بيت لويس براغان ... تجربة السحر المعمارى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
واجهة مدخل البيت
بناة - خاص - نيومكسيكو سيتى:

كيف يصمم المعمارى المكسيكى العالمى لويس براغان ( Luis Barragán ) , أنه يغمض عينيه , يسير فى الفراغ ليتخيل ماذا يحب أن يرى وهو سائر ؟ , بماذا يريد أن يشعر ؟, ماذا يحب أن يسمع ؟ , ماذا يحب أن يشم ؟ , بإختصار هو يصمم تجربة إنسان ... تجربة ممتعة ... تجربة ترضى طموحات وتطلعات مستخدمى هذا الفراغ لأقصى حد, فهو كأحد رواد عمارة الحداثة الذين يؤمنون بالعقل والمنطق والوظيفية, إلا أنه كان له قناعة خاصة بأن الوظيفية لا يجب أن تقتصر على الفزيائية المادية فحسب إنما لتمتد للروحانية وتؤدى وظيفتها فى تلبية إحتياجات نفسية الإنسان.

بيت لويس باراغان، الذي بني في 1948 ، يمثل واحداً من أهم الأعمال المعمارية المعاصرة في العالم ، والمعترف بها من قبل منظمة اليونسكو والتى إدراجته في عام 2004 في قائمة التراث العالمي. وبذلك يكون هو المبنى الوحيد ذو الملكية الفردية في أمريكا اللاتينية والذي حقق مثل هذا التمييز، لأنه ، كما ذكر من قبل اليونسكو في الإعلان الخاص بها : " تحفة في تطوير الحركة الحديثة ، والذي يتضمن توليفة جديدة من التقليدية والعامية ومختلف التيارات الفلسفية والفنية في كل العصور". تأثير لويس باراغان التأثير في العمارة العالمية لا يزال ينمو كل يوم ، ومنزله ، والحفاظ عليه أمانة ... مصممها عاش هناك حتى وفاته في 1988 ، هو واحد من أكثر المواقع زيارة في مكسيكو سيتي من قبل المعماريين و خبراء الفن في جميع أنحاء العالم. وتعود ملكية هذا المتحف - والذي يتضمن مكان ورشة عمل المعماري - لحكومة ولاية خاليسكو ومؤسسة العمارة "تابتيا لويس باراغان".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المدخل | © casaluisbarragan.org

عندما تتأمل البيت , وتتذكر أنه تم بناءه عام 1948 , تبدأ فى فهم كيف كان لويس بارغان سابقاً لعصره وأحد أهم رواد العمارة العالمية , فلم يكن فوزه بجائزة بريتزكر العالمية ( Pritzker ) الأرقى فى مجال الهندسة المعمارية من فراغ وهو معظم أعماله كانت محلية فى المكسيك إلا أن تأثيرها كان قوى على حركة المعمار فى العالم كله إلى الأن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فناء الأوانى | © casaluisbarragan.org

الحواس الخمس ... أنها وسيلة إتصال الإنسان مع العالم من حوله ,وبراغان كمعمارى يعلم أنه ينشئ عوالم صغيرة من الفراغات التى ينشئها, ولتكون معمارى ناجح يجب أن تنواصل مع الإنسان عبر هذه الأدوات كلها, السمع, الرؤية, الشم, اللمس, والتذوق. وليستطيع أن يحقق ذلك تجده تأمل كثيراً فى الطبيعة, فهى تجربة حية ناجحة فى تواصل الإنسان مع عالمه , ماذا يجعله يسترخى ويهدئ ؟, ماذا يجعله يتحفز وينشط ؟, ماذا يجعله يتأمل ويفكر ؟.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المعيشة | © casaluisbarragan.org

لخضرة ... الأشجار والزهور والثمار , أنه يعلم تماماً لا شيئ يستطيع أن يفعله الإنسان قادراً على مجاراة هذه الطبيعة الساحرة, فكان عنصراً أساسياُ عند باراغان أن يتى به للداخل والخارج فى كافة أعماله , اللون الأخضر بظلاله ودرجاته , مع تطعيمات من الألوان الصغيرة المبهجة للزهور والثمار , والرائحة والتذوق ... انها الخلطة المثالية التى تداعب حواس الأنسان .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الردهة | © casaluisbarragan.org

وللمياه أيضاً تأثيرها الساحر مما دفع باراغان أن لا يتخلى عنها فى أى من تصميماته , فصوت خريرها الساحر وإنعكاستها على المكان قادر أيضاُ على تملك مشاعر الإنسان , فلم يكن ليتركها دون أن يستغلها. وكان لسفره لأوروبا بعد تخرجه عام 1925 الأثر البالغ عليه لما شاهده من العمارة الإسلامية فى غرناطة وعمارة البحر المتوسط.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المعيشة | © casaluisbarragan.org
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ركن المعيشة - الغرفة البيضاء
أما الألوان ... فأنه أكثر المعماريين إستخداماً للألوان, لا يخشاها , ويعلم معانيها وتأثيراتها على نفسية الإنسان, فتجدالبيت غني بالألوان الفاتحة والغامقة والمبهجة والقاتمة, لكل لون مكانه ووظيفته, فلا تستطيع أن تمنع نفسك من الإنبهار فى إتقانه لإستخدام هذه الألوان ... وشجاعته أيضاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التراس | © casaluisbarragan.org

وكجزء من التجربة البشرية فى إستخدام الفراغ, نجده تعامل حتى مع الصفات البشرية , مثل "الفضول" , فهو دائماً ما يجعلك متطلع لما لم تراه بعد فى أى فراغ تستخدمه, دائماً ما تجد ركن الفضول هذا فى عمارته , فهو يحجب عنك الرؤية متعمداً ليثير فضولك عما يحتجب عنك, وعندما تصل إليه لن يخذلك ابداً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مسقط الدور الأرضى | © casaluisbarragan.org

وأخيراً ... فلا يمكن أن نتحدث عن عمارة الحداثة دون ذكر "للنسب الذهبية", هذه النسب التى خلقها الله فى الطبيعة ليتلقاها الإنسان ويستخدمها , لم تكن لتغييب عن عقل براغان , فكل نفصيلة فى البيت بديعة فى نسبها , فلم يكن باراغان معمارى عادى بأى مقياس من المقاييس .. بل فيلسوف يذوب عشقاً فى الطبيعة والعمارة, حتى الأن تتأمل هذا البيت ترى أن أفكاره لازالت صالحة وتستخدم حتى الأن, ولازال بيت لويس براغان أهم الأعمال المعمارية فى التاريخ الإنسانى إلى الأن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]التراس | © casaluisbarragan.org

[youtube][/youtube]