حوالى عام 807 م ارسل الخليفة العباسى هارون الرشيد هدبة عجيبة لصديقه شارلمان ملك الفرنجة, وكانت الهدية عبارة عن ساعة ضخمة بإرتفاع حائط الغرفة تتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية بعدد الساعات فوق قاعدة نحاسية ضخمة فيسمع لها رنين موسيقى... وفى نفس الوقت يفتح باب من الأبواب الاثنى عشر المؤدية الى داخل الساعة ويخرج منها فارس يدور حول الساعة ثم يعود...وهكذا فى كل ساعة...
لكن رهبان القصر اعتقدوا ان بها شيطان يحركها, فتربوا بها ليلا وحطموها
وتواصل مراجع التاريخ بان العرب طوروا هذا النوع من الألات لقياس الزمن بحيث انه فى عهد الخليفة المأمون أهدى الى ملك فرنس ساعة أكثر تطورا تدار بالقوة الميكانيكية...
فبرع العلماء العرب المسلمين فى هذا العلم و سمى بعلم "الحيل" وهو ماعرف عند الأغريق بالميكانيكة...

ومن أشهر علماء المسلمين فى علم الحيل أولاد موسى بن شاكر وهم: محمد وحمد والحسن(873 م), وقد ألفوا كتاب"الحيل النافعة" وكتاب "الالة التى تزمر نفسها صنعة بنى موسى بن شاكر "...
ومن الاختراعات التى وصفها المؤرخون بكثير من العجاب الة رصد فلكى ضخمة...تعمل فى مرصدهم وتدار بقوة دفع مائية وهى تبين النجوم فى السماء وتعكسها على مراّة كبيرة,
وأخترع احمد بن موسى قنيلا اليا يشعل الضوء لنفسه وترتفع الفتيلة تلقائيا ويصب الزيت بنفسه, وصمم بحيث لا يمكن للرياح اطفاءه .....

ومن العلماء المسلمين ايضا الأندلسى عباس بن فرناس(878 م) صاحب العيد من الاختراعات منها (اليقاته) لمعرفة الأوقات وهى تسير بقوة دفع مائية... ومنها ايضا القبة السماوية لمحاكاة البرق والرعد....

ومن هؤلاء ابن يونس المصرى (1009 م) ويذكر عنه سارتون فى موسوعة "تاريخ العلم" انه اول من اخترع البندول واكتشف قوانين ذبذبته وذلك قبل جاليليو ( 1624 م) بستة قرون....

ويعتبر العالم المهندس بديع الزمان الجزرى (توفى عام 1184 م) شيخ علماء المسلمين فى علم الحيل,
وقد الف كتاب "الحيل الجامع بين العلم والعمل", ويسمى فى اوروبا ب"الحيل الهندسية"...
والجزرى هو اول من اخترع الانسان الالى المتحرك للخدمة فى المنزل... طلب منه الخليفة ان يصنع الة تغنيه عن الخدم كلما رغب فى الوضوء للصلاة, فصنع له الة على شكل غلام منتصب القامة وفى يده ابريق ماء والاخرى منشفة, وعلى عمامته يقف طائر فإذا حان وقت الصلاه يصفر الطائر ثم يتقدم الطائر نحو سيده و يصب الماء فى الأبريق, حتى ينتهى من الوضوء فيقدم له المنشفة ثم يعود مكانه