فلسطيني
نهدمَ بيته ..!!
د حمزة ال فتحي
بسم الله الرحمن الرحمن
أبكي على الإلفِ أم أبكي على الدارِ
أمِ المعاني التي شَّعت بأوتارىِ؟!
ياكمْ بَكيتُ على دارٍ وهادِمهِ
فما انتفعتُ ولا أشبعتُ أوطارىِ!
لمْ يَهدمِ الكفرُ إيماني ومُعتَقدي
رُغمَ الضياعِ ورغمَ القاصفِ السارىِ
هم حوّلوا البيتَ أنقاضاً ومزبلةً
وزلزلوهُ بلا رُحْمىَ وإعذارِ
بيتي غدا منبعَ الأطلالِ واأسفى
حتى مع القهرِ لا أحيا بمقدارِ!
تَرَى الأعاربُ مأساتي ومَحزنَتي
فلا تُحسُّ لهم ألوانَ إيثارِ
أمري إلى اللهِ في كَرْبي وفي مِحَني
لنْ يَخذلَ اللهُ لوّاذاً بأذكارِ
لكنني رغمَ هذا السحقِ لا أسفٌ
على البيوتِ ولا عُتبى لأحجارِ!
قبري معي أينما يمّمتُ لا حذرٌ
يُقصيهِ عني ولا أعماقُ أسوارىِ
أَعيشُ في البؤسِ والأفراحِ لاعَجَبٌ
يبدو لديَّ فقد وطَّنتُ أفكارىِ
قضيّتي أنْ يسودَ المرءُ في بَلدٍ
بها تربّى وذاقَ المأمنَ الجارىِ
والطردُ والبُعدُ للكفرِ الليئمِ فقد
صار المُسوَّدَ في قُدسي وآثارىِ
لن يُرهبوني ولو حَطُّوا جحافلَهم
على حدودي فقد ودّعتُ أعمارىِ
أنا العزيزُ يإيماني وبُندُقَتىِ
بها أخوضُ وأُوفي العهدَ للشارىِ
أنا اليقينُ تباهَى دونما كللٍ
بكَفِّهِ قاهراتُ الفاتكِ الضارىِ
أنا العزيمةُ أثوابٌ تُجمِّلُنىِ
يَشقَى على حَدِّها مليونُ جبارِ
وكم سُقيتُ من الإسلامِ مَصبرةً
وعزةً ذاتَ أدراعِ وبتارِ
والدينُ كالدمِّ يجري في الفوآدِ وفي
روحي وجسمي وآمالي وأسرارىِ
أنا المَدينُ لدينٍ زادني أملاً
وحَطَّني فوقَ إِعزازٍ وإكبارِ
حمداً لك الله أن أبقيتَني صَبِراً
أحيا بنورٍ وإيمانٍ وتَذكارِ
أُشيَّدُ البيتَ بالعزِ الكبيرِ ولا
أغادرُ الأرضَ رغم الجاحمِ الهارىِ
فيهِ أُرتِّل آياتي وأنشرُها
مع النجومِ وأشدو بعدُ أشعاري!