الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

الوعد , قصة قصيرة  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

الوعد , قصة قصيرة  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        الوعد , قصة قصيرة  I_icon_mini_login  

 

 الوعد , قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عثمان محمد
نائب المديرة
نائب المديرة
عثمان محمد


الجدي
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
العمر : 42
البلد /المدينة : فلسطين

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

الوعد , قصة قصيرة  Empty
13032012
مُساهمةالوعد , قصة قصيرة

إستيقذ أبو محمد على صوت زوجته تصرخ , تطلب منه نقلها الى المشفى , فالولد الذي كان ينتظره ما هي إلا ساعات حتى يخرج الى الدنيا , رغم تألم زوجته كانت الفرحة مرسومة على وجهه , هو بإنتظار ولد عرف بذكاءه وجماله قبل أن يأتي , وسط المشاعر المختلطة عند ابو محمد ذهب مترنحا ً الى هاتف المنزل ليطلب الإسعاف , وحضر على عجل , ونقل أم محمد الى المشفى وهناك أعلن ولادة الطفل محمد , خرج الى الدنيا أقل ما يقول أنه ملاك من ملائكة السماء , أبيض اللون , عيون سوداء , شعر أملس قريب الى اللون الأصفر , كأنه طفل لم يولد من قبل , خرج ضاحكا ً مبتسما ً لم يعلم أنها اخر ضحكاته على هذه الدنيا , هذا الطفل أسكن الله في مشاعر لا توصف , أحساسه لا مثيل له , محب للناس , رائع بحضوره أينما حل , كان لا يملك في الدنيا غير قلبه مشاعره ليمنحها لغيره , يتخلى عن نفسه عن احلامه ليسعد من يريد , وهذا الملامح رافقته طول سنواته العشر , في عمر الست سنوات دخل محد المدرسة , كان يمتاز بالذكاء , ورعة الكلام , وجمال الحضور , كان كل من في المدرسة يفرحون بوجوده , يقلقون عندما يختفي لوعكة صحية أو لحالة ما , كأن الحاضر لا يعرف غير محمد ,في صفه الأول تعرف محمد على صديقه صلاح وكان من اقرب الناس الى روحه , طيبة قلب محمد جعلت من صلاح جزء ً لا يتجزء منه , سكنت أرواحهم بعضها البعض , كلما حدث شيء للأخر كان الثاني يعلم كأن روحهم أرتبطت بشكل غريب , أندمجت مع بعضها وأصبحت روح واحدة , تلاعبوا بالحياة سويا ً , ركضوا وساروا في حقول قريتهم , لعبوا مع الأزهار , ناموا على ربيع بلادهم , كتبوا وجودهم على كل شجرة وعلى كل صخرة جلسوا عليها أحلامهم لم تتخطى طفولتهم , تبادل الورود , ألعاب يفرحون بها , اللقاء الطفولي الحميم , الحب البريء , والحب الجريء , كانت علاقتهم أطهر ما تسمع أنقى من أي علاقة أخرى هو حب الأخ والصديق ورفيق العمر .
في سن الثالثة عشر بدأت الأحلام تتغير , تتخطى الألعاب , تتخطى الورود , أحلام كل شخص , الوصول لثقافة التعليم , حب الكتب , حب الكتابة , حب الرواية , عشق القصص , أحلام عادية لأي شخص , ان يحصل على الدرجة العلمية التي يريدها , واحلام الحبيبة والزوجة والبيت المشترك , وكانت هذه الاحلام ترسم تحت شجرة زيتون بالقرب من مدرستهما , أن يكونا شريكين في التعليم , أن يكونا شريكين في الكتابة , أن يكونا شريكين بالحياة , رفض كل واحد منهم أن يعشق فتاة قبل الأخرى , أرادوا أن يعشقوا في نفس الوقت , فإرتباط أرواحهما جعلتهم لهذه الدرجة من الصداقة والحب الذي لا يوصف , حتى في العشق , فعشقهم لا يوصف , الى أن جاء يوم ووقعت عيونهم على فتاتين تشبهما , ملائكة مثلهم , فقوة الإرتباط بينهم جعلتهم يعشقون في نفس اللحظة حب النظرة الأولى , أخذوا بعدها يخطون كلمات العشق والهوى , كانا يعلما في داخلها أن الحب هو من طرف واحد فلم يفاتحوا الفتاتين بذلك ليعرفوا شعورهن , الى ان جاءت اللحظة وقررا أن يسألوا , ففي لحظة عودتهم من المدرسة ألقوا برسالتيهم أمام الفتاتين , رغم أن كل واحد منهم كتبها بعيد عن الاخر , عند قرأتها لا تجد فرق بين الكلمات , كأنهما كتباها سويا ً , خطاها بأناملهم البريئة سويا ً وبفكر واحد , كلمات يملئها الحنان والعطف والعشق الأسطوري , فمنبع روحهما كانت طاهرة نقية , لا تشبه منابع المياه الأخرى , لتعشقهما الفتاتين من كلامهما , فهما حلم لأي فتاه , ذكاء وجمال وطهارة لا توصف , صدقهما دفعهم الى الإعتراف أمام الكل بعشقهم , والرغبة بالإرتباط . فهما لا يريدان التلاعب بأحد , الى أن قبل الأهل فأصبحت نور لمحمد , وبراءة لصلاح , في نظر الكل , كان عشقهم يكتب على جدران البيوت , أنه الحب , الحب الحقيقي الذي يسكن القلوب ويأبى أن يخرج إلا مع خروج الروح .
وفي ليلة لا زال يذكرها محمد , لازالت مطبوعة في ذاكرته تأبي أن تزيلها الأيام , أستيقذ محمد على صوت الله أكبر أنه موعد صلاة الفجر , لينسل جسده من تحت الفراش ليتوضأ ويذهب الى الصلاة , وهو في طريقه الى الجامع عرج بنفسه الى بيت صلاح , طرق بابه ليأخذه معه حتى في الصلاة يأبي أن يأخذ حسناتها لوحده , أراد ان يشاركه صديقه فيها , قبل صلاح وذهبا سويا ً الى الجامع وصلوا , محمد كان يسكنه شعور بالخوف والقلق لا يعرف من أين أتى , كان يرتجف طول الوقت , كان يشعر بحدوث شيء لكن ما هو لا يعلم , فالقدر لا يعرفه غير صاحبة , الله عز وجل , بعد أن أتمى الصلاة خرجا سويا ً ولا زال محمد يرتجف من الخوف , الى ان وصل الإثنين الى باحة القرية , في هذه اللحظة دخل جنود الإحتلال القرية , بسياراتهم التي أكلت الشوارع , بصوت قنابلهم التي أزعجت سكان الحي , فهم وحوش سائرة على الأرض , وكعادة الكل , خرج الشبان ليلقوا الحجارة , ليطردوا هذه المخلوقات الغريبة التي إستباحت أرضهم , وما كان من محمد وصلاح الى المشاركة , فمقابل الحجر كان صوت أزيز الرصاص يملئ المكان , الى أن جاءت لحظة الخوف التي كان يرتجف منها محمد , في لحظة ما أسكن الجنود وابل من الرصاص في جسديهما , جسد صلاح سكنته ثلاث رصاصات , وجسد محمد سكنته أربع رصاصات , ليلقى الإثنين على الأرض وبجوار بعضهما , صلاح ينزف بشدة ومحمد ينزف أكثر , بقيا على الأرض لربع ساعة , كانت الربع ساعة كأنها أعوام وأعوام , محمد يبكي على صلاح وصلاح يبادله نفس البكاء , كل منهما يريد الإطمئنان على الأخر لكن بعد المسافة ولو أنها لا تزيد عن أمتار , كانت بالنسبة لهم بعد بلاد , محمد يمد يده ليلتقط يد رفيق العمر لكنه لا يستطيع , كلما حاول زاد بكائه , زاد صراخه , أين أنت يا صلاح كان يريد أن يسمع صوت منه لكي يطمئن عليه , لكن انفاس صلاح تختفي ببطء , ومحمد يفقد الوعي ببطء الى أن أصبحت الحياة سوداء بالنسبة لهم , ليأتي أهل الحي وينقلوهما على عجل للمشفى
بعد أسبوع أستيقذ محمد من غيابه القصير عن الحياة , ينظر بعينه الشاحبتين حوله , لا يجد أحدا ً , يطلق أصوات ضعيفة لعل احد يسمعه , أين صلاح ؟ أين صلاح ؟ لا يجيب أحد , رغم أن الغرفة كان بها جل اهل محمد لكنه لا يراهم , يرى صديقه فقط ماثل أمامه , يريدالإطمئنان لا أكثر , الى أن جاء من بعيد صوت خافت , أنها ام محمد تطمئن محمد على صلاح لا تخف أنه بخير , هو يرقد بغرفة اخرى لكنها بعيدة عنك , لن تصل أليها , عندما تشفى سأزوره انا وأنت , رغم هذا شعور الخوف الذي لازمه قبل أن يصاب يسكنه , لم يطمئن قلب محمد , يعلم بداخله ان هناك شيء لكن ما هو لا يعلم , وبعد أيام شفي محمد وأصبح بمقدوره السير , لينادي أمه , يعلو وجهه حزن شديد , والدموع تسكن عيونه , وعدتني بزيارة صلاح لنذهب سويا ً , ردت الأم بحزن نعم يا بني هيا لنذهب , في داخل محمد لحظة اللقاء كانت مجرد مسافة أمتار ليرى صديقه , خرج محمد متكئ ً على امه لرؤية صديقه , سار وسار وسار وسار وسار الى خرج من المشفى , تفاجئ وسألها بحزن , صلاح يرقد في مشفى أخر ؟ , فأجابت أمه ستعلم بعد قليل , ليركبا السيارة وتسير بهم الى حيث لا يحب أحد ً أن تسير به , لم يكن يعلم محمد ان الغرفة التي يسكنها صلاح هي الغرفة الاخيرة للإنسان , لتقف السيارة ويدخل محمد وأمه مقبرة القرية , على بابها بدأ محمد بالبكاء , شعر بأن روحه قريبة من الله , أنه ذاهب لزيارة قبر صديق العمر ورفيق الدرب , فصلاح كانت رصاصاته قاتلة , أفقدت الحياة منذ اللحظة الأولى و لم يكن يرد على صديقه لأن روحه ليس على الأرض بل هي عند صاحبها , ليبدأ مسلسل الحزن الساكن في محمد الى الان ولا يستطيع التغلب عليه , فروحه قد شطرت , وحلمه قد ضاع , صديقه ماااااااااااااااات , لتبدأ رحلة البكاء عند محمد بكاء لا يشبه بكاء , حزن لا يشبه حزن , دموع ليست ككل الدموع , فحبيبه مات , ورفيق العمر مات , ونصف فؤاده مات , مات بعدها محمد بكل مشاعره وكل أحلامه , ليدخل في حالة التمزق الروح والكائبة والدموع " لحظات لا يستطيع كتابتها أي قلم مهما كان " , أخذت هذه الحالة تسيطر على محمد لشهور , فأيامها مرت وكلها بكاء وبكاء وبكاء , حزن يلف الأيام والساعات والدقائق , الى أن جاء صلاح لمحمد في حلمه , حتى في موته أبى أن يتركه , جاء أليه ليقول له أكمل أحلامنا , فحلمك هو حلمي , ونجاحك هو نجاحي , أكمل حلمي , هذه اللحظات حتى لو كانت قصيرة وخيالات تسكن العقول , تجعل من الإنسان بحالة اخرى , فأستيقذ محمد من حلمه بعدها , وخرج من غرفته كالمجنون يركض بإتجاه قبر صلاح , ليقول " صديقي ورفيق عمري , أبيت أن تفارقني , وجئت تطلب مني , يا صديقي أعدك بأن أكون كما طلبت , أعدك بأن أحقق أحلامنا واهديك أياها , أعدك بأن أكون كما كنت , محب للناس , حنون على صغيرهم وكبيرهم , اعدك بأن أكون عون لهم متى يطلبون , أعدك وأعدك وأعدك , أعدك أن تكون كل شيء يا صديقي " ليرحل محمد بعد وعده , ليحققها كلها , ألا حلم واحد حلم لقاء صديقه , ليحضنه , ويقبله , ويشاركه الحديث كما كان , ليرحل والحزن والبكاء والدموع لا زالت تسكن أيامه .


عثمان محمد



عدل سابقا من قبل عثمان محمد في 5/5/2012, 19:58 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الوعد , قصة قصيرة :: تعاليق

دكتورة.م انوار صفار
رد: الوعد , قصة قصيرة
مُساهمة 3/13/2012, 21:10 من طرف دكتورة.م انوار صفار
قصةحزينة جدا سالت دموعي لم استطيع ان اسيطرعليها ,كم هي جميلة
هي الصدقات وللاسف النهاية الحزينة جدا ,زادت من حزني الذي انا فيه الان (كنت حزينة اليوم والقصة زادت من حزني )
شكرا لما قدمت
عثمان محمد
رد: الوعد , قصة قصيرة
مُساهمة 3/14/2012, 18:14 من طرف عثمان محمد
أعتذر حتى انا لم أسيطر على مشاعري , شكرا ً للمرور
 

الوعد , قصة قصيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  مجلة منتدى الهندسة والفنون العدد66
» الوعد سيف على رقبه صاحبه
» قصص قصيرة
» نور , قصة قصيرة
» قصص قصيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: مدونات للاعضاء :: عثمان محمد-
انتقل الى: