![ترك الأطفال بمفردهم داخل السيارات والمنازل يهدد حياتهم 5aa4d479cdba2626a0f7dd5f2f6b34ec](http://cdn.alrai.com/uploads/repository/thumbnail/450x350/5aa4d479cdba2626a0f7dd5f2f6b34ec.jpg_2)
لم يكن بكاؤه طبيعيا كبكاء اي طفل بل كان بكاء ممزوجا بالخوف والهلع عندما نظر حوله ولم يجد والدته بل وجد نفسه وحيدا داخل سيارة تحدق به وجوه غريبة عليه لم يملك وقتها الا الصراخ ومحاولة التعبير عن غضبه وخوفه.
طفل يبلغ من العمر عامين تركته والدته نائما داخل السيارة في مواقف احد المولات في منطقة الشميساني وقصدت المول ولم ينتبه احد لوجود الطفل الا عند سماع بكائه الشديد الذي دفع برجال الامن بالمول لمحاولة تهدئة الطفل الذي كانت تبدو على وجهه علامات التعب من البكاء ومن الحر الشديد حيث كانت نوافذ السيارة مغلقة.
فترة من الوقت والقاصدون للمول ورجال الامن يحاولون تهدئة الطفل داخل السيارة الذي كان هو بدوره يحاول فتح ابواب السيارة للخروج ولكن محاولاته باءت بالفشل وبعد نداءات القائمين على ادارة المول واعلانهم عن وجود طفل في السيارة وصلت الام التي لم تكن تتوقع ان ترى طفلها بهذه الحالة فكل ما عبرت عنه امام الجميع بقولها « لقد تركته نائما»؟.
هذه الحادثة كان يمكنها ان تودي بحياة الطفل بسبب اهمال والدته التي اعتقدت انه سيبقى نائما لحين انتهائها من التسوق في ظروف كانت مهيئة لاختناق الطفل او محاولته العبث بالسيارة وتحريكها من مكانها لتؤدي بنهاية الامر الى موته ايضا.
حوادث ترك الاطفال بمفردهم في السيارات او بالمنازل دون وجود الكبار معهم ليست بجديدة وهي من اكثر الحوادث خطورة على حياتهم كونهم غير قادرين على توفير الحماية لانفسهم والتفريق بين الخطأ والصواب وهي ظاهرة بالرغم من خطورتها الا انها مستمرة وهي ناتجة عن اهمال واضح من قبل الوالدين تجاه ابنائهم وتقديرهم الخاطئ لسلامة اطفالهم.
وفي حادثة مشابهة تركت ام طفلتها البالغة من العمر 3 سنوات في السيارة وقصدت احد المحلات التجارية للشراء معتقدة ان غيابها للحظات لن يؤثر على طفلتها التي قامت بفتح نافذة السيارة وخرجت منها لتذهب الى والدتها قاطعة الشارع المزدحم بالسيارات مما عرضها لخطر الدهس لولا توقف السيارات بشكل مفاجئ وانقاذها.
ولا تتوقف هذه الحوادث عند ترك الاطفال بالسيارات بل تركهم بالمنازل ايضا يعرضهم للخطر وهناك حوادث عديدة وقعت بالسابق من حريق بالمنزل او تناول مواد التنظيف او الدواء اثناء غياب الوالدين عن اطفالهم وتركهم بمفردهم ادت الى موت الاطفال او تهديد حياتهم للخطر الحقيقي.
ويرى اخصائيون اجتماعيون ان تعريض الاطفال للخطر نتيجة الاهمال جانب يعاقب عليه القانون ويندرج تحت مسمى الاهمال الذي يؤدي الى موتهم او اصابتهم اصابات بليغة.
واشاروا الى ان الحفاظ على سلامة وامن الاطفال مسؤولية الوالدين ومنها قضية تركهم دون وجود من يرعاهم خلال فترة غياب الوالدين عن المنزل واعتبار ان فترة الغياب القليلة لا يمكنها ان تشكل خطرا عليهم في الوقت الذي تشير الحوادث المتكررة والمتعلقة بالاطفال ان اغلبها يحدث نتيجة الاهمال وعدم ادراك حقيقة احتياج الاطفال للمتابعة والاهتمام سواء كانوا بالمنزل او برفقة ابائهم وامهاتهم بالامكان العامة او بالمدارس في ظل غياب المتابعة والرقابة من القائمين على ادارة المدارس والروضات والتي يمكنها ان تودي بحياة الاطفال.
واكدوا اهمية ابقاء الاطفال في بيئة اسرية آمنة وعدم تركهم بمفردهم تحت اي ظرف من الظروف الا بوجود اشخاص كبار مدركين للسلوكيات الخطرة لتجنبهم القيام بها.
هؤلاء الاطفال اذا ما تعرضوا لمخاطر نتيجة الاهمال فان اسرهم هي التي تتحمل عواقب هذا الامر في الوقت الذي لا يجدي فيه الندم.