عهد الايمان عضو نشط جدا
تاريخ التسجيل : 31/05/2011
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: مـــــن أسبـــــاب دناءة الهمــــــة وسقــــــوطها 1/21/2012, 22:11 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إذا نظرت في حال السابقين من هذه الأمة لوجدت أنهم في مدة يسيرة جدا من الزمن ملأوا الدنيا علما وحكمة، وجهادا وفتحا، وتقدما ورقيا، ولو بحثت قليلا لأيقنت أن السبب الرئيس وراء هذا كله هو علو همتهم، وترفعهم عن الصغائر، وانشغالهم بالعظائم. وإذا قارنت حالنا اليوم بحالهم لوجدت الفارق كبيرا والبون شاسعا، وما ذاك إلا لانحطاط الهمم وسقوطها ودناءتها عند كثير ...من المنتسبين للأمة اليوم. فحين يكون قادة المجتمع هم اللاعبين والراقصين، فلا يتصور رقي ولا فتوحات. وإذا كان ابن حزم رحمه الله قد قال في ملوك الأندلس وشدة حرصهم على عروشهم: " والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم بادروا إليهم، فنحن نراهم يستمدون النصارى، فيمكنوهم من حُرَم المسلمين وأبنائهم، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعا، فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس". فماذا يقول لو رأى الناس في زماننا؟ حين تكون همم الناس محصورة في مطعم ومشرب وملبس، حين يؤثر الناس الراحة ويخلدون إلى النوم والكسل ويقعدون عن المكارم وينشغلون بسفاسف الأمور فإنهم عندئذ يكونون مصابين بداء انحطاط الهمة وسقوطها ودناءتها. ولهذا المرض الفتاك والداء العضال العديد من الأسباب، نذكر منها: 1- حب الدنيا وكراهية الموت نعم، إن حب الدنيا والركون إليها والإعراض عن الآخرة ليجلب على العبد الذل والهوان والقعود عن المكرمات، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيل} ، وقال سبحانه: {إِنَّ هَؤُلاَء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً} . إن الدنيا والله سحرت كثيرا من أهلها بأعظم من سحر هاروت وماروت فذانك يفرقان بين المرء وزوجه، وهذه تفرق بين العبد وربه. إنها الدنيا التي إن أقبلت شغلت، وإن أدبرت قتلت.
كثــــرة الخلطـــة وصحبــة البطاليــن فصحبة أمثال هؤلاء تطفئ نور القلب، وتعمي عين بصيرته، وتُثقل سمعه، وتوهن صحته، و تفتّر عزيمته، وتوقف همته.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة". وإذا كان الماء والهواء يفسدان بالمجاورة، فما الظن بالنفوس البشرية. ولا تجلس إلى أهل الدنايا فإن خلائق السفهاء تُعدي فالبطالون قطاع الطريق إلى الله عز وجل والدار الآخرة، ومعاشرتهم سم، والقرب منهم هلاك...
| |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: مـــــن أسبـــــاب دناءة الهمــــــة وسقــــــوطها 1/21/2012, 22:29 | |
| موضوع مهم جدا اختي جزاك الله خيرا وجعله من حسناتك | |
|