هذه لمحة عن بعض ادوات الرسم وأنواع من الألوان المناسبة للأطفال:
الورق: هناك أنواع كثيرة من الورق المناسب لرسم الأطفال، والمهم هنا هو اختيار الورق المناسب لنوع اللون المستخدم في الرسم فالورق المصقول مناسب للتلوين بالقلم الرصاص أو الألوان الشمعية ولا يصلح للتلوين المائي، وأوراق الجرائد البيضاء مناسبة تماما للتلوين الشمعي ولكنها تتشرب الألوان المائية كما لا تصلح للتلوين بالاصابع ايضا. أما الورق الخشن فهو مناسب تماما للتلوين المائي وهناك أنواع عالمية معروفة من هذا الورق في المكتبات.
أما الرسم الزيتي فنستخدم له صنف خاص من القماش نجده جاهزا في محلات بيع ادوات الرسم إلا أن هذا النوع من التلوين يفضل للكبار من الأطفال.
أدوات التلوين: أقلام الرصاص: لا تفضل أقلام الرصاص للرسم بالنسبة للاطفال الصغار، وبالنسبة للأكبر سنا فان ألوان الرصاص الخاصة بالتلوين تأتي حسب تسلسل رقمي حسب صلابة الرصاص.
ألوان الباستيل: هو نوع من الالوان ممزوج بصمغ مجفف وهناك أنواع عديدة منه، نختار منها ما هو مخصص للأطفال، ويفضل العريضة منها للاطفال الصغار.
الألوان المائية: تأتي في ثلاثة أنواع: المساحيق الناعمة، معاجين محضرة في قوارير او اقراص تلوين جافة. يستخدم المعجون المحضرسابقا او اقراص التلوين للاطفال الصغار ويفضل استخدام المسحوق للأطفال الاكبر سنا لأنهم متحكمون أكثر في مسألة مزج الالوان.
رسوم الأطفال ألوان وأشكال وأشياء اخرى!!
يتناول طفلك ورقة وألوانا، يرسم خطوطا واشكالا، ويمضي الوقت وهو غارق في عالم آخر، يلون شخوصه واحداثه بظلال حياته اليومية، ويغذيها باحلامه وامنياته، ليحكي لنا بعفوية وبراءة هذه الخطوط قصة عالمه الخاص المفعم بالدهشة والخيال ..
وفن الرسم عند الطفل هو فن قائم بذاته يستمد تعبيراته وألوانه من عالم الطفل نفسه، وهو ما دعى الكثير من علماء النفس الى الانتباه بأن رسوم الأطفال الحرة يمكن ان تكشف عن جوانب متعددة في نمو الأطفال، وأن هذه الخطوط والألوان التي نلاحظها في رسوم طفلنا الصغير تخفي ورائها الكثير مما يمكنا دراسته وتعلمه عن عالم الأطفال، وتعتمد هذه الفكرة باختصار على أن الخبرة الجمالية كما تبدو في رسوم الأطفال يمكن ان تعكس في خلفيتها الخبرة العقلية والنفسية للطفل جنبا الى جنب، فالافكار والتعبيرات التي يتناولها الطفل في رسمته يمكن أن تستخدم في قياس مستوى النضج العقلي له، كما يمكن للخبراء من علماء النفس أن يستنتجوا من هذه الرسومات بعض النواحي السيكلوجية والنفسية المهمة عن الطفل.
كيف تتطور رسوم الأطفال ..؟!
يبدأ الطفل في سنته الاولى بتحريك الألوان على الورقة مما يترك أثرا معينا يلاحظه الطفل وقد يبدأ في تكرار هذه الشخبطة ويستمر في رسم الخطوط والاشكال العشوائية الى يبلغ الثالثة من العمر حيث يؤدي تطور نموه العقلي الى ادراك أن ما يختزنه في ذاكرته من أحداث وأفكار يمكن أن تنتقل الى الورق فيبدأ حينها برسم هذه الأفكار كرسم وجه الانسان أو حيوان مايراه في بيئته.
أما في سن الرابعةفإن التفاصيل التي تظهر في رسومات الطفلتعكس ثراء بيئته وتنوعها فتضمن رسوماته أشكال مفهومة واقعية. بعد هذا العمر تدخل رسومات الطفل في مرحلة أخرى نرى فيها الاطفال يرسمون مايريدون وما يعرفون ولا يهتمون كثيرا بالمناظر التي يرونها امامهم، أما في عمر الثامنة وما بعدها فإن رسوم الأطفال تتطور كثيرا ويظهر فيها اهتماما وعيا بالنسب الواقعية ويصبح الطفل اكثر موضوعية في تفكيره وبالتالي في نشاطه بالرسم.
وبالرغم من أن المراحل السابقة قد تعطي مؤشرا على نمو وتطور رسومات الأطفال من ناحية نظرية إلا انه من المهم أن يعرف الآباء انها – اي هذه المراحل – ليست مقياسا للخطأ أو الصواب في رسوم الأطفال، وحتى علماء النفس انفسهم لايحبذون الحكم على رسوم الأطفال من وجهة نظر منطقية او عقلية ، كما أن رسوم الاطفال تتمتع بالمرونة فهي غير ثابتة وسريعة التغيير، حتى أن بعض الاطفال ينتجون عملين مختلفين تماما احيانا لنفس الموضوع بين يوم واخر، وما يهم هنا هو أن الاباء يجب أن يدركوا مراحل النمو الفني لدى الأطفال من أجل تحديد ما اذا كانت تتماشى مع المستوى العمري لاطفالهم ومن اجل تشجيع اطفالهم على ممارسة الفن بأسلوب علمي لايقل من قيمة هذه الأعمال ولا يبالغ في تقديرها .
رسوم الاطفال كعلاج للمشاكل النفسية:
من زاوية اخرى يجد بعض علماء النفس ان هناك جانبا آخر في رسوم الاطفال يمكن التركيز عليه من أجل مساعدة الاطفال على التخفيف من شحنات التوتر والغضب التي يصادفونها في حياتهم، والتي تؤدي في كثير من الاحيان الى خلق مشاكل السلوك وسوء التكيف مع الاخرين. وتعتمد هذه النظرية على ان يقوم الآباء والمعلمون بجذب نظر الطفل الى ممارسة الفن ليفرغ الطفل طاقته في عمل أشكال مختلفة من الخطوط والألوان فينمي ذكاءه، وفي نفس الوقت يقوم بالتعبير أو التنفيس عن ما يشعر به من أزمات.
خاصة أن هناك كثيرا من الدراسات التربوية التي توصلت الى أن من يمارسون الفن في المراحل الاولى من أعمارهم يمرون عادة بمرحلة المراهقة بنجاح ودون أية مشاكل نفسية كما يتميزون بتكامل شخصيتهم وعيهم.
فن الطفل وفوائد تعليمية :
علاوة على أهمية رسوم الاطفال من الناحية العقلية والنفسية فإن هناك فوائد اخرى تربوية وتعليمية للرسم في حياة الأطفال، حيث يؤكد الدكتور حمدي عبدالله عميد كلية التربية الفنية بجامعة حلوان بمصر
ان الرسم يقدم للطفل خبرات يستفيد بها في حياته مثلما يستفيد من دراسة الرياضيات والعلوم واللغة العربية، والتربية الفنية يمكنها أن تساعد الطالب على استذكار المواد الدراسية وربطها بعضها البعض عن طريق الرسم التخطيطي للمواضيع الدراسية، وكذلك فانه عندما يرسم الطفل اشكالا ورسوما ينتبه فيها لمسألة الابعاد والقياسات فان هذا سيفيده في فهم الهندسة والعلوم وتفاصيل اخرى يحتاجها في تعامله مع المواد الدراسية المختلفة.
وهكذا نرى أن أطفالنا الصغار يستثمرون امكاناتهم وقدراتهم في اللعب والنشاط والرسم اعتمادا على انها أنشطة تلقائية حرة يعبرون بها عن أنفسهم، فلنجرب تأمل انتاجات ابنائنا الفنية ونشجعهم على ابداعات مختلفة وجديدة لنتمكن من اثراء خبرات اطفالنا العقلية والحياتية من خلال الأنشطة الفنية التي يمارسونها.
لنلعب معا:
نشترك مع أبنائنا في اللعب لالنعلمهم المهارات فقط بل لنشعرهم بمتعة المشاركة ولنمنحهم المزيد من الثقة والكثير من الحب..
الرسم بالخيط:
تحتاجين لهذا النشاط طلاء سائل وخيطا عريضا، اسكبي بعض قطرات اللون على الورقة ثم اطلبي من الطفل وضع الخيط على الطلاء وتحريكه كما يريد، سينتج من هذه الحركة أشكال جميلة ، وللتنويع يمكن اختيار ألوان أخرى أو خلط لونين معا، وأختيار أنواع مختلفة من الخيوط، شجعي طفلك على ابتكار اشكال غريبة ويمكنك ان تثيري تفكيره في نفس الوقت بأن تسأليه أن يضع اسما لكل عمل فني يقوم به، تقبلي الاسماء الغريبة وشجعيه على مزيد من الإبداع.