر باسم فتاة جميلة يصبح اهم من كتب طه حسين ونجيب محفوظ !!!ماذا لو كنت وضعت صورة فتاة بالمايوه على المدونة ؟ لربما تم تعييني وزيرا للثقافة فورا !!
تعوذ سعيد من الشيطان وقام بمسح المدونة المزيفة والغائها وفي اليوم التالي فتح مدونته فوجد عشرات التعليقات فرح قلبه واستبشر اخيرا ان الوضع الثقافي ليس ميؤوسا منه ولكنه صدم عندما شاهد ان جميع التعليقات عبارة عن شتائم واهانات وتهديدات لأنه سرق مقال الكاتبة الجميلة ونسبه لنفسه .
وكل مدونة وانتم بخير