كانت الغاية من الجراحة الانكسارية حتى وقت قصير هي تصحيح الخطأ الانكساري في العين وتخليص المريض من نظارته أو على الأقل تخفيف درجات النظارة ولكن عند السؤال عن سعادة مرضانا بعد الجراحة أجاب 25% منهم عن سوء القدرة البصرية في الأماكن المظلمة أو عند قيادة السيارات و التي أصبحت جزءً هاما من المشاكل التي يجب أن توضح للمريض قبل الجراحة والتي لا يمكن تجنبها والتي يجب على المريض أن يتعايش معها إن حدثت.
عند البحث عن سبب هذا التأثير الجانبي للجراحة الانكسارية تبين أن الجملة البصرية للعين المعالجة قد أصبحت أسوأ. إن قياس جودة الجملة البصرية في الدراسات التقنية البصرية التي تدرس الأجهزة البصرية معروفة منذ زمن طويل وذلك عن طريق تحليل مقدمة الموجات, لهذا قمنا بدراسة واستخدام التقنية البصرية التي تدرس الأجهزة البصرية وطبقناها على العين لمعرفة مشاكل الجملة البصرية في العين حيث لاحظنا ازديادا في الزوغان البصري في العيون المعالجة بالليزر وبالتالي أصبح لابد من قياس الزوغان لدى كل مريض قبل الجراحة الليزرية على القرنية والذي دعا الى تطوير أجهزة ليزر تمكننا من معالجة الزوغان اضافة الى الخطأ الانكساري الموجود معتمدة على تقنية تسمى تقنية مقدمة الموجة الضوئية.
أوضحت نتائج الدراسات السريرية الأولى ان هذه الطريقة لاتخلو من الأخطاء والتي كانت سببا في التطوير التقني لهذه الطريقة فقد بينت الدراسات تحسنا في الجملة البصرية للعيون التي اجريت لها عمليات الليزر وفق هذه التقنية مقارنة مع الطرق السابقة التقليدية للمعالجة بالليزر وقد لوحظ لدى 20% من المرضى قدرة بصرية بعد الجراحة حوالي 20/10 كما يذكر البروفسور زايلر في احدى مقالاته تحسن القدرة البصرية عند أحد المرضى الذين اجريت لهم الجراحة الليزرية بالاعتماد على التقنية الجديدة إلى 32/10 وهنا يطرح سؤال نفسه هل تصبح مثل هذه القدرة البصرية هدفا ذي معن في الجراحة الانكسارية أم يجب أن تعتبر هذه من الحالات النادرة التي حدثت.
نعلم أن القدرة البصرية تتدنى في العيون الكسولة وأن تصحيح سوء الانكسار هنا لا يتبعه بالضرورة تحسن في القدرة البصرية. لذلك أصبح من الممكن في حال تحسين الجملة البصرية للشكل المثالي (من الناحية التقنية البصرية) أن تتحسن القدرة البصرية رغم الاستثناءات. في كل حالات القدرة البصرية القياسية وتحطيم أرقام القدرة البصرية العالية علينا أن لا ننسى أن الهدف الأساسي من المعالجة بمقدمة الموجة في الجراحة القرنية الانكسارية هو التخلص من مشكلة سوء الرؤية في الأماكن المظلمة أو عند قيادة السيارات بعد الجراحة ولكن ان حدث تحسن في القدرة البصرية الى ماهو أعلى من الطبيعي فإنه نعم الاختلاط.
يذكر البروفسور زايلر استاذ ورئيس مشفى العيون في مشفى زيوريخ حاليا وهو أول من استخدم أشعة الاكزيمرليزر في الجراحة القرنية والذي طور هذه التقنية الجديدة أنه لابد من التفكير باستخدامات أخرى لهذه التقنية كاستخدامها في زحل المحور البصري قليلا عند الأشخاص المصابين بالمراحل الأولى من اعتلال الشبكية والمشيمية المركزي بحيث تسقط صورة الأشياء على منطقة شبكية سليمة أو في إعادة التثبيت قرب المركزي عند بعض المرضى ليصبح تثبيتا مركزيا فتتحسن الرؤية لديهم كذلك يمكن استخدام هذه التقنية لتشخيص حالات القرنية المخروطية في مراحلها البدئية كما أننا نتساءل ما هي أعلى قدرة بصرية يمكن أن يراها الإنسان عند معالجة كافة أشكال الأخطاء الانكسارية البصرية؟ كالعادة تطرح التقنيات الجديدة دائما أسئلة جديدة وتطورا جديدا في الطب.
في هذه المرحلة نستخدم معالجة الزوغان بمقدمة الموجة في الجراحة الانكسارية وسوف نرى في السنوات القادمة ما الفائدة التي ستقدمها هذه التقنية للمريض والطبيب على حد السواء من الناحية التشخيصية أو العلاجية. إن هذا التقنية جعلت المرضى لا يفكرون في التخلص من نظاراتهم فقط وإنما الوصول إلى قدرة بصرية خارقة. هذا يذكرنا بتطور جراحة الساد (الماء البيضاء) حيث كان المريض يرغب باستخراج الساد وتحسن الرؤية ثم بدأ التطور بزرع العدسات ثم تطور الفاكو للوصول إلى قدرة بصرية مثالية دون نظارة.