كان احد الملوك في جوله حول الحمي , فراي امراة على سطح دار لم يري احسن منها فسال عنها فقيل له انها زوجة غلامك مرجان , فاستدعي الملك مرجان من بعد ان نال منه هوي المراة وقال له , خذ هذة الرسالة وامض بها الى بلدة فلان ولا تأتي الا ومعك رد , فامتثل مرجان لامر الملك وسافر وهو لا يعلم بما في نفس الملك , اما الملك فقد تنكر وتخفي وذهب قاصداً بيت مرجان فقرع الباب , فقالت المراة من الداخل من بالباب , فقال : انا الملك سيد زوجك , ففتحت له الباب ودخل فجلس , فقالت له اري مولاي عندنا اليوم , فاجاب الملك : زائراً فاجاب : اعوذ بالله من هذه زيارة , فقال لها الملك ويحك انني الملك وما اظنك عرفتي جيداً من انا , لقد عرفتك يا مولاي حقاً ولكن سبقك الاوائل فى قولهم :
سأترك ماءكم من غير ورد ..... وذاك لكثرة الوارد فيه
اذا سقط الذباب على طعام ..... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الاسود ورود ماء ..... اذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن ..... ولا يرضي مساهمة السفيه
ثم قالت : ايها الملك تأتي الى موضع شرب كلبك منه , فاستحي الملك وغادر من بعد ان نسي نعله في الدار ...
أما مرجان فانه نسي الرسالة تحت فراش نومه فعاد الى داره وراي نعال الملك
وطار عقله , وفسر له شيطانه ان الملك ما ارسله الا لشيئ خبيث , ولكنه خشي
فاخذ الرسالة واكمل المهمة وعاد , فكافئة الملك ان اعطاه 100 دينار , فاشتري
ثوب جميل لزوجتة , وقال لها هي لزيارة اهلك , وتركها هناك طويلاً , حتى اتي ابوها وقال له ما بالك يا مرجان فلم يتكلم مرجان فذهب ابوها الى القاضي وطلب الحكم وكان المكل عند القاضي , فسال القاضي ابو زوجتة مرجان , فقال : لقد سلمته بستاناً
نضراً فاكل ثماره واعاده لي , فقال القاضي لمرجان ماذا فعلت , قال مرجان لقد اعدت اليه البستان احسن ما يكون , من بعد ان دخلت اليه الاسد فخفت ان يغتالني , وهنا تنبه الملك لحديث مرجان فقال له , اعد اليك بستانك يا مرجان , والله لقد دخل اليه الاسد ولم يؤثر فيه اثراً , ولا التمس منه ورقة , ولا ثمراً , ولم يلبث فيه سوي لحظات وخرج من غير بائس , والله من رايت مثل بستانك ولا اقوي من اسواره
فاعاد مرجان ما كان دون ان يعلم القاضي ولا ابو زوجتة من الامر شيئاً .