متى أبدأ بتعليم طفلي القراءة والكتابة؟

متى أبدأ
بتعليم طفلي القراءة والكتابة؟

رشا عرفة

"متى أبدأ بتعليم طفلي القراءة والكتابة؟" سؤال
يستوقف الكثيرات من الأمهات، بل ويشعر بعضهن بالقلق والتوتر وخاصة اللائي
فشلن منهن في تعليم أطفالهن الكتابة، بعد أن استخدمن معهم كافة الأساليب،
حتى أن البعض منهن لجأن إلى أسلوب التعنيف ولكن دون جدوى، الأمر الذي
أشعرهن بالإحباط، وجعلهن يقررن إلحاقهم برياض الأطفال حتى قبل السن
المطلوب، أملا منهن في أن تنجح رياض الأطفال فيما فشلن هن فيه.

وفي الوقت الذي عجزت فيه بعض الأمهات في تعليم أطفالهن
الكتابة والقراءة موكلين المهمة لرياض الأطفال، نجد البعض الآخر يبدأن في
تعليم أطفالهن الكتابة والقراءة منذ سن مبكرة، مؤكدات على أن تعلم الطفل
الكتابة في سن مبكرة يجعله قادرا على نطق المفردات بطريقة سليمة، كما أنه
يوسع مداركه، ويجعله يستطيع التعبير عما يريد، شريطة أن تتحلى الأم بالصبر
وتشجعه على الكتابة ومن ثم القراءة.

تجارب أمهات

"رسالة المرأة "حاولت التعرف أكثر على
تجارب بعض الأمهات في تعليم أطفالهن الكتابة.

تقول عبير .م:
علمت طفلي كتابة بعض الحروف ونطقها وهو في سن الثالثة، بعد أن رأيت شغفه
بتعلم الكتابة، حيث كان يقوم بتقليدي في الكتابة وأنا أهم بالقيام بعملي،
حتى أنه كان يصر أن أحضر له ورقة كبيرة وقلم ويظل يقوم بالخربشة على الورقة
دون أن يمل، وبمرور الوقت وجدته يسأل عن بعض الأشياء، و يكرر بعض الجمل
التي يسمعها بالمنزل والشارع والتليفزيون طوال اليوم.

وتابعت قائلة: تعليم الطفل
القراءة والكتابة منذ الصغر له دور كبير في تنمية قدراته اللغوية، حيث
يستقيم لسان الطفل، ويتعود النطق السليم للمفردات، ويستطيع التعبير عما
يريد، ويزداد إدراكه وثقافته، مما ينعكس على مستواه التعليمي فيما بعد
بالإيجاب.

وبدورها أشارت مي .ع
إلى ان الطفل يتعرف على الكتابة منذ الصغر عندما يرى والده أو والدته
يقرآن ويكتبان، ويبدأ يفهم أن الكلمات المكتوبة لها معنى، وبمرور الوقت يبدأ
في تكوين الكلمات الخاصة به عن طريق الخربشة على الورق، ناصحة الأمهات
بتشجيع الطفل على ذلك بإعطائه بعض أقلام التلوين وورقة كبيرة وتركه يكتب ما
يشاء، وبضرورة التحلي بالصبر حتى يستطعن تحقيق أهدافهن.

وتابعت قائلة: هناك الكثير من
الأمهات اللائي لا يصبرن على تعليم الطفل، وقد يلجأن للعقاب عندما لا
يمتثل الطفل لأوامرهن، الأمر الذي يجعل الطفل يتجه إلى العناد ويرفض
التعلم.

وأكدت عائشة.ك
على أن تعلم الطفل الكتابة منذ الصغر يجعله متميزا في دراسته بالمدرسة على
عكس الأطفال الذين يتعلمون الكتابة في وقت متأخر، مشيرة إلى أن الأمر
يحتاج من الأم الصبر والتحمل، محذرة إياها من اللجوء للعقاب، لأنه يجعل
الطفل يلجأ للعناد ويكره التعلم.

وتابعت قائلة: علمت ابني منذ
الصغر الكتابة قبل إلحاقه برياض الأطفال، فقمت بتهيئته أولا على الإمساك
بالقلم، ومن ثم تركته يرسم ما يريد، وبعد أن تعلم الإمساك الصحيح بالقلم
علمته الخطوط الأفقية والرأسية، ثم بعد ذلك الحروف حتى صار يكتب بشكل جيد،
مبينة أنها كانت تلجأ إلى استخدام اللهجة الحازمة إذا كرر الخطأ.

أما هيام .ا
فتقول : حاولت تعليم طفلتي الكتابة والقراءة قبل أن تلتحق برياض الأطفال،
إلا أنني فشلت في هذه المهمة، حيث كان كل ما يشغلها هو الخروج للعب مع
أصدقائها، وعندما كنت أضغط عليها لتتعلم كانت تصر على العناد وترفض، حاولت
إعطاءها قلما وورقة وتركها تفعل ما تريد حتى تستطيع الإمساك بالقلم ومن ثم
تتعلم الكتابة، إلا أنني وجدتها تقوم بالخربشة على جدران المنزل وعلى كل ما
يقابلها بالمنزل بل على ووجهها وأيديها، مما أثار حفيظتي وجعلني أقرر
ذهابها لرياض الأطفال حتى قبل السن المطلوب .

نصائح وتدريبات

لكن ترى متى يبدأ الآباء في تعليم الطفل القراءة والكتابة؟
وهل تعليم الطفل القراءة والكتابة مبكرًا يساعد في نمو قدراته العقلية؟ وما
المهارات التي يفضل تعليمها إياه في هذه السن المبكرة؟.

أشارت الدكتورة أميرة عبد السميع، مدرس التربية الخاصة
بجامعة المنصورة بالقاهرة، أن الطفل في عمر الثالثة يحتاج إلى تنمية
المهارات الإنمائية كمهارات الذاكرة والانتباه والتركيز من خلال مجموعة من
البرامج الموجودة في بعض كتب الأطفال، والتي تتناسب مع عمره مبينة أن هذه
المهارات هي الأساس الذي تقوم عليه العملية التعليمية عند الطفل، لأن صلاح
الجوانب الإنمائية يصلح الجوانب الأكاديمية التعليمية مثل القراءة والكتابة
والحساب، فهذه المهارات لن تتكون عند الطفل بشكل جيد إلا إذا تدرب الطفل
عليها بشكل صحيح في هذا العمر. بحسب جريدة اليوم السابع.

وأوضحت أن هناك مجموعة من التدريبات التي تنمى التركيز عند
الأطفال مثل تدريب التآزر البصري الحركي،
وهو ضبط حركة العضلات الذي يتيح لليد أن تقوم بالمهمة
وفق الطريقة التي تراها العين ، فللبصر دور هام في تعلم الإنسان ، فهو
الحاسة الأقوى والنفاذة نحو المثيرات ومن خلالها يستطيع الفرد اكتساب مواد
التعلم ، وعملية الكتابة عنصر من عناصر التعلم ، لذا فإن التآزر البصري
الحركي يلعب دوراً مهماً في كتابة الطفل ، فالعيون تبصر وتترجم ما وقع عليه
الإبصار من صورة ورسومات وجمل وعبارات وأشكال هندسية ، واليد تكتب ، فعن
طريقها يتعلم الأطفال الأحرف ، والكلمات والجمل ، والأشكال والرسومات على
اختلاف أنواعها ، مشيرة إلى أن هذه المرحلة مهمة جدا لتنمية حواس الطفل،
وتعليم الطفل كيف يوظف هذه الحواس بطريقة صحيحة، وأن زيادة تفاعل الأطفال
مع أنشطة الرسم والتلوين تنمي الطفل معرفيا بالأشياء المحيطة حوله، شريطة
أن يكون النشاط الذي يقوم بتلوينه هادفا، وأن يكون هناك تجديد في شكل
النشاط الذي يقوم الطفل بأدائه، والأماكن التي يقوم الطفل بأداء الأنشطة
فيها.

ونصحت الآباء باختيار كتب الرسم والتلوين والأنشطة التي
تناسب المرحلة العمرية للطفل، والقائمين على دور مؤسسات رياض الأطفال،
بتوفير معلمة تقوم بتنمية هذه المهارات بشكل تربوي علمي هادف يساعد على
تشكيل طفل خال من أي مشكلة تعليمية في المستقبل.

محاذير

بدوره بين دكتور داود حلس الاختصاصي التربوي في الجامعة
الإسلامية بفلسطين، أن تعليم الطفل للكتابة يحتاج إلى صبرٍ كبير، وأن
الطفل قد لا يتقبل فكرة إجباره على القيام بمهمةٍ ما، وإنجازها على أكمل
وجه، ولا يفهم أي طلب يطلب منه بطريق الأمر، فيتجه إلى العناد أو الإضراب،
ناصحا الأم بالصبر والتحمل، لأنهما الوسيلة المثلى التي تساعدها على تحقيق
ما تصبو إليه، بعكس ما إذا كانت الأم عصبية في التعامل مع الطفل، حيث مما
ستجعله يكره العلم ويبعد عنه، مشيرا إلى أهمية دورها في تنمية قدرات طفلها
في هذا المجال، وأن عليها تشجيعه على الاستماع للقصص القصيرة، خاصة قبل
النوم، لأنه أكثر الأوقات التي يكون لدى الطفل رغبة للاستماع فيها، فلو كان
الطفل مستمعاً جيداً سيكون حتما كاتباً وقارئاً جيدا.ً بحسب فلسطين أون
لاين.

وأشار إلى ضرورة تعليم الطفل الكتابة منذ نعومة أظفاره،
مشيرا إلى أن الكتابة المعروفة لدينا بالخربشة هي بداية التعليم،، وأنه
كلما تطورت وأدت إلى معانٍ تؤدي في النهاية إلى تعليمه الحروف، والكيفية
الصحيحة للإمساك بالقلم.

وأضح حلس أن هناك الكثير ممن يعتقدون أن رياض الأطفال دورها
تعليم الطفل الكتابة، وهذا غير صحيح، لان دور رياض الأطفال هو تدعيم العلم
الموجود لديه أصلاً، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الأمور الضرورية التي لا
بد من مراعاتها في تعليم الطفل الكتابة منها وجود مكتبة بالمنزل، وتعويد
الطفل على كيفية فتح الكتاب ومسكه وإرجاعه، حيث ستكون بداية تهيئته
للقراءة والكتابة منذ الصغر.

العلم في الصغر كالنقش على الحجر

مفيد وقيم

موضوع مهم جدا شكرا لك بختة

» كيف أعلم ابني/ ابنتي القراءة والكتابة ؟
» كيف ادرب طفلي على القرائة و الكتابة و على الحروف الهجائية و الارقام
» أب يقوم بتعليم ابنته الصغيرة الحروف الأبجدية بطريقة غريبة!.
» كيف أجعل طفلي يدافع عن نفسه
» مدرسة فرنسية تقوم بتعليم الطلاب الرسم على الحائط وفن الجرافيتي بطريقة إحترافية