الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

شهادة قمر  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

شهادة قمر  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        شهادة قمر  I_icon_mini_login  

 

 شهادة قمر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عثمان محمد
نائب المديرة
نائب المديرة
عثمان محمد


الجدي
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
العمر : 42
البلد /المدينة : فلسطين

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

شهادة قمر  Empty
مُساهمةموضوع: شهادة قمر    شهادة قمر  Empty3/8/2012, 14:51

كان طفلاً مدللاً ، فهو الصبي الأول بعد خمسة بنات ، ورغم أنه ليس الأخير ، لكنه كان محطَّ أنظار العائلة كلها ، يرونه و كأنهم لا يصدِّقون أنفسهم ، الهدايا كانت لصويلح ، و الإبتسامات له ، أما الأحضان فمفتوحة لـ " صلوحي " و شبه موصدة بوجه الـ " بذور " ، و المشاوير إلى نبع الماء أسفل التلة الخضراء صباح مساء له دون سواه ، و إن اقتلع الأزهار الغالية على قلب أم صويلح فهذا حقه ، و جريمة أن ينهره أحد على فعاله ، و حتى أدوات المنزل الكهربائية صارت لعباً لصغير سكب فيه الآخرون ضياعهم .

منذ سنتين جاءني أبو صويلح ملهوفاً مسرعاً بثياب نومه التي بالكاد تستر كرشه حاملاً فلذة كبده المحروق ، عرفت أن عليّ أن أغلق باب بقاليتي الصغيرة و أن أدير مفتاح سيارتي التي دخلت متاحف الحياة و هي حية تعطِّر الأثير بدخانها و أُسرعَ باتجاه المشفى في المدينة المجاورة ، ركب بجواري و هو يصيح و يبكي كأنه بضعة نسوة اجتمعن في يوم النحيب ، كان يلكزني كي أطير ، و كنت أرفع جسدي قليلاً عن مقعد السيارة و كأنني أحاول جرَّها ، لقد جعلني اضطرب رغم تكدُّس أعصابي في ثلاجة من شتاء " كَوَانين " ، كنت أدعو الله ألا تتعطل السيارة في يوم غبار الجنوب ، سأكون في وضع لا أحسد عليه إن تعطلتِ أيتها الـ " طَرْطورة " ، كانت أبواب السيارة المهترئة تعارك الهيكل المكسور ، و تداعب كتف الأب المفجوع راجية ألا يلطمها ، كنت أحاول أن أشغل نفسي عن شتائم صاحبي بصوت الرياح المتسللة عبر شقوق الواجهة ، لقد صار هدير المحرك و " قرقعة " الحديد لحناً عذباً أمام جعجعة "الحنون" .

رزمت أعصابي و حزمتها و قلت : كأني سمعت أن الطبيب قال لك أن ضغطك مرتفع قليلاً و أن عليك … ، لجمني بخبطة من قدمه قصمت أرض السيارة و جعلتها حيواناً زاحفاً على إسفلت متموج مشرذم ، لا عليك يا أبا صويلح هاهي المشفى ، وَلَجْنا ، ركض و قد بقي في قدميه حذاء واحد رماه ككرة لم تخطئ هدفها من قرب أذن حارس البوابة ، صرخ على الطبيــــب و " دفش " الممرضات و اخترق طوابير المرضى ، و ارتمى متكوماً على كرسي أسود ذي عجلات قرب طاولة الفحص ، و نادى على الـ " حكيم " كي يباشر مهامه ، قال له الطبيب الشاب: ضع طفلك على السرير يا أخ ، فأجابه بسرعة البرق : تعال افحص الطفل هنا ، الحالة إسعاف ، كانت تلك اللحظة الأولى التي التقت فيها عيناي بعيــــــــني الـ " أزعر " ، رأيت بعض السكون و الهدوء غير المعتاد عليه ، لكنه ما إن تأكد من ابتسامتي المختبئة حتى ارتسمت ابتسامة ذكية على ملامح وجهه البريء ، فرحت جوانحي و عرفت أن الأمر غيمة صيفية ، ووسط إعادتي لترتيب أفكاري في زحمة فاقت تكدُّس غرفة الإسعاف استأذن مسامعي صوت الطبيب و هو يطمئن أبا صويلح ، و أردف ذلك الصوت معقباً : و لكن يا أخ ليس كل مرة تسلم الجرَّة ، انتبه لأطفالك ، " دير بالك " ، أليس أنت الذي أتيت بهذا الطفل منذ شهر و قد شرب علبة دواء جده و نام في العناية ؟ ، نعم أنت ، و هذا الأخ الذي يضــع النظارات – و أشار بيده إلي - كان معك أيضاً .

أنا بطبعي لا أحب الشركاء ، و لكنني صرت شريكاً لوالدك يا صويلح ، بسيطة - هكذا كنت أبربر بيني و بين نفسي - ، لم يهضم أبو صويلح كلام الحكيم و وقف على طوله و سرَّح شاربه المعقوف بيسراه ، و قال : يا سيد هل تريد أن تعلمــنا التربية ؟ ،أنا أربّي جدك !! ، و حمل ابنه و ركب سيارة لا يغلق بابها و قال : " شغِّل هالمحروسة " ، أردت الذهاب بطريق العودة لكنه سبقني إلى مقود السيارة ليوجهها إلى الشارع الموصل للسوق ، و سترنا الله من حادث كاد أن يختمها ، و ماذا تريد الآن من السوق ؟ ، أجابني بثقة : الطفل مريض ، لحم مشوي و موز و حلويـــــــــات و " بوظة " ، و صاح " الشقي ": و ثياب جديدة و علبة سجائر ، " تكْرَم يا صويلح".

اشترى " للمريض " حتى علبة السجائر الحمراء ، و في البلدة تلقتنا أم صويلح بالزغاريد ، و اجتمع الناس ، و سمعت أزيز الرصاص ، و سرنا في موكب النصر إلى صدر المضافة الكبيرة ، و جاء طفل صغير ليهمس في أذني أن زوجتي تريدني ، ذهبت إليها فأخبرتني بأن هدى أخت صويلح تتألم من بطنها و أن أختها الكبرى تريدنا أن نأخذها إلى الطبيب ، و هم لا يستطيعون التفوه بذلك أمام أبي صويلح المنشغل بتلقي التهاني ، أخذنا المسكينة التي كانت تتلوى من ألمها ، و تبين أن لديها التهاباً في الزائدة الدودية ، و أجريت العملية بصمت ، و في أواخر الليل لمحت " جار الرضا " يحمل ابنه على كتفيه باحثاً عن ابنته ، زارها - و للأمانة قبَّلها - ، و قال لأختها سعاد : غداً سنأتي أنا و أمك لنخرج هدى من المشفى .

لقد كانت الشمس على وشك الغروب عندما فتحت مصراعيّ باب بقاليتي هذا اليوم ، و أخرجت الكراسي التي لا تمل الأنين ، أشعلت الغاز الصغير و وضعت عليه إبريق الشاي ، و جاء بعض الرجال كالعادة إلى المجـــلس المختار ، و كان الأطفال هناك يلعبون في الحارة ، و بين الفينة و الأخرى يأتي أحدهم ليشتري زراً أو إبرة و قطعة حلوى ، لقد كنت أسجل في دفتر الديون فاتورة صغيرة عندما رصدت نظارتي يد أبي أحمد أحد وجهاء البلدة تمتد لتخرج علبة كبريت رُسم عليها فرس أسود ، و لم يبق بها إلا بضعة عيدان ، و أخذ منها عود ثقاب أخضر الرأس ، و قد سالت منه أثناء صناعته قطعة خضراء صغيرة تجمّدت كالدمعة على جانبه ، أراد أبو أحمد إشعـــال سيجارته ، ركض صويلح نحوه و خطف العلبة المهروسة من يد الشيــخ السمراء ، و قال له : لا و الله يا أبا أحمد ، أنت كبيرنا ، أنا من سيشعلها لك ، هات العود ، و أعطاه عود الثقاب بيد مرتجفة مع نشوة اختالت على شفتيه ببسمة لم تكتمل ، و حلَّق الشاربان في أفق مجد عريض للمرة الأخيرة ، و صرخ عود الثقاب و النيران تلتهب برأسه و تقترب من شاربي الوقور ، و تفوح رائحة شواء تضحك لها وجوه العجائز ، و يهرول صويلح و بيده حلم من نار ، يركض نحو بيادر تبكي سنابلها الذهبية في يوم الوداع الأخير ، و في الليل كان هناك ضوء القمر شاهداً على نيران أحالت ليل البلدة نهاراً



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

شهادة قمر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهادة قمر    شهادة قمر  Empty3/8/2012, 15:22

قصة جميلة سردت بشكل جميل الطفل المدلل صويلح ..اختيار جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
فؤاد حسني الزعبي
المراقب العام المميز
المراقب العام المميز
فؤاد حسني الزعبي


العذراء
تاريخ التسجيل : 22/10/2011
العمر : 81
البلد /المدينة : فيينا - النمسا

شهادة قمر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهادة قمر   شهادة قمر  Empty3/8/2012, 17:00

يا لها من تربية جميلة ونادرة وموفقة ولكن ***** في أعين الأهل الأغبياء وقلة معرفتهم في التربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شهادة قمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شهادة
» شهادة قلب
» شهادة الزور.
» السلطان الذي رُفضت شهادته
» مجلة الهندسة والفنون العدد 103

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الأدبي :: القصص والروايات :: قصص منقولة-
انتقل الى: