الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

الفنون منظور لفهم الحضارات  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

الفنون منظور لفهم الحضارات  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        الفنون منظور لفهم الحضارات  I_icon_mini_login  

 

 الفنون منظور لفهم الحضارات

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عثمان محمد
نائب المديرة
نائب المديرة
عثمان محمد


الجدي
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
العمر : 42
البلد /المدينة : فلسطين

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty
مُساهمةموضوع: الفنون منظور لفهم الحضارات    الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty3/17/2012, 13:57

حدَّد هيغل، الفيلسوف الألماني الكبير، الفنون الرئيسة في زمنه بأنها هي: العمارة والنحت والتصوير والموسيقى والشعر. وقد اعتبرها المصدر الثالث لقيام الحضارات وفهمها في الوقت نفسه بعد الدين والفلسفة. لكنه ما رأى في الفنون تحدياً للدين كما فعل أوغسطينوس في القرن الرابع الميلادي. بل ذهب الى أن هناك فناً مسيحياً كما كانت هناك فنون مصرية ويونانية ورمانية. أما أوزوالد شبنغلر صاحب كتاب «انهيار الغرب» فقد اعتبر «انحطاط» الفنون باتجاهها الى الرومانسية فالعبثية، دليلاً على انحدار الحضارة الغربية ومصيرها الى الانهيار. أما مشكلة أوغسطين مع الفن وبخاصة النحت فالتصوير أو الرسم فهو أنه ينحو الى الإبداع، أي إيجاد «صورة» أو منظور على غير مثالٍ سابق، وقد كان شأن تسمية الله سبحانه خالقاً، عِلّته إيجاد الموجودات من العدم أو على غير مثال سابق.

الطريف أن بعض العلماء المسلمين أخذوا على الفنون، وعلى رأسها النحت والتصوير، ما أخذه عليها أوغسطين. ويرى «كينل» - مؤرخ الفن الإسلامي المعروف - أن في الأمر خُلفاً إذا صح التعبير. فالفنان الذي يرسم أو ينحت إنما يقلّد، ولا يُنتج شيئاً على غير مثال، والمفهوم أن التقليد لا يمكن أن يطابق الأصل أو يتفوق عليه. بيد أن الطريف أيضاً أنه كانت للدين الإسلامي (في القرآن الكريم وخارجه) تحفظات على الفنون الهيغلية الخمسة كلها. والمفهوم أن النحت والتصوير قد يُثيران شُبهة الإبداع أو الخَلق (مع أن ذلك غير مُسلَّم على إطلاقه)، لكن ذلك غير وارد في حالات العمارة والموسيقى والشعر. المفهوم من السياقات القرآنية أنّ عِلَّة التحفظ عليها إنما هو «الاستهواء» إذا صح التعبير. والاستهواء إحساس شعوري غلاّب يستثير الحبور أو الرضا الزائد عن النفس أو الاكتفاء والامتلاء. وهذا ما تُشعِر الآيات القرآنية باستنكاره، من مثل» «لمَ تبنون بكل ريعٍ آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون»، ومن مثل: «والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون». والذي حدث خلال القرون الإسلامية الكلاسيكية، أن النحت للأشكال البرية ضَعُف الى حد التلاشي، في حين قلَّ التصوير وتهمّش. وبقيت الأشكال الفنية ذات الطبيعة التجريدية ومنها الخطوط والنقوش والتزيينات في المباني. وهكذا لدينا هناك الظرف (وإن يكن غير كامل) عن الفنون البصرية، وإقبال منقطع النظير على الفنون التجريدية إضافة للعمارة. لكن العمارة أيضاً صارت «الفنون الذهنية» إذا صح التعبير، هي السائدة بداخلها وأحياناً بالخارج، وبخاصة في عمارة المساجد والسُبُل والخانات.

ولنعُد الى الفنون الغربية، التي استجدت عليها أنواع ما انتبه إليها هيغل. فقد جرى تجاوز الرومانسية بعد تجاوز التقليد والحِرَفية والفنون المسيحية. فكل التيارات الفنية المعاصرة، إنما تشكّل تجاوزاً للمنظور البصري لمصلحة «البصيرة» أو الذهن. وهو الأمر الذي ساد في أجزاء مهمة من الفنون في الإسلام.

ما قيمة هذا كلِّه فيما نحن بسبيله من تحديد علائق الفن بالحضارة، وإمكان الوصول لتحديد أمرَين اثنين آخرين: إمكان المقارنة بين الحضارتين في شأن موقع الفنون فيهما، وإمكان اتخاذ الفنون مدخلاً لفهم الحضارة، بل الحضارتان.

لجهة المسألة الأولى (علائق الفن بالحضارة)، ما انفكّت كل الثقافات عن وجود الفنون فيها، وسواء فُهم عمل الفنانين باعتباره حرفة وصناعة يدوية، أو جرى الاعتراف به باعتباره إبداعاً. وإنما جرى الاعتراف الواضح بالفنون أو الجماليات ودورها في صنع الحضارة في الغرب، لأن الوظائف والأدوار التي لعبتها كانت من الأهمية بحيث ما عاد فهم تلك الحضارة ممكناً دونما إدخال للفنون باعتبارها عنصراً من عناصر الفهم والإفهام. وبعكس ما اعتقد هيغل، فإن الفنون تقدمت على الفلسفة في التكوين الحضاري، ونافست الدين في المجال الحضاري الغربي، بحيث اقترنت به في الأهمية. وقد اتخذت الفنون للوصول الى ذلك طريقاً ملتوياً، بمعنى أنها تسللت لكي تتجنب تُهمتي الإبداع والاستهواء، تسللت الى المسيحية والكنائس، فجسّدت المعاني والشخصيات المسيحية، بحيث صار هناك فن مسيحي في التصوير والنحت والموسيقى والأناشيد الكَنَسية والعمارة. وبحيث أقبل الباباوات والكرادلة والأمراء على استخدام الفنون المستأنَسة هذه باعتبارها عناصر تجميلية، لا تتحدى الدين، بل تساعده بجماليتها للدخول في قلوب الناس وعقولهم من خلال المنظور البصري. ثم كان أن انفصلت عن الوظيفة والدور السابقَين بعد القرن السادس عشر، لتدخل في الرومانسيات، ثم لتصل الى عوالم الأذهان والشعور واللاشعور. وفي المرحلة شبه التجريدية هذه بالكوائن والقيم الجمالية انصرفت بقصد أو بقصد لمنافسة الدين الذي كانت أدواره تتراجع في الحياة العامة ثم في الحياة الخاصة. أين تكمن القيم الحاكمة؟ تكمن في الذهن والشعور. لكن الفنون حتى البَصَري منها تتبلور هناك. وهكذا لجأ الغربيون في زمن العلمانية الى القيم الجمالية، ورأوا في الفنون بديلاً من شعوريات الدين، وبخاصة الموسيقى والشعر والرسم.

وما مرّ الفن الإسلامي بالمرحلتين المديدتين للتقليد والبَصَري، بل شهدهما على قِصَر ثم مضى عامداً الى الذهني والشعوري حتى في مجال البناء للمساجد وغيرها، ووجوهها التزينية. وما حدث صراع بينها وبين الدين، لأنه بعد القرنين الهجريين الأولين، وانسياح الإسلام في جنبات الأرض الأربع، وصلنا الى الشعوب الإيرانية والتركية والهندية، وكلها تملك مفهوماً تجريدياً للإله، أي أنه ليس كمثله شيء ولا يمكن تقليده. وهكذا ما احتاج الفن للتحيُّل من أجل الاعتراف به أو أنه ما احتاج للتحيُّل حتى لا يُخاف منه. فالموسيقى تجريد، والصور الشعرية تجريد، والخط العربي بأشكاله المختلفة تجريد. لكن لأن الله سبحانه ليس كمثله شيء، فإن التجريد الإنساني يصبح ذوباناً في فضاء الله، لا تحدياً لقدرته أو مشيئته. وقد كانت الفنون على اختلاف أنواعها تغصُّ بالحياة في عوالم المسلمين، وفي فهمهم حضارتهم ودينهم بما في ذلك تجويد القرآن. بيد أن الوعي بذلك ما كان موجوداً، وإنما حدث في المئة عام الأخيرة، ونتيجة دراسات الغربيين عن الحضارة الإسلامية والفنون الإسلامية.

ونصل الى مسألة المقارنة. هناك اعتراف لا مردَّ له باعتبار الفنون مكوِّناً رئيساً في الحضارة الغربية، لأنها تمثل إنسانية الإنسان في مجال إحساسه بالجمال بصفته قيمة أخلاقية أو تسامياً أخلاقياً. فهل يمكن اعتبار الفنون الإسلامية مكوِّناً من مكوِّنات حضارتنا، على رغم اختلاف الوظائف والأدوار لموقع الفنون في الحضارتين؟ الى أمدٍ قريب، ما كان ذلك ممكناً، لأن سائر المختصين كانوا يعتبرون الفنون الإسلامية التجريدية مهارات حِرَفية باعتبار خلوّها من النحت للأشكال الإنسانية، وضآلة التصوير والرسم فيها. لكن أحداً ما أنكر الجانب الجماليّ في فنون الإسلام. لكن في السنوات الثلاثين الأخيرة (منذ معرض لندن، 1976) صِرنا نعرف أن الحضارة الإسلامية لا يمكن فهم جوانب مهمة منها يتعلق بعضها بروحها ذاته، إلا باستيعاب موقع الفنون البصرية والتجريدية فيها.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفنون منظور لفهم الحضارات    الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty3/17/2012, 14:39

موضوع جميل شكرا لما قدمت احسنت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
ayat
مشرفة
ayat


العقرب
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
العمر : 42
البلد /المدينة : الأردن

بطاقة الشخصية
المجلة: 65

الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفنون منظور لفهم الحضارات    الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty3/17/2012, 14:41

مميز دائما Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد حسني الزعبي
المراقب العام المميز
المراقب العام المميز
فؤاد حسني الزعبي


العذراء
تاريخ التسجيل : 22/10/2011
العمر : 81
البلد /المدينة : فيينا - النمسا

الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفنون منظور لفهم الحضارات   الفنون منظور لفهم الحضارات  Empty3/17/2012, 15:56

**** (منذ معرض لندن، 1976) صِرنا نعرف أن الحضارة الإسلامية لا يمكن فهم جوانب مهمة منها يتعلق بعضها بروحها ذاته، إلا باستيعاب موقع الفنون البصرية والتجريدي فيها. ***
موضوع جميل ووجهة نظر للبعض ولكن توجد وجهات نظر أخرى بأن هؤلاء يحببون ويطلقون أسماء جديدة للترغيب بوجهة نظرهم, ومن حق الجميع إبداء وجهات النظر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفنون منظور لفهم الحضارات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سوريا مهد الحضارات .....( مملكة ماري) عاصمة الفرات.
» القيلولة من منظور إسلامي
» الغيبة والنميمة من منظور نفسي
» 6 مفاتيح لفهم الشخصيات
» ما هي الفنون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الفنون :: --الفنون :: الفنون-
انتقل الى: