سيد صالح مشرف
تاريخ التسجيل : 11/07/2011
| موضوع: الإعاقة الجسدية والفكرية 12/23/2011, 02:52 | |
| الإعاقة الجسدية والفكرية
أنا بنظري أن الإعاقة الصعبة تكون في فقدان العقل وعدم استطاعة الشخص ممارسة أي نشاط إلا بمساعدة كاملة من غيره.. أما من عندهم إعاقات جزئية كفقد السمع أو البصر أو اليد أو غيره - عافاهم وعافانا الله تعالى جميعاً- ويستطيعون ممارسة نشاطاتهم الذهنية بشكل طبيعي والجسدية بمساعدة قليلة من الآخرين فهؤلاء فئة يمكن تدريبها وتطويرها لتكون منتجة وليست عالة على الغير .. وأتمنى هنا أن يتم تجهيز وسائل المواصلات العامة والشوارع وكافة الأماكن بصورة حسنة ولائقة وكريمة للجميع من أصحاب الاحتياجات الخاصة أو غيرهم كما في الكثير من الدول المتقدمة .. والله تعالى يعوض أصحاب الاحتياجات الخاصة عن فقدهم لبعض أجزاء جسدهم حيث نجد في قصص التاريخ القديم والحديث أن كثيراً من العلماء كانوا ممن فقدوا نعمة البصر فعوضهم الله بالبصيرة والعلم والقدرة على الفقه والفهم والحفظ ... كما نجد الكثير من المبدعين من هذه الفئة في كافة المجالات من رسم وخط وفن وعلوم وهندسة .. فالله تعالى رحيم بعبادة ابتلاهم ليصبروا ويشكروا نعمه الكثيرة ولهم الثواب العظيم من الله تعالى عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الله عز وجل قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة )) يريد عينيه . رواه البخاري – وعلينا أن نشكر الله تعالى على نعمه الكثيرة وندعو بالدعاء المأثور بدون أن نشعر أصحاب الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الابتلاء بذلك : "عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ". أخرجه الترمذي (5/493 رقم 3431) وقال : غريب. وأخرجه أيضًا: الحارث كما فى بغية الباحث (2/956 ، رقم 1056). وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 153). "
"قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": قَوْلُهُ: (مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ) أَيْ مُبْتَلًى فِي أَمْرٍ بَدَنِيٍّ كَبَرَصٍ وَقِصَرٍ فَاحِشٍ أَوْ طُولٍ مُفْرِطٍ أَوْ عَمًى أَوْ عَرَجٍ أَوْ اِعْوِجَاجِ يَدٍ وَنَحْوِهَا, أَوْ دِينِيٍّ بِنَحْوِ فِسْقٍ وَظُلْمٍ وَبِدْعَةٍ وَكُفْرٍ وَغَيْرِهَا (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا اِبْتَلَاك بِهِ) فَإِنَّ الْعَافِيَةَ أَوْسَعُ مِنْ الْبَلِيَّةِ لِأَنَّهَا مَظِنَّةُ الْجَزَعِ وَالْفِتْنَةِ وَحِينَئِذٍ تَكُونُ مِحْنَةً أَيَّ مِحْنَةٍ , وَالْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ كَمَا وَرَدَ (وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا) أَيْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْقَلْبِ وَالْقَالَبِ (إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ) أَيْ لَمْ يُرَ أَحَدٌ صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي إِلَخْ إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ (كَائِنًا مَا كَانَ) أَيْ حَالَ كَوْنِ ذَلِكَ الْبَلَاءِ أَيَّ بَلَاءٍ كَانَ (مَا عَاشَ) أَيْ مُدَّةَ بَقَائِهِ فِي الدُّنْيَا."
وهذه لفتة رائعة من العلامة المباركفوري رحمه الله تعالى حيث قسم الإعاقة ضمنياً إلى جسدية وفكرية فقال "أَيْ مُبْتَلًى فِي أَمْرٍ بَدَنِيٍّ ... أوْ دِينِيٍّ بِنَحْوِ فِسْقٍ وَظُلْمٍ وَبِدْعَةٍ وَكُفْرٍ وَغَيْرِهَا" .. فجعل أيضاً الظلم والفسق والكفر من الابتلاء أو الإعاقة الفكرية التي نحمد الله تعالى على عدم ابتلائنا بها والتي هي أصعب من الإعاقة الجسدية وحتى أصعب من الجنون نفسه لأن المجنون لا يحاسب على أعماله ومرفوع عنه القلم وأما فاقد الدين أو المقصر فيه فمحاسب على أعماله كلها .. نسأل الله العظيم أن يعافينا من الإعاقات الجسدية والفكرية ومن الابتلاءات البدنية والدينية اللهم آمين .. .. (انتهى المقال) *************** (كلام جميل نقلته عن هذا الموضوع)اذا نظرنا شرعا نجد ان الاعاقه الحقيقية هي اعاقة العقل عن معرفة الخير والهدى،، واعاقة البصر عن إبصار الهدى وطريق الحق،، واعاقة الاذن عن سماع الموعظه الحسنه والقران الكريم،، واعاقة النطق عن قول الحق والذكر،، هذه هي الاعاقات الحقيقيه والتي تنطبق عليها مسمياتها ،،
قال الله تعالى في وصف المنافقين:
((صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ))(البقرة:18)
هؤلاء المنافقون صم عن سماع الحق، أغلقت آذانهم عن الانتفاع بالوحي، يسمعون الحكمة فلا تنفعهم، يسمعون الموعظة فلا تزجرهم، تتلى عليهم الآيات، تعرض على أسماعهم البينات فلا تحرك فيهم ساكناً، ولا توقظ غافلاً، عطلوا الحكمة من خلق أسماعهم، ثم إنهم بكم لا ينطقون بالحق ولا يتلفظون بالخير، والذي لا يقول الصدق، ولا ينتفع بمنطقه هو في حقيقة الأمر كالأبكم؛ لأن اللسان إذا لم يتعود التلفظ بالخير لا خير فيه، والفم الذي لا يتفوه بالقول السديد لا فائدة منه. وقد أعمى الله أبصارهم وبصائرهم، فلا ينظرون نظر اتعاظ وتدبر، كم من آية تمر بهم، وكم من مشهد يعرض عليهم، فلا يؤمنون، رؤيتهم للأشياء رؤية البهائم(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) وهؤلاء لا يرجعون عن غيهم، ولا يعودون إلى رشدهم؛ لأن الكفر قد استحكم في قلوبهم، فلن يراجعوا أنفسهم، ولن تؤنبهم ضمائرهم. من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
إن أشقى الناس: من عطل جوارحه عما خلقت له من الحكمة، فكأنه أصم، خلق بلا سمع، وكأنه أبكم، خلق بلا لسان، وكأنه أعمى، خلق بلا عينين (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا )."(منقول للفائدة من عدة مواقع) | |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: الإعاقة الجسدية والفكرية 12/23/2011, 10:03 | |
| موضوع مهم وجميل سلمت يداك | |
|
فؤاد حسني الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 81 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
| موضوع: رد: الإعاقة 12/23/2011, 17:50 | |
| شكرا لك على هذا الشرح الجميل والإستفادة منها في تفهم ما قيل وما قصد. | |
|
سيد صالح مشرف
تاريخ التسجيل : 11/07/2011
| موضوع: رد: الإعاقة الجسدية والفكرية 12/25/2011, 00:48 | |
| شكراً جزيلاً لكما .. وبارك الله فيكما ..
| |
|