يعد مرض هشاشة العظام أكثر أمراض العظام انتشارا فى العالم، وتكمن خطورته في عدم وجود أعراض واضحة، ويتسبب في ضعف تدريجي في العظام حيث نلاحظ سهولة الإصابة بترقق العظام وبالتالي سهولة كسرها. فعند فقدان العظام للكالسيوم وغيره من المعادن، تصبح أكثر قابلية للكسر وأكثر مسامية، وتكون أكثر سهولة للإصابة بالكسور نتيجة الإصابة بحوادث بسيطة أو سقطة بسيطة، ويتفاقم المرض ببطء وصمت،
ولا يدرك معظم المصابين أنهم مصابون بمرض هشاشة العظام إلا عندما تنكسر عظامهم، ويكون عادة العمود الفقري والوركين والرسغين هي أكثر مناطق الكسر شيوعا، حيث يتعرض في كل سنة العديد من المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال.
وتمثل النساء النسبة الأعلى في الإصابة بهشاشة العظام، وفي الواقع فإن حوالي امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تصاب بهشاشة العظام، واثبتت الدراسات أن هشاشة العظام تسبب في كسور العظام خاصة لدى النساء 80% تقريبا نساء مقارنة بالرجال، كما أن نصف عدد النساء وحوالي 13% من الرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين سيصابون بكسر عظمي مرتبط بهشاشة العظام خلال سنوات حياتهم، وتزيد نسبة الإصابة بين النساء بسبب قلة الكتلة العظمية مقارنة بالرجال في نفس المرحلة العمرية إضافة الى الحمل والرضاعة ودور هرمونات الأنوثة ومرحلة سن اليأس. ويعد "حدب السيدة العجوز" علامة واضحة في أوساط كبار السن على الإصابة بهشاشة العظام.
وكثيرا ما يوصف مرض هشاشة العظام بأنه مرض الشباب الذي يظهر في الكبر، ومن أجل صحة العظام فإن المحافظة على صحة العظام هي عملية تستمر مدى الحياة، فهي تبدأ من عمر الطفولة وتستمر طوال سنوات مابعد بلوغ سن الرشد لبناء العظام ووقايتها، ويمكن الحماية من الإصابة من هذا المرض عند إتباع العادات الغذائية الصحية، فحوالي 50% من عملية تكوين العظام تتم خلال سنوات النمو في فترات المراهقة، وحتى في سنوات الشباب الأولى في بداية العشرينات، تكون العظام أقوى وأكثر كثافة، وبحلول الثلاثينات تكون العظام بنفس كثافتها التي ستظل عليها حتى سنوات العمر المتقدمة، وكلما كانت العظام أكثر كثافة قبل بلوغ منتصف العمر كانت أكثر قدرة على تحمل فقدان العظام الذي يحدث بشكل طبيعي في سنوات الشيخوخة.
فالعظام أعضاء نشطة وحيوية حيث تمر بهدم وإعادة بناء، وعملية بناء وهدم العظام هى عملية مستمرة طوال عمر الانسان ولكن فى فترة الطفولة حتى عمر الشباب تتغلب عملية البناء على عملية الهدم، مسببة زيادة فى طول وكثافة العظام، ويستمر ذلك النمو حتى سن الثلاثين تقريبا حيث تبلغ العظام ما يسمى (ذروة الكثافة العظمية).
بعد ذلك قد تبقى كتلة العظام ثابتة أو تتناقص ببطء فى الحالات الطبيعية، أما فى حال الاصابة بهشاشة العظام فان الكتلة العظمية تتناقص بسرعة كبيرة مسببة المرض.
أسباب هشاشة العظام
التغيرات الهرمونية التى تصاحب سن اليأس عند النساء وبخاصة نقص هرمون الاستروجين، التى تزيد من فقد الكتلة العظمية، أو نقص الهرمون الذكرى عند الرجال وكلها من التغيرات التى تصاحب التقدم فى السن.
عدم كفاية الكاليسيوم وفيتامين دي فى الوجبات اليومية.
التدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين وشرب الكحول.
عدم ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية.
تناول أدوية معينة مثل السترويدات ومضادات التشنج وكذلك عند ازدياد نشاط الغدة الدرقية.
العوامل الوراثية مثل اصابة أحد أفراد العائلة بهشاشة العظام.
الدخول المبكر فى سن اليأس أو استئصال المبيضين.
الوقاية من هشاشة العظام:
إن من أهم طرائق الوقاية من هشاشة العظام هو تناول كمية وافرة من الكالسيوم التي تتواجد بشكل رئيسي في الحليب ومنتجاته مثل اللبن والزبادي والأجبان، وتكون الكارثة عندما نتجنب تناول الحليب ومنتجاته ونتناول المرطبات والمشروبات الغازية.
كما أن تناول الكافيين الموجود في الكولا والقهوة يزيد من معدل فقدان الكالسيوم بخروجه من البول، ولكن تناول الكافيين باعتدال له تأثير طفيف على صحة العظام، فتناول فنجان واحد من القهوة العادية يحول دون امتصاص الكالسيوم الموجود في ملعقة صغيرة من الحليب، لذلك يجب تقليل ما نتناوله من منجات غذائية تحتوي على الكافيين، كما أن المنتجات التي تحتوي على صوديوم (الذي يتوافر عادة في المعلبات الغذائية) لها تأثير أعظم على امتصاص الكالسيوم من الكافيين، ويمكن تجنب تأثيرهما إذا كان مقدار ما نتناوله من الكالسيوم كافيا.
الكحول والتدخين أيضا يمنعان امتصاص الكالسيوم، ويتسبب التدخين في زيادة الإسراع بفقدان العظام، وتؤدي عادة تدخين علبة سجائر واحدة يوميا أن تخفض كثافة عظام النساء عند وصولهن إلى سن اليأس بنسبة 5-10% إضافية.
ويساعد تناول الحليب المدعم بفيتامين د من عملية امتصاص الكالسيوم، كما أن الشمس تساعد الجسم على صنع فيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم، كما يساعد ممارسة النشاط الرياضي في المحافظة على كثافة العظام، خاصة رياضة المشي والركض ورياضة الايروبيك والكرة الطائرة والتنس، حتى بعض أنواع الأعمال المنزلية تعتبر أنواع من الرياضة المفيدة لصحة العظام.
إن مسألة الوقاية وعلاج هشاشة العظام تعتمد على: تناول مقادير كافية من الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم مع أهمية ممارسة الأنشطة البدنية ويفضل التي تشمل تمرينات تحمل أوزانا، ويجب تذكر الآتي:
- يجب الوقاية من الانزلاق والسقطات، حيث يتسبب ذلك في التعرض بسهولة إلى كسور عظمية.
- استشارة الطبيب في مدى الحاجة إلى تناول عقاقير هشاشة العظام مثل الدندرونات الذي قد يساعد على استعادة بعض النسيج العظمي، وكذلك استشارة الطبيب بشأن عقاقير المكملات الغذائية، علما بأن هرمونات الغدة الدرقية والاسترويدات تزيد من معدل فقدان كتلة العظام.
- تناول الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم والفوسفور وفيتامين د، وهناك عناصر غذائية أخرى تزيد من كثافة العظام مثل المغنسيوم والبوتاسيوم وفيتامين ك