ثاني أكبر مساجد غزة

ثاني أكبر مساجد غزة

"ابن عثمان".. مَعلَم إسلامي يملؤه عبق "المماليك"


غزة- أدهم الشريف
لم يكن سالم فرج الذي تنحدر أصوله من غزة قد تجاوز سن الطفولة حينما بدأ والده يصطحبه لأداء فريضة الصلاة في مسجد ابن عثمان- أحد أهم المعالم الإسلامية والأثرية في غزة.

ومنذ ذلك الحين التزم فرج من مواليد عام 1934م، في الحضور إلى ذلك المجسد الأثري إلى أن أصبح أحد رواده المعروفين ومؤذناً للمسجد فيما بعد.

أما الآن فلا يستطيع الحاج فرج أن يغمض عينيه.. فتارة يقوم بأعمال الصيانة.. وتارة أخرى تجده يتفقد محيط المسجد حتى تتصبب حبات العرق على وجهه وتتخضب بها لحيته التي خط فيها الشيب أعلى معاني الوقار.

وتعود ثمرة تأسيس الجزء الأقدم من مسجد "ابن عثمان" إلى شهر يوليو/ تموز من عام 1400م , وذلك وفق ما جاء في النقوش الموجودة أعلى المدخل الجنوبي للمسجد.

وترتسم معالم التحدي على وجه الحاج فرج الذي واظب منذ صغره على الصلاة داخل مسجد "ابن عثمان" الذي يعود تأسيسه إلى العهد المملوكي والواقع في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.

وبينما كان يجلس في أحد أروقة المسجد ذات البناء القديم قال لـ"فلسطين أون لاين": "كان والدي يصطحبني إلى المسجد منذ أن كنت طفلاً، وبقيت محافظاً على المجيء للمسجد إلى هذا اليوم".

وقد توافق الحظ مع الحاج سالم بعد أن ظل ملتزماً بالمسجد منذ صغره ليكون في النهاية مؤذناً للمسجد منذ 25 عاماً، والمسئول عن أعمال الصيانة بداخله.

ويتسم مسجد "ابن عثمان" بكبر اتساعه، وجمال تصميمه الذي حافظ على ذاته رغم تقادم السنين عليه منذ العهد المملوكي وما تلاه إلى يومنا هذا، وهو نموذج رائع للعمارة المملوكية بعناصرها المعمارية والزخرفية.

وسمي المسجد بهذا الاسم نسبة إلى شهاب الدين بن عثمان, أحد علماء الدين في غزة، والذي تنحدر أصوله من مدينة نابلس، ويعد المسجد ثاني أكبر مساجد مدينة غزة بعد المسجد العمري الكبير.

ابن عثمان كان رجلاً صالحاً ورعاً لم ينقش اسمه على شيء من جدران المسجد لإخلاصه، فاشتهر منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، وقد توفى سنة 805هـ- 1402م، وذلك وفق اللوحة التأسيسية للمسجد والتي فك رموزها المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض



وكان ابن عثمان رجلاً صالحاً ورعاً لم ينقش اسمه على شيء من جدران المسجد لإخلاصه، فاشتهر منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، وقد توفى سنة 805هـ- 1402م، وذلك وفق اللوحة التأسيسية للمسجد والتي فك رموزها المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض.

معمارية المسجد
ما أن تدخل مسجد ابن عثمان من إحدى البوابتين التي تفتح على المسجد من الناحية الغربية حتى تقابلك ساحة سماوية واسعة تحيط بها أروقة من كافة النواحي ما عدا الناحية الشرقية التي يقطن فيها بيت الصلاة الذي تعلوه قبة المسجد.

ويتمتع بيت الصلاة بأربعة مداخل اثنان كبيران، واثنان صغيران، بحيث تتوسط الأبواب الكبيرة وسط بيت الصلاة، بينما تقع البوابتان الصغيرتان على جانبي البيت.

وما يميز الأبواب الصغيرة تلك اللوحة الرخامية المكتوب عليها لفظ الجلالة (الله جل جلاله) والتي تعلو البوابة اليمنى، أما البوابة الصغيرة اليسرى فيعلوها لوحة رخامية سطر عليها بإتقان اسم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

وبمجرد أن تنتهي من النظر إلى مدخل بيت الصلاة يثار بداخلك شغف كبير للنظر إلى داخل بيت الصلاة التي تعددت بداخله فنون التصميم والعمارة.

ويتكون بيت الصلاة من أربعة إيوانات، تفصل بينها عقود حُملت بواسطة ثلاثة أعمدة ضخمة التصميم، بالإضافة إلى الأعمدة الجُدرانية على جوانب بيت الصلاة.

وتشكل تلك الأعمدة الضخمة جميلة التصميم ومربعة الشكل داخل بيت الصلاة ما يشبه بالغرف المفتوحة على بعضها البعض.

إلى الشرق من بيت الصلاة يتربع المنبر ذو المدخل الرخامي المكون من عمودين يحملان على متنهما حجراً أسود منقوشاً عليه زخارف باللون الذهبي، وخُصِص درج المنبر ليصعد الخطيب إلى مقعده.

وما يضفي جمالاً على مقعد الخطيب تلك القبة الصغيرة التي تعلو المقعد، إذ إنها ترتفع بواسطة 4 أعمدة رخامية، اثنان منهما أعمدة جدرانية، أي موصولة بالجدران.

وتبدو قبة مقعد الخطيب بصورة مزينة وهي ملونة باللون السكري، فيما تزيد العقود "الأقواس" التي تحمل قبة الإمام والمزينة بالزخارف النباتية المحورة منبر الخطيب جمالاً وتألقاً.

ويكمن استخدام الزخارف النباتية المحورة لدى المسلمين في الابتعاد عن تقليد ما خلقه "الله"، حيث لجأ المسلمون إلى استخدام زخارف النباتات المحورة من أجل تغيير شكل المخلوق أثناء عملية الزخرفة وليس تقليده كما خُلق.

وتعد واجهة القبلة مثالاً للزخارف المملوكية المحفورة بالصخر، فهي مزينة بزخارف هندسية ونباتية جميلة، و يسجل النقش الكتابي فوقها تاريخ بنائها الذي يعود إلى شهر آذار من سنة 1431م.

ويتخذ الحاج سالم من النقطة من أسفل المنبر مكاناً ليعلن بصوته العذب موعد الصلوات الخمس، ويتبعها بإقامة الصلاة بعد كل أذان بوقت قصير.

وفي الجزء الأيسر من المنبر يقع محراب الإمام وهو محفور في الجدار الشرقي لبيت الصلاة، ويتزين المحراب بالزخارف التي تنوعت ألوانها بين الأبيض والأسود والذهبي، وقد حُفرت تلك النقوش بالحجر الرخامي.

إلى الرواق الغربي من مسجد ابن عثمان تقع غرفة ضريح الأمير سيف الدين يلخجا، والذي تولى نيابة غزة سنة 894هـ - 1445م، وتوفي بعد عام من توليه النيابة ودفن في المسجد



ويعلو بيت الصلاة وبالتحديد فوق المنبر قبة المسجد ذات البناء، وقد بدت صامدة رغم تقادم السنين عليها، وهي محمولة على العقود التي تدعمها تلك الأعمدة مربعة الشكل وضخمة البناء.

ويفتح في رقبة قبة المسجد التي تفصل بين العقود والقبة ثَمانية نوافذ في جدار الرقبة الذي يبلغ سمكه ما يزيد عن 80سم، وعدد تلك النوافذ 12 محمية بقضبان حديدية.

قبر الأمير "يلخجا"
إلى الرواق الغربي من مسجد ابن عثمان تقع غرفة ضريح الأمير سيف الدين يلخجا، والذي تولى نيابة غزة سنة 894هـ - 1445م، وتوفي بعد عام من توليه النيابة ودفن في المسجد.
أما المئذنة فهي تعلو واجهة المسجد وتقع على قاعدة مربعة، وهو أسلوب معماري مملوكي استخدم في بناء العديد من المآذن في فلسطين وسوريا ومصر.

وكانت فترة سيطرة المماليك قد امتدت ما بين عامي 1260 إلى الغزو العثماني لمصر عام 1517، وظل اسمها "جند فلسطين" وقسمت إلى ستة أقضية هي: غزة، اللد، قاقون، القدس، الخليل، نابلس.

وكان المماليك هم من أخرج آخر الصليبيين من فلسطين، وهزموا المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان.
المصدر: فلسطين أون لاين

تسلمي بختة عن هي المعلومات عن مسجد غزة..
وادعوا الله القادر على كل شي ان نرى فلسطين محررة من ايدي الاحتلال الاسرائيلي ،ويفك معه ذلك الحصار الغاشم على شعب غزة المناضل..امين..
اختك ام مرام..

مساء الخير اسعد الله قلبك


شكرا لهذه المعلومات عن المسجد وعن من شيده وعن تاريخه

جزاكي الله كل خير وجعل هذه المعلومات في ميزان حسناتك

اللهم اجعلنا ممن ياتون لطاعتك المساجد طاعة وعبادة لا عادة


هكذا الدنيا تسير