واشنطن/ الأم دائما هي الرقيب الأول على طفلها، وهي أهم عين تلاحظه وتتابعه وتلتقط التغيرات التي تطرأ عليه، لذلك لابد أن تكون كل أم على دراية كاملة بما يحدث للأطفال وخاصة حديثي الولادة، حتى تعرف متى تستشير الطبيب، لأن هناك أمراض تصيب الأطفال حديثي الولادة ولكنها طبيعية مثل:
الصفراء:
تظهر الصفراء في الطفل الطبيعي في اليوم الثالث بعد الولادة، وتكون في بياض العين و الجلد ويكون اللون عموما مائلا للأصفر وليس للأخضر، ولا يصاحبها أي أعراض خطيرة مثل عدم القدرة على الرضاعة أو قلة في النشاط اليومي المعتاد للطفل من حيث حركته أو نومه، أما الصفراء في الطفل المريض فتبدأ غالبا منذ اليوم الأول للولادة وتكون نسبتها مرتفعة، ولونها في بعض الأحيان مائلا للبرتقالي وذلك بسبب زيادة في تكسر الدم أو اخضر فيكون سببها انسداد في إحدى القنوات المرارية، ويصاحب كلاهما قلة في نشاط المولود و رضاعته.
والرضاعة الطبيعية تطيل فترة الصفراء في الطفل الطبيعي لفترة قد تتجاوز الشهر، ولكن هذا لا داعي للقلق إذا أثبتت التحاليل أن الصفراء حميدة وليست من النوع الضار، ويمكن للأم في هذه الحالة قطع الرضاعة الطبيعية إذا أرادت ثلاثة أيام و استعمال اللبن الصناعي ثم العودة للرضاعة الطبيعية بعد ذلك.
السرة:
إن الحبل السري للمولود هو همزة الوصل بينه وبين الأم داخل الرحم طوال مدة الحمل، وتعتبر السرة مكانا يسهل للميكروبات العيش فيه إذا لم تتم العناية به بالطريقة الصحيحة منذ الساعات الأولى من الولادة، ويكون ذلك عن طريق إضافة الكحول المخفف للسرة " الغسول السري"، مرتين على الأكثر في اليوم لمدة خمسة أيام.
وتسقط بقايا الحبل السري غالبا في اليوم العاشر أو الحادي عشر بعد الولادة، ولكن إذا لم يحدث هذا وتأخر سقوطها، فهذا أمر لابد من أخذه بعين الاعتبار، وعمل التحاليل اللازمة لمعرفة السبب ففي بعض الأحيان يكون ذلك نتيجة لخلل في عمل كرات الدم البيضاء، والمعروف باسم " leuco penia " وهو الذي يؤخر سقوط السرة لمدة قد تصل إلى شهر أو ما يزيد، ولكن يصاحب هذا المرض أشياء أخرى مثل تكرار حدوث التهابات صدرية أو نزلات معوية عند الطفل المصاب، وجود طفح جلدي بدون صديد على جسم الطفل.
ارتفاع درجة الحرارة:
إن أفضل مكان لقياس درجة حرارة الوليد هي فتحة الشرج، وتعتبر درجة الحرارة حينئذ هي درجة الحرارة الحقيقية لجسم الطفل، علما بأنه لوتم أخذ درجة الحرارة من تحت الإبط يجب إضافة نصف درجة إليها لتصل للدرجة الحقيقية للجسم، ودرجة الحرارة عموما تتراوح بين 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية، وتعتبر قراءات ما دون ذلك أو أعلى من ذلك تستدعي استشارة الطبيب الفورية.
و تعتبر أول ثلاثة أشهر من عمر أي طفل هي الفترة الحرجة، والتي يكون فيها أي ارتفاع في درجة الحرارة لزاما لدخول المستشفى، حتى ولو لم تلحظ الأم أي علامات مرضية على الطفل، حيث إنه يكفي ارتفاع درجة الحرارة لتشخيص أمراض خطيرة كالتهاب السحايا أو تسمم الدم أو غيرهما من الحالات الحرجة.
وفيما يختص بالحرارة ، نذكر كل أم بأنه لا يتوجب عليها استعمال المضاد الحيوي عند أي ارتفاع في درجة الحرارة، حيث إنه ليس العلاج الناجع لكل ارتفاع، وذلك لأن المضاد الحيوي يقتل البكتيريا وليس له أي فاعلية ضد الفيروسات أو الفطريات، والتي يمكن أن تكون المسببة لارتفاع درجة حرارة الطفل وفي هذه الحالة يتسبب المضاد الحيوي في تقليل مناعة الطفل وليس علاجه، ولذلك يجب عدم التعجل بإعطاء الطفل أي نوع من أنواع المضادات الحيوية إلا بإذن الطبيب المختص.
التحصينات:
تعتبر التحصينات من أهم الاختراعات العلمية لصحة الإنسان، وخاصة الطفل حديث الولادة، حيث أنها تزوده بالمناعة ضد كثير من الميكروبات و الأمراض الخطيرة، التي يمكن أن تؤثر على حياته و مصيره.
لذلك يجب أن تهتمي بتطعيم طفلك كل التطعيمات المسجلة في وزراة الصحة، وهي إجمالا عبارة عن لقاح الالتهاب الكبدي الفيروسي ب، شلل الأطفال، لقاح الثلاثي البكتيري، هيموفيليس أنفلونزا ب، تطعيم ضد الدرن، لقاح الحمى الشوكية الرباعي.
وأخيرا عزيزتي الأم: لابد أن تعلمي أن حرصك عل متابعة طفلك باستمرار وتدوين ملاحظاتك وزيارة الطبيب الدورية، هي أفضل طريقة للكشف عن أي اعتلال في صحة وليدك منذ البداية وهي أول طريق العلاج.