تحدثنا في مقالات سابقة عن التربية الإيجابية و عن نجاحها كأسلوب حياة لتوفير بيئة تضمن أفضل نمو و تطور لعقول و شخصيات أطفالك ليصبحوا بالغين قادرين على التعامل مع من في حياتهم بعقلانية و إيجابية ، لتضمن تربية أطفال لديهم حس داخلي لأن يتعاونوا، يتعاطفوا، يلتزموا بالقوانين و الحدود و لديهم حس المسؤولية و قوة الإرادة و التصميم للنجاح..و الأهم من هذا لتضمن عائلة و بيتاً آمنا للجميع يميزه الحب و الاحترام المتبادل..
كثير منا يتساءل لكن كيف؟! بدايةً عليك أن تأخذ قراراً بتغيير طريقة تفكيرك و نظرتك لأطفالك، أن تدرك أن كلمة تربية تعني تعليم و ليس عقاب، أن تعلّم و تثقف نفسك عن أضرار و مساوئ الطرق التقليدية كالضرب ، العقاب والتهديد.. لكن ما البديل؟ إليك مجموعة من الأساليب الفعالة في تعليم أطفالك الأخلاق، القيم و التصرف ضمن حدود المقبول و الأهم .
و دعني أؤكد لك ، أنك مهما حاولت أن تعلم و تغير في طفلك فهو لن يصبح أمراً انت لست عليه! نعم فهو يتعلّم كل ما يراك تفعله، كل ما يعيشه و ليس ما تطلب منه أن يفعله..تصرّف بالطريقة التي ترغب أن يتصرف بها طفلك.. دعه يراك تعامل غيرك بلطف ، تقول لو سمحت و شكرًا.. تكلم معهم باحترام ليردوا عليك بنفس الأسلوب..ان أردتهم أن لا يقاطعوا حديثك.. استمع لهم للنهاية و لا تقاطع حديثهم.. صراخك عليهم يعني صراخهم عليك و على غيرهم.. كذبك - كذبات بيضاء و صغيرة- يعني كذبهم عليك أيضاً..
عدا عن كون اللعب أمراً أساسياً لنمو و تطور كل طفل، فهو طريقتهم للتعلُّم.. تعلُّم كل ما يدور و يجري في عالمهم..اللعب مع أطفالك يمنحك فرصة لقضاء و قت جيد معهم و بالتالي تقوية علاقتك بهم و يمنحك فرصة أخرى لتعلّمهم التصرفات المرغوبة و القيم و حل بعض المشاكل التي قد يواجهونها..إليكم بعض الأمثلة :
مثلاً يمكنك تعليم أطفالك التصرفات الجيدة من السيئة بلعب هذه اللعبة، اكتب مجوعة من التصرفات الجيدة و السيئة عل قصاصات من الورق الملون و المقصوص على شكل نجوم مثلاً -لمزيد من المرح- أحضر صندوقين و ضع ورقة لتميز كل صندوق ، مثلا إشارة صح أو خطأ و اقرأ لطفلك كل تصرف و اطلب منه وضعه في الصندوق المناسب.. سيمرح؟ أكيد..سيتعلم؟ أكثر مما تعتقد..
استخدم الدمى لتمثيل مواقف و تعليم أطفالك القيم و التصرفات الصحيحة، ليس ضرورياً ان تمتلك دمى ، يمكنك استخدام الكلسات القديمة و رسم وجه لها و لبسها في كف يدك، دببتهم أو شخصياتهم المفضلة فالأطفال يستمعون و يتذكّرون أكثر باللعب..
العب انت دور الابن و ليلعب طفلك دورك.. مثِّل بأنّك ابنه الصغير و تحتاج لأن يعلّمك هو التصرّف الصحيح ، أو مثِّل التصرف بطريقة لائقة في كل موقف.. مثلاً يمكنكم تمثيل وقت الطعام في البيت أو أنكم تأكلون في مطعم ليتعلم آداب الطعام.. أو أنكم في زيارة مثلاً ليتعلم التصرف بلباقة مع الناس.. أو أي موقف يجد طفلك فيه صعوبة بالتصرف بشكل سليم..
اختر كلمات تمثّل صفات تريد لأطفالك أن يتعلموها، أكتبها و علقها على الثلاجة ، أشرح لأطفالك معناها و استخدموها أو مثّلوها في مواقف خلال اليوم..مثل (الشكر، الأسف، الامتنان، التعاطف، التقدير، الصدق، الأمانة، بر الوالدين) فبالإضافة لتعليمهم هذه الخصال فهذا يثري مفرداتهم و لغتهم.
يجد الأطفال الصغار عادة صعوبةً في تذكر فعل كل شيء عليهم القيام به أو إتمامه للنهاية، فنجد أنفسنا نذكرهم باستمرار و أحياناً نفقد أعصابنا لعدم استجابتهم، تعتبر الصور ( محفّزاً بصريّاً) لطفلك كما أنها بسيطة جداً و لا تحتاج لجهد أو وقت لصنعها، طريقة ممتعه لتذكير طفلك بمهامه و ادائها كاملةً لوحده فيتعلّم المسؤولية. يمكنكم طباعة روتين الصباحو المساء، و يمكنكم الإبداع بجداول أخرى لأطفالكم.
إنّ قضاء يوم في الحديقة أو الذهاب للألعاب و الاختلاط مع أطفال آخرين فرصة جيدة للتعلم، لكن ماذا لو اختلط طفلك بطفل لا يتصرف بطريقة لائقة؟! هذه فرصة أفضل ليتعلّم أيضاً.. إذ يمكنم التكلّم عن هذا التصرف -و ليس عن الطفل- و كيف يؤثّر سلباً على من حوله و ما هو التصرف البديل المناسب.
من أهم الأمور التي يتوجب علينا تعليمها لأطفالنا هي ، فتقبل جميع مشاعرهم مهما كانت لا يعني تقبل تصرفاتهم و لكنه يساعدهم على التحكّم و التعامل مع هذه المشاعر الكبيرة كالخوف و الغيرة و بالتالي التحكم في تصرّفاتهم الناتجة عنها.
تكلّم مع أطفالك عن أي شيء و كل شيء كن مستعداً لسماعهم دائماً، لا تعطي أحكاما أو نصائح فقط اسمعهم.. فهذا يقوّي علاقتك بهم و ثقتهم بك.
مع الحب