الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

حفصة أم المؤمنين %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

حفصة أم المؤمنين %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        حفصة أم المؤمنين I_icon_mini_login  

 

 حفصة أم المؤمنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ميسون احمد
عضو
ميسون احمد


تاريخ التسجيل : 01/06/2010

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

حفصة أم المؤمنين Empty
مُساهمةموضوع: حفصة أم المؤمنين   حفصة أم المؤمنين Empty10/30/2012, 09:15

حفصة أم المؤمنين %25D8%25B2%25D9%2588%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25AA%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A8%25D9%258A


هي حفصة[1] بنت عمر
بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي (18 ق. هـ-
45 هـ/ 604- 665م)، وأُمُّها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب.

وُلِدَتْ حفصة وقريش تبني البيت قبل مالظلم والطغيان النبي حفصة أم المؤمنين R_20 بخمس سنين، وحفصة -رضي الله عنها- أكبر أولاد عمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20؛ فقد ورد أن حفصة أسنُّ من عبد الله بن عمر، وكان مولدها قبل الهجرة بثمانية عشر عامًا[2].
حياة حفصة أم المؤمنين قبل زواجها من النبي الكريم:

تزوَّجت حفصة -رضي الله عنها- من خُنَيْس بن حذافة السهمي، وقد دخلا الإسلام معًا، ثم هاجر خُنَيْس رضي الله عنه إلى الحبشة في الهجرة الأولى، التي كانت مكوَّنة من اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، يرأسهم عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه السيدة رقيَّة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم هاجر خُنَيْس بن حُذافة حفصة أم المؤمنين T_20 مع السيدة حفصة –رضي الله عنها- إلى المدينة، وقد شهد مع رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 بدرًا، ولم يشهد من بني سهم بدرًا غيره، وقد تُوُفِّيَ حفصة أم المؤمنين T_20 متأثِّرًا بجروح أُصيب بها في بدر[3].
زواج حفصة من النبي صلى الله عليه وسلم:

وبعد وفاة زوجها حفصة أم المؤمنين T_20 يرأف أبوها عمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20 بحالها، ثم يبحث لها عن زوج مناسب لها، فيقول حفصة أم المؤمنين T_20:
لقيتُ عثمان فعرضتُ عليه حفصة، وقلتُ: إن شئتَ أنكحتُكَ حفصة ابنة عمر.
قال: سأنظر في أمري. فلبثتُ لياليَ ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج
في يومي هذا. قال عمر: فلقيتُ أبا بكر، فقلتُ: إن شئتَ أنكحتُكَ حفصة ابنة
عمر. فصمت أبو بكر، فلم يُرْجِع إليَّ شيئًا، فكنت أَوْجَد عليه منِّي
على عثمان، فلبثتُ ليالي، ثم خطبها رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20،
فأنكحتها إيَّاه، فلقيني أبو بكر، فقال: لعلَّك وَجَدْتَ علَيَّ حين
عرضتَ علَيَّ حفصة، فلم أُرجع إليك شيئًا؟ فقلتُ: نعم. قال: فإنه لم
يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ علَيَّ إلاَّ أنِّي كنتُ علمتُ أن رسول
الله حفصة أم المؤمنين R_20 قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سرَّ رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20، ولو تركها رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 لقبلتُها[4].

وقد تزوَّج رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا، قبل أُحُد، وقيل: تزوَّجها رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 في سنة ثلاث من الهجرة[5].
حفصة في بيت النبي حفصة أم المؤمنين R_20:

اشتهرت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بالغَيرة على رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20
بين زوجاته الأخريات، والغَيرة في المرأة أمر من الأمور الملازمة
لطبيعتها وشخصيَّتها، خاصَّة إذا كانت لها في زوجها ضرائر، فكل واحدة منهن
تريد أن تستحوذ عليه بحبِّها وعطفها وقربها، وأن يكون لها دون سواها؛ لذا
فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها: أن نساء النبي حفصة أم المؤمنين R_20 كنَّ حزبين؛ حزب فيه: عائشة، وحفصة، وصفيَّة، وسودة، وحزب فيه: أُمُّ سلمة، وسائر أزواج النبي حفصة أم المؤمنين R_20[6]، وقد جاء في سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التحريم: 1]، أن مارية القبطيَّة المصريَّة أُمَّ ولد النبي حفصة أم المؤمنين R_20 إبراهيم، قد أصابها النبي حفصة أم المؤمنين R_20 في بيت السيدة حفصة حفصة أم المؤمنين T_20
وفي يومها، فوجَدت حفصة في نفسها، فقالت: يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ
بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي. فقال حفصة أم المؤمنين R_20: "أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟" قالت حفصة رضي الله عنها: بلى. فحرَّمها رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20، وقال: "لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ". فذكرته لعائشة -رضي الله عنها– فأظهره الله عليه، فأنزل قوله تعالى: {يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي
مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ
لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ
هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى
اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ
اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 1- 4]، ثم كفَّر النبي حفصة أم المؤمنين R_20 عن يمينه، وأصاب مارية[7].

وقد كانت حفصة -رضي الله عنها- كسائر نساء النبي تتقرَّب إليه بما يحبُّه حفصة أم المؤمنين R_20، وتسأله النفقة والمال، فعن ابن عباس حفصة أم المؤمنين T_20 أنه كان يريد أن يسأل عمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20 عن قول الله تعالى: {إِنْ
تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا
عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما- لعمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20: فكنتُ أهابك. فقال: سلني عمَّ شئتَ، فإنَّا لم نكن نعلم شيئًا حتى تعلَّمْنَا. فقلتُ: أخبرني عن قول الله حفصة أم المؤمنين U1_20: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم: 4]،
مَنْ هما؟ فقال: لا تسأل أحدًا أعلم بذلك منِّي، كنَّا بمكة لا يكلم
أحدُنا امرأَتَه إنما هُنَّ خادم البيت، فإذا كان له حاجة سَفَع[8]
برجليها فقضى منها حاجته، فلمَّا قدمنا المدينة تعلَّمْنَ من نساء
الأنصار، فجعلْنَ يكلِّمننا ويراجعننا، وإنِّي أَمَرْتُ غلمانًا لي ببعض
الحاجة، فقالت امرأتي: بل اصنع كذا وكذا. فقمتُ إليها بقضيب فضربتها به،
فقالت: يا عجبًا لك يابن الخطاب تريد ألاَّ تكلّم! فإن رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 يكلِّمنه نساؤه. فخرجتُ فدخلتُ على حفصة، فقلتُ: يا بنيَّة، انظري، لا تكلِّمي رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 في شيء، ولا تسأليه؛ فإن رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 ليس عنده دنانير ولا دراهم يعطيكهن، فما كانت لك من حاجة حتى دهن رأسك فسليني...[9].

الغَيْرة في حياة السيدة حفصة رضي الله عنها:

أوَّلاً: غيرتها من مارية القبطيَّة رضي الله عنها:
في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التحريم: 1]، قال الطبري:
اختَلَف أهل العلم في الحلال الذي كان الله جلَّ ثناؤه أحلَّه لرسوله،
فحرَّمه على نفسه ابتغاء مرضاة أزواجه، فقال بعضهم: كان ذلك مارية[10]
مملوكته القبطيَّة، حَرَّمَهَا على نفسه بيمين أنه لا يقربها طلب بذلك
رضا حفصة بنت عمر زوجته؛ لأنها كانت غارت بأن خلا بها رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 في يومها وفي حجرتها[11].

ثانيًا: غيرتها من السيدة صفيَّة رضي الله عنها:
عن أنس قال: بلغ صفيَّة أن حفصة قالت: صفيَّة بنت يهودي. فبكت، فدخل عليها النبي حفصة أم المؤمنين R_20 وهي تبكي فقال: "مَا يُبْكِيَكِ؟" قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي حفصة أم المؤمنين R_20: "إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟" ثم قال: "اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ"[12].
ثالثًا: غيرتها من السيدة سودة رضي الله عنها:
عن رزينة مولاة رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20
أن سودة اليمانيَّة جاءتْ عائشةَ تزورها وعندها حفصة بنت عمر، فجاءت سودة
في هيئة وفي حالة حسنة، عليها بُرد من دروع اليمن وخمار كذلك، وعليها
نقطتان مثل العدستين من صبر وزعفران إلى موقها -قالت عليلة[13]: وأدركتُ النساءَ يتزيَّنَّ به- فقالت حفصة لعائشة: يا أم المؤمنين اتقي! يجيء رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20
وهذه بيننا تبرق. فقالت أُمُّ المؤمنين: اتَّقي الله يا حفصة. فقالت:
لأفسدَنَّ عليها زينتها. قالت: ما تَقُلْنَ؟ وكان في أذنها ثِقَلٌ، قالت
لها حفصة: يا سودة، خرج الأعور. قالت: نعم. ففزعت فزعًا شديدًا، فجعلت
تنتفض، قالت: أين أختبئ؟ قالت: عليكِ بالخيمة -خيمة لهم من سعف يختبئون
فيها- فذهبت فاختبأت فيها، وفيها القذر ونسيج العنكبوت، فجاء رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 وهما تضحكان لا تستطيعان أن تتكلَّما من الضحك، فقال: "مَاذَا الضَّحِكُ؟" ثلاث مرَّات، فأومأتا بأيديهما إلى الخيمة، فذهب فإذا سودة ترعد، فقال لها: "يَا سَوْدَةُ، مَا لَكِ؟" قالت: يا رسول الله، خرج الأعور. قال: "مَا خَرَجَ وَلَيَخْرُجن، مَا خَرَجَ وَلَيَخْرُجن". فأخرجها، فجعل ينفض عنها الغبار ونسيج العنكبوت[14].

رابعًا: غيرتها من السيدة عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي حفصة أم المؤمنين R_20 كان إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة لعائشة وحفصة، وكان النبي حفصة أم المؤمنين R_20
إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدَّث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة
بعيري وأركب بعيرك؛ تنظرين وأنظر؟ فقالت: بلى. فركبتْ، فجاء النبي حفصة أم المؤمنين R_20 إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلتْ رجليها بين الإِذْخر[15] وتقول: يا ربِّ سلِّط علَيَّ عقربًا أو حيَّة تلدغني، ولا أستطيعُ أن أقول له شيئًا[16].

خامسًا: غيرة أمهات المؤمنين منها:
عن عائشة قالت: كان رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20
يحِبُّ الحَلوى والعَسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فيدنو
من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فَغِرْتُ،
فسألتُ عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عُكَّة عَسَل، فسقت النبي
حفصة أم المؤمنين R_20 منه شربة. فقلتُ: أما والله لنحتالَنَّ له. فقلتُ لسودة بنت زَمْعَةَ: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلتَ مغَافير[17]؟ فإنه سيقول لك: "لاَ". فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ فإنه سيقول لك: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ". فقولي: جَرَسَتْ[18]
نحلُه العُرفُطَ. وسأقول ذلك، وقولي أنت له يا صفية ذلك. قالت: تقول
سودة: والله ما هو إلاَّ أن قام على الباب، فأردتُ أن أباديه بما أمرتِنِي
فرقًا منكِ. فلمَّا دنا منها، قالت له سودة: يا رسول الله، أكلتَ مغافير؟
قال: "لاَ". قالت: فما هذه الريح التي أجد منكَ؟ قال: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ".
قالت: جَرَسَت نَحلُه العرفطَ. فلمَّا دار إليَّ قلتُ نحو ذلك، فلمَّا
دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلمَّا دار إلى حفصة قالت له: يا رسول
الله، ألا أسقيك منه؟ قال: "لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ". قالت: تقول سودة: والله لقد حَرَمْنَاه. قلتُ لها: اسكتي[19].

وعن أنس قال: كان النبيُّ حفصة أم المؤمنين R_20 عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أُمَّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربَتِ التي هو حفصة أم المؤمنين R_20 في بيتها يد الخادم فسقطَت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي حفصة أم المؤمنين R_20 فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: "غَارَتْ أُمُّكُمْ". ثم حبس الخادم حتى أُتِيَ بصَحْفَة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصَّحْفَة الصحيحة إلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا[20]، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَتْ[21].
طلاقها من النبي حفصة أم المؤمنين R_20 ورجوعها إليه:

طَلَّقَ النبي حفصة أم المؤمنين R_20 السيدة حفصة -رضي الله عنها- فلمَّا علم عمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20 بطلاقها، حثى على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد اليوم؛ فعن قيس بن زيد: أن النبي حفصة أم المؤمنين R_20 طلَّق حفصة بنت عمر تطليقة، فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلَّقني عن سبع[22]. وجاء النبي حفصة أم المؤمنين R_20 فقال: "قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ"[23].
قصة الإنفاق:

عن جابر حفصة أم المؤمنين T_20 قال: أقبل أبو بكر حفصة أم المؤمنين T_20 يستأذن على رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 والناس ببابه جلوس، والنبي حفصة أم المؤمنين R_20 جالس فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أُذِنَ لأبي بكر وعمر فدخلا، والنبي حفصة أم المؤمنين R_20 جالس وحوله نساؤه، وهو ساكت، فقال عمر: لأكلمَنَّ النبي حفصة أم المؤمنين R_20 لعله يضحك. فقال عمر: يا رسول الله، لو رأيت ابنة زيد -امرأة عمر- سألتني النفقة آنفًا، فوجأتُ عنقها. فضحك النبي حفصة أم المؤمنين R_20 حتى بدا ناجذه، وقال: "هُنَّ حَوْلِي يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ". فقام أبو بكر حفصة أم المؤمنين T_20 إلى عائشة ليضربها، وقام عمر حفصة أم المؤمنين T_20 إلى حفصة، كلاهما يقولان: تسألان النبي حفصة أم المؤمنين R_20 ما ليس عنده. فنهاهما رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20، فقلن نساؤه: والله لا نسأل رسول الله بعد هذا المجلس ما ليس عنده. قال: وأنزل الله حفصة أم المؤمنين U1_20 الخيار، فبدأ بعائشة، فقال: "إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، وَلا عَلَيْكِ أَنْ لا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ". قالت: وما هو؟ فتلا عليها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ...} [الأحزاب: 28]
الآية، قالت عائشة رضي الله عنها: أفيكَ أستأمر أبويَّ؟! بل أختار الله
ورسوله، وأسألك ألاَّ تذكر لامرأة من نسائك ما اخترتُ. فقال: "إِنَّ اللَّهَ حفصة أم المؤمنين U1_20
لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّفًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا،
لاَ تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَمَّا اخْتَرْتِ إِلاَّ
أَخْبَرْتُهَا"[24].

اهتمام النبي حفصة أم المؤمنين R_20 بتعليمها:

عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علَيَّ رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 وأنا عند حفصة، فقال لي: "ألا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ[25] كَمَا عَلَّمْتِيهَا الْكِتَابَةَ؟"[26].
وفي
الحديث إشارة واضحة إلى أن السيدة حفصة -رضي الله عنها- كانت متعلمة
للكتابة، وهو أمر نادر بين النساء في تلك الفترة الزمنيَّة الممتدة في عمق
الزمن، ومما أعان على توفُّر العلم لدى السيدة حفصة -رضي الله عنها-
وجودها في هذا المحضن التربوي بين أزواج النبي حفصة أم المؤمنين R_20، حيث اتصال السماء بالأرض، وتتابع نزول الوحي بالرسالة الخاتمة على الرسول الكريم حفصة أم المؤمنين R_20.

وقد
نتج عن هذا كله أن لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن،
وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما
كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها.

حياتها ومواقفها بعد النبي حفصة أم المؤمنين R_20:

بعد وفاة النبي حفصة أم المؤمنين R_20
لزمت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بيتها، ولم تخرج منه إلاَّ لحاجة،
وكانت هي وعائشة -رضي الله عنهما- يدًا واحدة، فلمَّا أرادت عائشة الخروج
إلى البصرة، همَّت حفصة -رضي الله عنها- أن تخرج معها، وذلك بعد مقتل عثمان حفصة أم المؤمنين T_20، إلاَّ أن عبد الله بن عمر حفصة أم المؤمنين T_20 حال بينها وبين الخروج، وقد كانت -رضي الله عنها- بليغة فصيحة، قالت في مرض أبيها عمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20:
"يا أبتاه ما يحزنك؟! وفادتك على ربٍّ رحيم، ولا تبعة لأحد عندك، ومعي لك
من البشارة لا أذيع السرَّ مرَّتين، ونعم الشفيع لك العدل، لم تَخْفَ على
الله خشنة عيشتك، وعفاف نهمتك، وأخذك بأكظام المشركين والمفسدين في
الأرض"[27].

مشاركتها في الأحداث:

ذكر ابن الجوزي في أحداث سنة ستٍّ وثلاثين أن طلحة والزبير انطلقوا إلى حفصة، فقالت: رأيِي تبعٌ لرأي عائشة[28].
حتى إذا لم يبقَ إلاَّ الخروج، قالوا: كيف نستقلُّ وليس معنا مال نجهز به
الناس؟ فقال يعلى بن أمية: معي ستمائة ألف وستمائة بعير فاركبوها. فقال
ابن عامر: معي كذا وكذا فتجهَّزوا بها.

فنادى
المنادي: إن أمَّ المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة، فمن كان
يريد إعزاز الإسلام وقتال المحلين والطلب بثأر عثمان ولم يكن عنده مركب،
ولم يكن له جهاز؛ فهذا جهاز وهذه نفقة. فحملوا ستمائة رجل على ستمائة ناقة
سوى مَنْ كان له مركب -وكانوا جميعًا ألفًا- وتجهَّزوا بالمال، ونادوا
بالرحيل، واستقلُّوا ذاهبين.

وأرادت
حفصة الخروج، فأتاها عبد الله بن عمر فطلب إليها أن تقعد فقعدت، والظلم والطغيانت
إلى عائشة تقول: إن عبد الله حال بيني وبين الخروج. فقالت: يغفر الله لعبد
الله[29].

حديثها:

روت -رضي الله عنها- عن رسول الله حفصة أم المؤمنين R_20 وأبيها عمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20 ستِّين حديثًا، اتَّفق البخاري
ومسلم على ثلاثة، وانفرد مسلم بستَّة، وقد روى عنها جماعة من الصحابة
والتابعين؛ كأخيها عبد الله، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، وحارثة
بن وهب، والمطلب بن أبي وداعة، وأمُّ مبشر الأنصارية، وعبد الرحمن بن
الحارث بن هشام، وعبد الله بن صفوان بن أمية، والمسيِّب بن رافع... وغيرهم، ومسندها في كتاب بقيّ بن مخلد ستُّون حديثًا[30].

ومن أهمِّ ما تُرِكَ عندها صحائف القرآن الكريم، التي كُتبت في عهد أبي بكر الصديق حفصة أم المؤمنين T_20 بإشارة من عمر بن الخطاب حفصة أم المؤمنين T_20، وقد اعتمد عثمان بن عفان حفصة أم المؤمنين T_20 على صحائف القرآن الكريم التي كانت موجودة عندها -رضي الله عنها- في كتابة مصحف واحد للأمصار الإسلاميَّة.
وفاتها:

تُوُفِّيَتْ -رضي الله عنها- في شعبان سنة 45هـ، على أرجح الروايات، فقد قيل: سنة سبع وعشرين للهجرة في خلافة عثمان حفصة أم المؤمنين T_20.
وإنما جاء اللَّبس؛ لأنه قيل: إنها تُوُفِّيَتْ في العام الذي فُتحت فيه
إفريقيَّة، وقد بدأ فتحها في عهد عثمان، ثم تَمَّ الفتح عام 45هـ، والراجح
أنها تُوُفِّيت عام 45هـ؛ لأنها أرادت أن تخرج مع عائشة -رضي الله عنها-
إلى البصرة بعد مقتل عثمان حفصة أم المؤمنين T_20، وكان ذلك في حدود عام 36هـ، كما ذُكر من قبلُ، فرضي الله عنها وأرضاها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حفصة أم المؤمنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مــــــوالاة الكافرين ونصرتهم على المؤمنين: مــــــوالاة الكافرين ونصرتهم على المؤمنين:
» نشيد امهات المؤمنين
» ما هو الإعجاز العلمي في حديث (مَثَلُ المؤمنين)؟
» ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها
» ام المؤمنين خديجه رضى الله عنها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الآسلامي :: --الأسلامي-
انتقل الى: