طفولة أينشتاين:
ولد ألبرت أينشتاين سنة1879م بمدينة أولم الألمانيةفي أسرة بسيطة... كان أبوه هيرمان يعمل في بيع الريش المستخدم في صناعة الوسائد، وبعد عام من ولادة أينشتاين، انتقلت أسرته إلى مدينة ميونخ حيث فتح أبوه مصنعا صغيرا لصناعة الأدوات الكهربائية.
تأخر أينشتاين في النطق حتى الثلثة من عمره، وفي سن الخامسة التحق بالمدرسة الكاثوليكية (رغم انتماء أسرته لليهودية).
وفي المدرسة وجد أينشتاين صعوبة في التاقلم مع الأطفال، فقد كان طفلا انطوائيا ، خجولا جدا، كثير الصمت والتأمل ، ولا يلعب ويلهومع أقرانه.
أما على المستوى الدراسي، فقد كان أينشتاين يقرأ ويتكلم ببطء شديد، كما كان يعاني من صعوبة الفهم والاستيعاب، فلم يبد أي تفوق دراسي، الشيء الذي جعله يرسب في مادة الرياضيات أكثر من مرة.
كره أينشتاين المدرسة ونظامها الصارم،وفكر أكثر من مرة في ترك الدراسة، وتزامن هذا مع تكرار خسائر المصنع الذي أنشأه أبوه، فاضطرت العائلة إلى الانتقال إلى مدينة ميلانو الإيطالية ، وكانت هذه الفرصة لأنشتاين للانسحاب من المدرسة في ميونخ والالتحاق بأبويه بإيطاليا.
ولم تمضي إلا سنة واحدة حتى انتقل لسويسرا لينهي دراسته الثانوية ، وتقدم بعد ذلك للمعهد الثقافي السويسري وهناك أحب اينشتاين طرق التعليم فأبدى اهتماما وشغفا كبيرا بالتعلم ، ومقدرة على إدراك المفاهيم الرياضية والفيزيائية، وأصبح مجتهدا فيها ، لكنه كان ضعيفا في المواد الأخرى.
بعد التخرج من الجامعة أراد أينشتاين بأن يصبح أستاذا، لكنه لم يوفق في ذلك وبقي عاطلا مدة سنة ، وبصعوبة استطاع الحصول على وظيفة متواضعة في مكتب تسجيل براءات الاختراع السويسري سنة1902م ، ومكنه هذا العمل من الاستقرار وتكوين أسرة صغيرة ، وأيضا الحصول على الجنسية السويسرية.
سنوات الارتقاء والشهرة:
لم يقف طموح أينشاين عند حدود الوظيفة، ولم يمنعه عمله من مواصلة دراسته، فقد قام أينشتاين بتحضير رسالة الدكتوراه، وتمكن من الحصول ليها سنة1905م، من جامعة زوريخ بسويسرا، وكان موضوع الرسالة يدور حول أبعاد الجزئيات.
وفي نفس السنة التي أخذ فيها أينشتاين شهادة الدكتوراه، كتب أبعة مقالات علمية ، دون الرجوع إلى المراجع العلمية أو مساعدة زملائه الأكادميين، فهزت هذه المقالات العالم وخصوصا مقالته عن النظرية النسبية ، واعتبرت هذه المقالات بمثابة اللبنة الأولى للفزياء الحديثة، ودخل أينشتاين عالم الفزياء والرياضيات ، كما ارتقى أينشتاين في السلم الوظيفي، وفتحت أمامه أبواب الجامعة بيرن لإلقاء المحاضرات والدروس بها .
وقبيل الحرب العالمية الأولى 1914-1918م، عاد أينشتاين ليستقر في برلين بألمانيا ورفض حينها أن يدخل بأي شكل من الأشكال في مجهودات ألمانيا العسكرية خلال الحرب، فقد كان يؤمن بأن العلم فوق المنازعات الدولية.
سنة1921م، نال أينشتاين جائزت نوبل للفزياء عن اكتشافه في علم الضوء، وعرف أينشتاين شهرة كبيرة، ودخل عالم الأضواء، فكانت الصحافة تتعقبه أينما حل وارتحل ، وغطت صورته ومقالاته الصفحات الأولى لكبرى الصحف والمجلات العالمية، وأصبح يحضر المحافل الدولية، ويلقي المحاضرات في كبريات الجامعات، وساعدته هذه الشهرة لولوج عالم السياسة ، فكانت له مواقف في عدة قضايا سياسية .
لكنه لقي الكثير من المضايقات من الألمانيين كونه يهوديا، وتزايدت هذه الكراهية مع وصول أدولف هتلر إلى السلطة سنة1933م ، كما حاول بعض العلماء الألمان ، التشكيك في نظريات أينشتاين، الأمر الذي دفع به للهرب إل الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك لقي الكثير من التقدير والاحترام ، كما منح الإقامة الدائمة، وانخرط في معهد الدراسات المتقدمة في ولاية نيوجيرسي، وسنة1940م، منح أينشتاين الجنسية الأمريكية مع احتفاظه بالجنسية السويسرية.
مع بداية اندلاع الحرب العالمية الثانية وجهت إلى أنشتاين دعوة للمشاركة في برنامج صناعة القنبلة الذرية ، لكنه رفض بشدة ، وحذر العولقب الوخيمة هذه الخطوة، وكان في كل المحافل التي يحضرها يحذر من استغلال العلم في تطوير الأسلحة، ويدعو إلى السلم وعدم معالجة القضايا بالعنف.
عاش أينشتاين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ، وواكب التطورات العلمية التي قطعها العالم في ميدان التكنولوجيا وأيضا في ميدان التسلح .
ومع أنه كان يرفض أي مشاركة في تطوير الأسلحة ، فقد كانت لنظرياته دورا كبيرا في تطوير الأسلحة النووية وخصوصا القنبلة الذرية .
وحين سئل أينشتاين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عن الأسلحة التي يتوقع أن تستخدم في الحروب القادمة أجاب: لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثانية ، ولكني اعرف أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الثانية ّ!!!
لم تكن هذه من تكهنات أينشتاين، ولكنه كان يدرك تماما أنه إذا كانت هناك حرب عالمية ثالثة، واستعملت فيها الأسلحة النووية ، فستبدا رحلة الإنسان في هذه الأرض من نقطة الصفر، لأنه يعلم تماما مدى الدمار الكبير الذي ستحدثه هذه الأسلحة على الإنسان وعلى كوكب الأرض ككل...
لقد عاش أينشتاين عبقريا بإجماع كافة علماء عصره، وبلغ أسمى درجات المجد والشهرة ...
وإضافة لنظرياته العلمية ، كانت له عدة مؤلفات فكرية وفلسفية منها : {كيف أرى العالم} {لماذا الحرب}
وفي 18 أبريل 1955م ، توفي العالم أينشتاين عن عمر يناهز الثمانية والسبعين ، وحرق جثمانه في نيوجيرسي ونثر رماد جثمانه في مكان غير معاوم ، وحفظ دماغه في جرة عند الطبيب الشرعي (توماس هارفي) الذي قام بتشريح جثته بعد موته.
من بعض أقول أينشتاين:
- الشيئان اللذان ليس لهما حدود هما الكون وغباء الإنسان ، مع إني لست متأكدا بخصوص الكون.
- أهم شيء أن لاتتوقف عن التساؤل.
- إذا لم يوافق الواقع النظرية، غير الواقع.
- الجنون هو ان تفعل الشيء مرة بعد مرة وتتوقع نتيجة مختلفة .
- الحقيقة هي ما يثبت أمام امتحان التجربة.
- يستطيع أي أحمق جعل الأشياء تبدو أكبر واعقد، لكنك تحتاج لعبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
- الخيال أهم معرفة.
- الحقيقة ليست سوى وهم... لكنه وهم ثابت.
- أنا لاأفكر بالمستقبل ، لأنه يأتي بسرعة.
- من لأم يخطئ ، لم يجرب شيئا جديدا .
- العلم شيء رائع ، إذا لم تكن تعتاش منه.
- العلم سوى إعادة ترتيب لتفكيرك اليومي.
- لا يمكننا حل مشكلة باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها.
- الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.
- هناك طريقتان فقط لتحيا بهما حياتك ، الأولى أن تكون مؤمنا بأنه لا توجد معجزات، والثانية أن تعيش مؤمنا بان كل شيء يحدث هو معجزة ، وأنا أؤمن بالطريقة الثانية.
ملاحظة شخصية من معلوماتي الخاصة: في آخر حياة أنشتاين كان قد أخرج نظريته الأخيرة التي لم تكتمل وعارضها أغلب العلماء ألا وهي نظرية كل شيء