عجيب امر الناس لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل الشهير
فكثيرا ما تجد نفسك تعيش حاله من الحيره في التعامل مع الاخرين ! وتبذل مجهودا إضافيا لتحصل علي رضاهم ، ولكنك بالتأكيد لن تتمكن من ارضاء احد ، واخيرا اوجد علم اطلق عليه فن التعامل مع الاخرين .. ولكن مع وجود الفكر التقليدي والنمطيه المسيطره علي حياة الناس ، فانك لن تنجح باستخدام فنون هذا العلم الجديد لان بعض الناس حتما سيفهمون تعاملك بصوره خاطئه ولن تنجو من سيل الانتقادات الغريبه والعجيبه التي ستنهال عليك من جميع المحيطين بك .. فإن عاملت الناس بتواضع من منطلق ان من تواضع لله رفعه قالوا عنك مسكين غلبان ، وإن حاولت ان تنأى بنفسك عنهم اتقاء لما قد يأتي منهم من غلبه وهم ونكد ، قالوا عنك أنك متكبر وشايف نفسك ، وإن عاملتهم ببساطه قالوا عنك عبيط وعلي نياتك .. وإن ضحكت علي وجوههم قالوا عنك إنسان هايف ، وأن كنت جادا معهم نعتوك بان وجهك يقطع البركه من البيت ، وان جاملتهم بكلمه حلوه قالوا انه يتملق وبالتأكيد انه يهدف للحصول علي شئ من وراء مجاملته .. وان استشرتهم لترفع من شأنهم وتشاركهم الرأي قالوا ماعنده رأي وربما اعتبروك شخصا تافها لاتفهم وجاءوك بارائهم العبقريه وخبراتهم الفذه.. وان تمسكت برأيك ليس من باب العند وانما لانه الاقرب الي الصواب قالوا انك ديكتاتوري ورأسك يابس .. وان نصحتهم بما قد تراه في مصلحتهم يعتبرونك مغرورا نرجسيا وتمثل دور الوصي عليهم .. وان انتقدت فيهم فعلا لا يرضيك قالوا انك رجل دائم الانتقاد علي الفاضي والمليان .. وان اهديتهم هديه في مناسبه طيبه سفهوا لك هديتك وقالوا انك رجل بخيل وهديتك من النوع الرخيص .. وان قدمت لهم خدمه من منطلق طوبى لرجل جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر اعتبروا ذلك امرا طبيعيا واحد واجباتك التي يجب ان تؤديها لهم بل انهم يطلبون منك الخدمه وكأن كل وظيفتك في الحياة انك تعمل لهم سكرتيرا شخصيا .. وان واجبك ان تجعل حياتهم اسهل وان تقدم لهم كل ما يسعدهم علي طبق من ذهب .. وان اغرضتهم مالا من منطلق ان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه فانهم لايعيدوا ما اقترضوه لانهم يعتبرونه هبه او حقا مكتسبا ، فطالما انت رجل مبسوط وشهم فلماذا تطالب بحقك فان تنازلت عن الشهامه واصررت علي استيفاء الدين صرت جلفا فظا غليظ القلب لا تراعي ظروف الصداقه والزماله والجدعنه .
فارضاء الناس إذن غايه لاتدرك .. وجميعنا يعرف قصة جحا وإبنه وحمارهما ، ولعلي ذكرتكم بهما في سياق هذا التسلسل الذي اجد فيه كجحا واحيانا كأبنه ، وارجو ان لا اكون عند بعض الناس كحماره حتي ولو كان محمولا علي اكتاف جحا
الرئيسية
البوابة
التسجيل
دخول
