عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: مطاردة شعرية بين عبيد بن الأبرص , وأمرؤ القيس 2/14/2012, 22:35 | |
| ومن أجمل المطاردات الشعرية التي تُروى[1] عن العرب في الجاهلية قبل الإسلام ما جاء في " ديوان امرؤ القيس بن حُجر الكِنديّ " - صاحب المعلقة - أن عبيد بن الأبرص لقي امرؤ القيس فقال له : " كيف معرفتك بالأوابد؟[2] " فقال امرؤ القيس : " قل ما شئت تجدني كما أحببت "
فقال عبيد بن الأبرص مُلغزاً :
ما حيّةٌ ميتةٌ قامت بميِتتِها * * * درداءُ ما أنبتتْ سناً وأضراسا ؟[3]
فقال امرؤ القيس :
تلك الشعيرةُ تُسقى في سنابلها * * * فأخرجتْ بعد طول المُكث أكداسا
فقال عبيد :
ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ * * * لا يستطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا ؟[4]
فقال امرؤ القيس :
تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلها * * * روّى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد :
ما مُرتجاتٌ على هَولٍ مراكِبُها * * * يقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُهَا * * * شَبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا[5]
قال عبيد بن الأبرص :
ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيس بها * * * تأتي سِراعاً وما تَرجِعنَ أنْكاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها * * * كفى بأذيالهَا للتُّربِ كنّاسَا
فقال عبيد :
ما الفَاجِعاتُ جَهَاراً في عَلانِيَةٍ * * * أشدُّ من فَيْلَقٍ مَملُوءةٍ بَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ * * * يَكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا
فقال عبيد :
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ * * * لا يَشتَكينَ وَلَو ألجَمتَها فَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سبحوا * * * كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا[6]
فقال عبيد :
مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ * * * قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكاً * * * دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
فقال عبيد :
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ * * * ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلهَا * * * رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا
----------------------------------- 1/ شكك بعضهم في صحة هذه المساجلة الشعرية على حسب ما جاء في حاشية الديوان ولذا قلت " يُروى " بصيغة التمريض وعلى أي حال فهي جديرة بالقراءة والاستمتاع بما فيها من ألغاز تعجيزية ومُفيدة ومُسلّية . 2/ الأوابد : الشوارد من القوافي والآبدة : الكلمة أو الفعلة الغريبة . لسان العرب . 3/ الدرداء : أي الذاهبة أسنانها . لسان العرب . 4/ أي : أنها تكون تارةً سوداء وتارةً بيضاء وتشترك في نفس الاسم . 5/ كان من شرك العرب في الجاهلية أنهم يرجون النجوم وينسبون لها أشياء منها المطر حتى أن رسول الله صلى - بعد أن صلى صلاة الصبح بالحديبية على أثر مطر كان من الليل – قال : ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ( قال : أصبح من عِبادي مؤمنٌ بي وكافر ، فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافرٌ بالكوكب وأما من قال مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب ) رواه البخاري ومسلم - والنوء : النجم - . وحول هذا المعنى يقول الأديب منصور بن إسماعيل التميمي المتوفى سنة ( 306 هـ ) :
إذا كُنت تزعمُ أنَّ النُجوم * * * تضرُّ وتنفعُ من تحتها فلا تنكر على من يقول * * * بأنَّك بالله أشركتها
6/ يُشبه القوم في حالت الخوف فوق ظهور الخيل بـ" الحِلس " وهو الكساء الذي يكون فوق ظهور الخيل والإبل الملازم لها وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام احمد وأبو دود في تجنب الفتن : ( إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ) قالوا فما تأمرنا ؟ قال : ( كونوا أحلاس بيوتكم ) - أي ملازمين لها - . | |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: مطاردة شعرية بين عبيد بن الأبرص , وأمرؤ القيس 2/14/2012, 23:06 | |
| حقا رائعة --شكرا لنقلك هذه الرائعة لنا | |
|