غسالة الأطباق.. ابتكرتها سيدة لم تغسل طبقاً في حياتها.
JOSEPHINE COCHRANE (1839-1913)
التقارير الأولى لجهاز غسل الصحون الميكانيكية هي ذات براءات الاختراع منذ 1850 من قبل جويل هاوتون وصنع هذا الجهاز من الخشب وكان هذا الجهاز على حد سواء بطيئ وغير موثوق به اخترع* غسالة من الخشب تدار بعجلة تسقط المياه على الأطباق*. ومنحت براءة أخرى لالكسندر لوس انجليس في عام 1865 الذي كان مشابهة للأول لكن تضمن مكرنك رف نظام غير المباشر. وكان الجهاز ليس عملي أو مقبول على نطاق واسع.
تم صنع أول غسالة للصحون في عام 1880 من قبل مخترع يدعى بنجامن هاو. ولكن هذه الغسالة كانت تدار باليد ومتعبة عند الاستعمال. واعتبرت جوزفين كوكران وهي ربة بيت من انديان أول شخص تقوم بول محرك بغسالة الصحون، استغرقت اكمال هذه الماكنة عشر سنوات وانتهت منها في عام 1889 وتم عرضها في المعرض الدولي في شيكاغو عام 1893
إختراعات غيرت حياتنا ... غسالة الأطباق.. ابتكرتها سيدة لم تغسل طبقاً في حياتها
في العام 1880 قررت “جوزفين كوتشران” هي زوجة سياسي مرموق في ولاية “ايلينوي” بالولايات المتحدة الأمريكية اختراع آلة لغسل الأطباق بعد أن قالت جملتها المشهورة: “إذا لم يقم أحد باختراع غسالة الأواني، فإنني سأقوم بذلك بنفسي”، والواقع ان قرار “جوزفين” لم يكن ناجماً عن مللها من العمل الروتيني في تنظيف الأطباق فهي سيدة غنية يقوم على خدمتها طاقم كامل من الخدم، بل لأنها، وهي سليلة نبلاء شيكاغو التي تعيش في بلدة صغيرة، اعتادت على إقامة حفلات عشاء يكسر الخدم في كل منها عدداً كبيراً من اطباقها الصينية الثمينة اثناء الغسل. وكان تعويض ما كسر من الأطباق يستغرق شهوراً، وكل ذلك جعلها تفكر بحل آخر فكان قرارها باختراع آلة غسل الاطباق.
صممت السيدة “كوتشران” في كوخ مجاور لمنزلها حجيرات بالمقاس الفردي للأطباق والأواني والكؤوس وتم تثبيت تلك الحجيرات حول محيط دولاب مثبت داخل غلاية نحاسية كبيرة، ويدير الدولاب المحرك في حين يتم رشق ماء صابون ساخن من أسفل الغلاية الى أعلاها ليعاود الهطول على شكل رذاذ على الأواني. وقد بدا تصميم هذه الغسالة منظماً ومجدياً في آن واحد، فسمى اصدقاؤها الآلة الجديدة باسم “غسالة كوتشران للأطباق” وطلبوا منها صنع نسخ منها ليضعوها في مطابخهم باعتبارها الوسيلة المناسبة لحل المشكلة المتمثلة بالخدم الذين لا يبالون بالأواني الثمينة التي تتحطم بين ايديهم أثناء غسلها.
ذاع صيت الآلة الجديدة، وتلقت “كوتشران” طلبات من فنادق ومطاعم ولاية ايلينوي، حيث يكثر عدد الأطباق المتسخة كما ان نسبة الكسر تزداد الأمر الذي يحمل هذه الفنادق والمطاعم كلفة كبيرة، ولاشك ان تلك الطلبات اقنعت السيدة “كوتشران” بأن ما قامت به هو اختراع مناسب، فعمدت الى تسجيل حقوق اختراعها في شهر يناير/كانون الثاني عام 1886 واشتهر هذا التصميم وحظي بأكبر جائزة في معرض شيكاغو العالمي عام 1893. وأصبحت الفنادق والمطاعم أفضل زبائن “جوزفين كوتشران” الذين كانوا يطلبون غسالة ذات سعة كبيرة، إلا أن “مؤسسة كوتشران” قامت عام 1914 بإنشاء قسم لإنتاج آلات صغيرة تستخدم في مطابخ المنازل الأمريكية.
والمثير في الأمر ان معظم ربات البيوت لم يكنّ مقتنعات بوسيلة توفير الجهد التي اخترعتها لهن “جوزفين”.
ويرجع جانب من تلك المعارضة الى الناحية التقنية إذ كان العديد من المنازل في عام 1914 يفتقر للقدرة على تأمين ماء ساخن بكمية كافية لعمل الغسالة ولم تكن خزانات الماء الساخن فيها قادرة على غسل اطباق العشاء فقط كما كانت المياه بالإضافة الى ذلك في مناطق عدة من البلاد “مياها عسرة” مشبعة بمعادن تحول دون تشكيل كمية كافية من الرغوة لغسيل الاطباق وكانت ثمة حاجة الى طاقة مرتفعة للدفق المباشر للمياه لأنه لابد ان تكون قوة ضغط المياه اقوى بكثير من قوة ضغط مياه الخزان وذلك لجعل الآنية براقة ونظيفة.
وظهرت بالإضافة الى ذلك مشكلة لم تكن بالحسبان بالنسبة للعاملين في “مؤسسة كوتشران” فقد ظنت “جوزفين” التي لم تغسل أطباقا قط في حياتها ان ربات البيوت يرين في غسيل الاطباق عملا روتينيا شاقا ومملا إلا ان استطلاعا أجراه موظفوها في العام 1915 لآراء ربات البيوت لمعرفة سبب كساد النماذج المصممة للمنازل، اظهر ان ربات البيوت يتذمرن من واجبات منزلية عدة “كغسل الملابس مثلا” لكنهن لا يظهرن تذمراً من غسل الاطباق والغريب أن معظم النساء اللواتي شاركن في الاستطلاع اجبن بأن غسيل الاطباق يعتبر أمراً مريحاً للأعصاب في نهاية يوم عمل شاق.
وقد دفع هذا الأمر “مؤسسة كوتشران” التي انضمت لاحقا الى مؤسسة أوهايو لإنتاج غسالة الاطباق المشهورة (Aid-Kitchen)، الى منهج دعائي جديد يتمثل بتأكيد الحقيقة التي لا مراء فيها بأن الماء الذي تستخدمه الغسالة أكثر سخونة من الماء المستخدم اثناء “الجلي” باليد بل ان اليدين لا يمكنهما تحمل ماء الغسالة، الأمر الذي يفيد في قتل المزيد من الجراثيم اللاصقة بالأطباق والكؤوس، وعلى الرغم من ذلك الخط الدعائي إلا أن المبيعات لم تحقق أي تقدم ملحوظ وبقي سوق غسالات الاطباق المنزلية على حالة من ضآلة الارباح حتى أوائل خمسينات القرن العشرين بما صاحبه من رفاه في فترة ما بعد الحرب حيث لفت هذا الاختراع الذي تطور في شكله وعمله كثيرا نظر ربات البيوت الى ضرورة البحث عن الراحة من مسألة غسل الأطباق والاواني، ولذا قفزت أرباح تلك الغسالة بشكل كبير الأمر الذي اسهم في تطويرها الى صورة أفضل.
الرئيسية
البوابة
التسجيل
دخول
( الجاجة ام الاختراع)